بعد مضي 82 يوماً على الحرب .. هل وصلت أسلحة جديدة للمقاومة في غزة؟
العين برس/ تقرير
بعد مضي 82 يوماً على المعارك الطاحنة في قطاع غزة، وفشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه من العملية البرية التي أطلقها في 27 أكتوبر الماضي، أعلنت كتائب القسام إدخال أسلحة جديدة، ما يشكل تحولاً مهماً في سير المعركة. ولأول مرة تُعلن “القسام” الجناح المسلح لحركة حماس الفلسطينية عن استهداف مروحيات إسرائيلية، بصواريخ “سام 18″، وهي صواريخ مضاد جوي، روسية الصنع، وذات كفاءة عالية.
“القسام” أعلنت أيضاً عن استخدام صواريخ مضادة للتحصينات من طراز “RPO-A”، وهو صاروخ روسي الصنع أيضاً، ما يثيرتساؤلات حول دلالة هذا الإعلان بعد اقتراب الحرب من تمام شهرها الثالث، وتأثير هذه الأسلحة على سير المعركة.
تحول مهم
مع استخدام المقاومة لصواريخ “سام 18” المضادة للطائرات، وصواريخ “RPO-A” المضادة للتحصينات، يمكن القول إن مرحلة جديدة منالحرب قد بدأت، خصوصاً أن المروحيات الإسرائيلية ستصبح هدفاً سهلاً.
وأعلنت كتائب القسام يوم الأربعاء 27 ديسمبر، استهداف مروحيتين إسرائيليتين بصاروخين من طراز “سام 18″، الأولى في منطقةالصفطاوي، شمال مدينة غزة، والثانية شرق معسكر جباليا شمال قطاع غزة.
ولم يصدر أي تعليق من قبل جيش الاحتلال، كما لم تُفصح المقاومة عما إذا كان الاستهداف قد ألحق أضراراً بالطائرتين، إلا أن إدخال هذهالنوعية من الصواريخ يشكل تحولاً مهماً، وتحدياً خطيراً لجيش الاحتلال.
وإلى جانب استخدام منظومة “سام 18″، كشفت المقاومة عن استخدام صاروخ “RPO-A” المضاد للتحصينات الروسي، ضد قوةإسرائيلية محصنة في أحد المنازل بمنطقة جباليا؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود المتمركزين داخل المنزل.
“سام 18”
يستخدم صاروخ “سام 18” للدفاع الجوي، وهو صاروخ محمول على الكتف ويمكنه إصابة الأهداف الجوية القريب بدقة، كماتستخدمه 40 دولة حول العالم.
ويعرف صاروخ “سام 18” في روسيا بـ”إيغلا 9″، ويبلغ مداه قرابة 5 آلاف متر، ويستخدم ضد الأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعاتمنخفضة، وتصل سرعته إلى 600 متر في الثانية.
كما تشير المعلومات إلى أن “سام 18” فعّال حتى 3.5 كم، وتبلغ تكلفة صاروخ “سام 18″، 60 ألف دولار، ويتطلب استخدامه من قبلمحترفين، خصوصاً في ظل الوضع المعقد الذي تشهده غزة، وهو أكثر تطوراً من نسخ “سام 7″ و”سام 9”.
ويستخدم نظام الصاروخ الأشعة تحت الحمراء للكشف عن البصمة الحرارية المنبعثة من محركات الطائرات، وبعد الإطلاق يقوم باحثالأشعة تحت الحمراء بمسح المجال الجوي باستمرار بحثاً عن البصمة الحرارية للهدف، وحينما يستقر الباحث على الهدف، يقوم الصاروخبتعديل مساره لضربه مباشرة.
ويأتي الكشف عن استخدام “سام 18″، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال عن مرحلة جديدة من الحرب في قطاع غزة، ووفقاً للخبيرالعسكري والاستراتيجي الأردني محمد المقابلة، فإن “من ضمن استراتيجية الاحتلال في الانتقال للمرحلة التالية من العدوان، استعمالمروحيات الهليكوبتر أباتشي المقاتلة، لإسناد قوات الجيش المشاة على الأرض، إلى جانب تنفيذ عمليات نوعية”.
ووفقاً لـ الخبير “المقابلة”، فإن صاروخ “سام 18” يعاجل طائرة الأباتشي، لافتاً إلى أنه قادر على إسقاط المقاتلة الأمريكية، التي يملك منهاالاحتلال 42 طائرة، من إجمالي 142 طائرة مروحية.
وأشار إلى أن دخول منظومة “سام 18” يعني أن “مروحيات الاحتلال ستحلّق خارج مدى رماية الصواريخ، وهذا يعني إفقادها القدرة علىإسناد المقاتلين المشاة، أو تنفيذ عمليات نوعية كما هو مخطط لها”.
“PRO – A”
وبعد منظومة “سام 18″، أعلنت “القسام” استخدام صواريخ “PRO – A”، الروسية المضادة للتحصينات، والتي تعرف في روسيا باسم”قاذف اللهب”، ويحمل على الكتف.
و” PRO – A”، صاروخ يُحمل على الكتف، وهو عبارة عن قذيفة صاروخية حرارية مملوءة بخليط ناري، وأثناء حرب أفغانستان حصل علىلقب “السلاح الشيطاني”، ويشبه عمل قاذفة “لاو” المضادة للدبابات.
ويستخدم لمهاجمة مواقع إطلاقا لنار المخفية، وكذا لاستهداف قوات المشاة، والتحصينات، ولديه عبوة شديدة الانفجار، وقاذف عيار 93 ملمعلى الأنواع الرئيسية من الأهداف، ووفقاً لـ”روسيا اليوم”، فإنه يتسبب في القضاء على جميع الكائنات الحية بحجم يصل إلى 80 متراًمكعباً.
ودخل هذا الصاروخ الخدمة عام 1984، وتم تطوير الصمامات الميكانيكية من قبل المعهد التكنولوجي للبحث العلمي في روسيا.
نسف الإنجاز الإسرائيلي
دخول أسلحة جديدة في سياق المعركة ضد “إسرائيل”، يعني انتفاء مزاعم الهيمنة الإسرائيلية على قطاع غزة، ووفقاً للخبيث العسكريوالاستراتيجي الفلسطيني، واصف عريقات، وأن “استخدام أنواع أسلحة متطورة جديدة بعد مرور أكثر من 80 يوماً على العدوان علىغزة، دليل على قدرات المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف أن ظهور هذه الأسلحة “يؤكد على عدم سيطرة الجيش الاسرائيلي على أي بقعة وصل إليها في غزة” ويمثل “تعزيزاً للقدراتالقتالية الفلسطينية”، ويرسل رسائل متعددة “للجبهة الداخلية، والقيادة الإسرائيلية، وتعزيزاً لمعنويات الشعب الفلسطيني وكل محبيالمقاومة”.
وأشار إلى أن “الرسالة الأخرى للكشف عن هذه الأسلحة، يؤكد أن المقاومة لا تزال تملك مزيداً من المفاجئات، ومنها السلاح المتطورستكشف عنه المقاومة في الوقت الذي يخدم خططها”.
المصدر: فلسطين اليوم