تحول المعادلة في البحر الأحمر: فشل “أسبيدس” يعكس تغير توازن القوى
العين برس/ مقالات
عبدالرزاق علي
شهدت بعثة “أسبيدس” الأوروبية، التي أُطلقت بهدف تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي، فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها المعلنة. فبعد أشهر من العمليات، بات واضحاً عجز القوى الأوروبية عن مواجهة التحديات التي تطرحها القدرات العسكرية اليمنية المتنامية.
ـ عجز أوروبي في مواجهة التحديات اليمنية:
رغم الادعاءات الأوروبية بتأمين الممرات المائية وحماية السفن التجارية، إلا أن الواقع يشير إلى عجز واضح عن مواجهة الهجمات اليمنية التي تستهدف بشكل أساسي السفن المتجهة إلى إسرائيل.
فشل البعثة في تحقيق أهدافها أدى إلى انسحاب عدة فرقاطات أوروبية، وتأجيل انضمام سفن أخرى، مما يعكس ضعف الثقة في قدراتها على التعامل مع التهديدات اليمنية.
ـ أسباب الفشل:
يرى الخبراء العسكريون أن أسباب هذا الفشل متعددة، منها:
قلة التدريب:
عدم كفاية التدريب على مواجهة نوعية التهديدات التي تطرحها الأسلحة اليمنية الحديثة، مثل المسيّرات والصواريخ.
تكلفة الذخيرة:
ارتفاع تكلفة الذخيرة المناسبة لمواجهة هذه التهديدات، مما يحد من قدرة البعثة على الرد الفعال.
ضعف أنظمة الدفاع:
كشفت العمليات عن نقاط ضعف في أنظمة الدفاع الخاصة بالفرقاطات الأوروبية، مما يجعلها عرضة للهجمات.
تقدير ناقص للقدرات اليمنية:
ربما يكون التخطيط للبعثة قد استند إلى تقدير ناقص للقدرات الحقيقية للقوات اليمنية.
تركيز على التهديد التقليدي:
قد تكون البعثة قد ركزت بشكل أكبر على التهديدات التقليدية، مثل السفن الحربية، وتجاهلت التهديدات غير المتماثلة مثل الصواريخ والمسيّرات.
ـطبيعة العمليات:
اقتصرت العمليات الأوروبية على مرافقة السفن التجارية من بعيد، مما يجعلها غير فعالة في ردع الهجمات.
ـ تأثير الفشل على مصداقية القوى الأوروبية:
فشل بعثة “أسبيدس” يمثل ضربة لمصداقية القوى الأوروبية في المنطقة، ويشكك في قدرتها على حماية مصالحها وحلفائها.
كما أنه يعزز من مكانة القدرات العسكرية اليمنية، ويثبت قدرتها على فرض واقع جديد في المنطقة.
ـ الخلاصة:
تؤكد الأحداث الأخيرة أن التحديات الأمنية في البحر الأحمر والخليج العربي أصبحت أكثر تعقيداً، وأن القوى التقليدية تواجه صعوبة في التعامل معها.
كما أن فشل بعثة “أسبيدس” يفتح الباب أمام أسئلة حول مستقبل أمن السفن المعادية في المنطقة، وكيفية التعامل مع التهديدات المتصاعدة.
المصدر: عرب جورنال