بعد هزيمته الماحقة في لبنان .. ماهي توجهات كيان الاحتلال ؟
العين برس/ مقالات
زين العابدين عثمان
في سياق العدوان على لبنان لم يتمكن كيان العدو الصهيوني ومعه الامريكي من تحقيق أي هدف من أهدافه التي وضعها ولم يستطيع ان يحقق اي انجاز عسكري على الارض خصوصا في مسار احتواء قوة حزب الله او تثبيت احتلاله على قرية واحدة من أرض لبنان فقد خرج كيان العدو من حدود لبنان بصفر إنجازات وبهزيمة كاملة أرغمته ظروف المعركة وجحيم الخسائر الذي تلقاها يوميا على استجداء امريكا وفرنسا لانتشاله من وضعه الكارثي والمبادرة بوقف القتال في لبنان .
《العدو الصهيوني مابعد هزيمتة في لبنان》
توجهات كيان العدو في هذا الظرف لاتزال تأخذ سيناريوهات مفتوحة لاستمرار اعتداءاته على جبهات محور المقاومة فرغم هزيمته الماحقة التي تعرض لها في لبنان وتوقيعه لاتفاق وقف اطلاق النار الا انه يسعى لتنفيذ مخططات تصعيد جديدة بمساعدة أمريكا ودول الغرب ومن هذه المخططات الذهاب لتحريك عمل أدواته(القاعدة وداعش والتنظيمات الارهابية ) في سوريا كما هو حاصل اليوم فهو يريد اعادة مشهد الحرب في سوريا الى الواجهه بمستوى اكبر حيث يسعى في هذه المرحلة الى إضعاف سوريا وخلخله تماسكها الامني والعسكري و ممارسة الضغوط عليها لفصلها عن محور المقاومة ومنعها من ان تكون ظهر وحاضنة في لبنان وغزة فالكيان الصهيوني يعمل بالتنسيق مع امريكا وبعض من دول الشرق الاوسط قطر وتركيا التي يتمثل دورها في تمويل ودعم هذه التنظيمات الارهابية ومسارات الحرب في سوريا .
ضمن سيناريوهات كيان العدوالتي يريد تنفيذها في هذا الفترة
1- انه يحاول استغلال الوقت في ترميم منظومة الامنية والاقتصادية وضيق المعيشه والصراعات الداخلية بين القوى المعارضة وبين حكومة مجرم الحرب نتن ياهو فالوضع الاقتصادي تدهور بشكل كبير والحركة التجارية تكاد تتوقف بالكامل نتيجة مغادرة شركات الاستثمار الاجنبية و الحظر البحري الذي تطبقه القوات المسلحة اليمنية على ملاحة الكيان في البحر الاحمر والعربي .
2- يسعى الكيان على ترميم جيشه المتهالك الذي تعرض لصدمات وخسائر بشرية وعسكرية قاصمة في لبنان وقطاع غزة فالجيش يعاني من انهيار معنوي خطير اضافة الى ازمة عسكرية دفعت الكثير من القوات لمغادرة الخدمة العسكرية وعدم الرغبة في مواصلة القتال نتيجة الصدمة والاضطراب النفسي الحاد ,بالتالي يسعى الكيان لاحتواء كارثية وضعه و اعادة ترتيب قطعان جيشه وتهيئته من جديد لغرض استعادة مايمكن من جاهزيته وقدراته المفككه ليكون بمستوى اي تصعيد مستقبلي مع حزب الله .فعملية وقف القتال التي وقع عليها الكيان قد لاتطول كثيرا وقد يعود هذا الكيان الاجرامي ليمارس عدوان جديد على لبنان .
مايجب التنويه له ان كيان العدو الصهيوني وبعمق كارثية ازماته العسكرية والامنية والوجودية التي غرق فيها لكنه مستمر في حركته العدوانية بدعم لامحدود من امريكا والغرب وعملاءهم في المنطقة فعدوانه مستمر على قطاع غزة وكذلك لديه توجهات نحو جبهات محور المقاومة فهو مركز على اضعاف جبهات المحور المساندة لقطاع غزة وضرب وحدة الساحات بشتى الوسائل فما يحصل في سوريا هو جزء من حركته ومخططاته العدوانية القائمة .
باحث عسكري
المصدر: عرب جورنال