لم يأتِ العدوانُ على اليمن؛ مِن أجلِ نهب ثرواته المعدنية والنفطية أَو السمكية، ولا مِن أجلِ احتلال جزره وسرقة حاضره ومستقبله فقط، إنما جاء أَيْـضاً ليسرق ماضيه وتاريخه وهذا هو الأهم بالنسبة لتحالف العدوان.
عدوان همجي يستهدف كُـلّ شيء في اليمن، استهدف الأرض والإنسان، وحتى الحيوان، وحتى القطع الأثرية في اليمن لم تسلم من السطو والسرقة، من قِبل عصابات تابعة لدول العدوان، ليتم بيعها في المزادات الأجنبية.
إن هذا الهجوم العدواني الشرس على ماضي اليمن وتاريخه لهو نابعٌ من شعور دول العدوان بالنقص والتقزم أمام اليمن عملاق الحضارة والتاريخ؛ وكونها لا تعد عن أنها مُجَـرّد كيانات طارئة لا تاريخ لها ولا حضارة تعاني من أزمة ثقافية وفكرية، فهي جاءت تعالج أزمتها الثقافية والفكرية بالاستيلاء على تراث اليمن، فإما أن تقضي على تراث اليمن وتدمّـره بشكل كامل، أَو تدعيه لنفسها، أَو تقوم ببيعه في المزادات الأجنبية.
المهم لدى دول العدوان هو أن اليمن لا يظل محتفظاً بالكنوز الأثرية لديه والتاريخية، رامية بذلك إلى تنشئة أجيال جوفاء ليس لها هُــوِيَّة ولا تاريخ، وإلى إفقاد اليمن ميزته الحضارية، وثقله التاريخي.
لكن الحقيقة هي أن هذه الكيانات سوف تدفع الثمن باهظاً لا محالة، جراء عدوانها على حاضر اليمن وماضيه، ومهما فعلت في سبيل تضخيم نفسها، فلن تكون بأكثر من مُجَـرّد كيانات صغيرة وطارئة وستظل كذلك، أما الشعوب الكبيرة وصاحبة الرصيد التاريخي، وإن جار الزمان عليها إلا أنها باقية على موعد حتمي مع مستقبل واعد بالعزة والكرامة، ونهضة متجددة، بإذن الله تعالى.
المصدر: موقع أنصار الله