اهتمام غربي بأسلحة أنصار الله و المقاومة الفلسطينية وتكاليف مواجهتها
العين برس/ تقرير
لا تزال تكلفة الأسلحة المستخدمة من قبل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة تشكّل موضع اهتمام لدى الإعلام الغربيّ، وما يواجهه كيان الاحتلال والولايات المتحدة من مصاعب في مواجهتها، إضافة إلى مستجدات هجمات البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي تستهدف سفن كيان الاحتلال والمتوجهة إلى الموانئ “الإسرائيلية”.
وفي هذا الصدد، ذكر الخبير الاقتصادي الأيرلندي فيليب بيلكنجتون (Philip Pilkington)، في مقالة نُشرت على موقع “National Interest”، أنّ “تكلفة صناعة صواريخ قسام التي تستخدمها حركة حماس هي رخيصة للغاية، حيث أنّ الوقود المستخدم في هذه الصواريخ مصنوع من السكر والسماد”.
ولفت إلى أنّ “تكلفة إنتاج كل صاروخ تتراوح ما بين 300 و800 دولار، بينما تبلُغ تكلفة البطارية الواحدة في نظام القبة الحديدية لدى “إسرائيل” 100 مليون دولار، وتبلغ تكلفة الصواريخ الاعتراضية من طراز “تامير” حوالي 50000 دولار.
وأضاف الكاتب أنّه “وحتى من دون احتساب تكلفة المنصّة، تستطيع حماس إنتاج 91 صاروخًا مقابل كل صاروخ اعتراض من طراز “تامير”، مشيرًا إلى أنّ “الدبابة الإسرائيلية من طراز ميركافا تبدو غير محصنة أمام نظام الـ”RPG” لدى حماس وهو قذيفة ياسين”.
وبينما قال إنّ إمكانية استهداف الدبابات من خلال أنظمة “RPG” ليس بالتطوّر الجديد، وخاصّة داخل البيئات المدنيّة، إلّا أنّ قدرة الجماعات مثل حماس على إنتاج هذه الأنظمة يطرح تساؤلات حقيقيّة حول القدرة على مواصلة القتال داخل المدن عبر الآليات المدرّعة، حتى للجيوش التي تملك أسلحة متطورة مثل الجيش الإسرائيلي”.
وإذ أشار الكاتب إلى أنّه لا تقديرات حول تكلفة قذائف الياسين، أوضح أنّ تكلفة القذيفة الواحدة هي على الأرجح 200 دولار نظرًا إلى سعر اليد العاملة الرخيصة في قطاع غزة، وذلك كونه يمكن شراء قذائف الـ”RPG” مقابل مبلغ حوالي 300 دولار في السوق السوداء”، حيث خلُص إلى أنّه “يُمكن أن تنتج حماس 17500 قذيفة من طراز الياسين مقابل كل دبابة ميركافا إسرائيليّة، إذ تبلّغ تكلفة الدبابة 3.5 مليون دولار”.
وتابع “تسليع” ساحة القتال المعاصرة ظهر بشكل واضح خلال الأيام الماضية عندما تمكنت حركة أنصار الله في اليمن من فرض حصار بحريّ في البحر الأحمر، وذلك من دون أن تملك الجماعة قوة بحرية.
ورأى الكاتب أنّه على مدار التاريخ، فإنّ القدرة على السيطرة على البحار وبالتالي على الحركة التجارية كانت متوفرة فقط للدول الغنية التي كانت تستطيع تخصيص مبالغ كبيرة من أجل بناء قوة بحرية مقتدرة، إلّا أنّه اعتبر أنّ “تسليع” ساحة القتال غير هذه الديناميكية.
وأضاف أنّ النجاح باستهداف سفينة تجارية “عبر صاروخ إيراني مضاد للسفن” شكّل اللحظة المفصلية في “الحصار” في البحر الأحمر.
وأشار الكاتب إلى أنّه لا توجد الكثير من المعلومات حول نموذج هذه الصواريخ، إلّا أنّه شدد على أنّ تكلفتها هي أقل بكثير من تكلفة صواريخ الدفاع الجوي التي تستخدمها السفن العسكرية الغربية من أجل التصدي لها.
ولفت إلى أنّ التقارير سبق أن أفادت أصلًا بأنّ البحرية الأميركية تستخدم صواريخ تبلغ تكلفتها مليوني دولار من أجل إسقاط مسيرات أنصار الله التي تبلغ تكلفتها 2000 دولار فقط.
وتابع الكاتب بأنّ طبيعة هذه الأسلحة الجديدة تثير إشكاليات حقيقيّة، موضحًا أنّه وجهت الدعوات للبحرية الأميركية وحلفائها بقصف أنصار الله عند بدء “الحصار” بهدف إرضاخ الأخيرة، حيث تساءل عن هدف القصف في هكذا سيناريو.
وتوقع أنّه يُمكن نقل هذه الصواريخ والمسيّرات الجديدة إلى أيّ مكان داخل الأراضي “التابعة للحوثيين”، وفق تعبير الكاتب، ووضعها وإطلاقها حتى ربما عن بعد. مضيفًا بأنّ البحرية الأميركية قد لا تصل إلى الهدف إلّا بعد أن يُصبح عبارة عن منصة رخيصة أو شاحنة فارغة في أحسن الأحوال.
وتساءل الكاتب عمّا إذا كان من الحكمة مقارنة القوّة العسكريّة لدى الدول استنادًا على الإنفاق، مشددًا على أنّ الحديث عن قوّة عسكريّة من خلال ذكر مبالغ الإنفاق يجب أن لا يؤخذ على محمل الجد بعد اليوم.
إلى ذلك، تطرّق الكاتب إلى موضوع مؤسسات الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة الأميركية، وعمّا إذا كانت تحقق الأهداف المرجوّة. كما تساءل عمّا إذا كان النموذج الذي يعتمد على التكنولوجيا المتطورة ذات التكلفة العالية يتناسب مع ميدان القتال المعاصر. كذلك تساءل عما إذا كانت سلاسل التوريد المندمجة الكبيرة هي ضرورية حتى.
واعتبر أنّه ربما حان الوقت لإعادة تقييم الإنفاق على السلاح، وأيضًا إعادة تقييم ما يُمكن تحقيقه عبر القوّة العسكريّة التقليدية مع تطوّرات “التسليع” الجديدة في ميدان القتال، مشيرًا إلى أنّ كافة المعطيات المتوفرة تفيد بأنّ البيئة الجديدة تمنح التفوق “لأصحاب الأرض”.
ولفت الكاتب إلى أنّه بينما القوات البحرية طالما شكلت الأداة المفضلة في المناطق البعيدة من العالم، إلّا أن منفعتها قد تكون أقل بكثير الآن كونه بات من السهل تهديد السفن من خلال الأسلحة الجديدة.
من جهته، كتب مايكل هورتون (Michael Horton) مقالة نشرت على موقع “Responsible Statecraft” تحدّث فيها عن تزايد التأييد لأنصار الله حتى من قبل “بعض الأعداء”، وذلك على ضوء التطوّرات الأخيرة.
ونقل الكاتب عن مصادر يمنيّة بأنّ ما تقوم به “أنصار الله عزز وتيرة التجنيد في صفوف الجماعة وتسبب أيضًا بتدفق التبرعات من شركات تجارية يمنية ومواطنين يمنيين.
كما أضاف بأنّ “الهجمات” التي تنفذها أنصار الله تدل على تمددها الجيوغرافي وتحوّلها إلى قوة إقليمية. كذلك تحدث الكاتب عن تزايد تكلفة الإجراءات المضادة التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفائها لاعتراض الصواريخ والمسيرات لدى أنصار الله.
ونبه الكاتب من أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمكنهم بسهولة الاستمرار باستخدام الصواريخ التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات من أجل استهداف المسيرات التي تبلغ تكلفتها آلاف الدولارات فقط.
كما تحدّث عن مصانع لدى أنصار الله، مشيرًا إلى أنّ العديد منها موجود في أماكن من الصعب استهدافها والتي تستطيع إنتاج ما قد يصل إلى مئة مسيّرة من النماذج الأقل تطورًا كل أسبوع.
وبينما قال الكاتب إنّ المسيّرات الأكثر تطورًا تنتج بوتيرة أبطأ، موضحًا أنّ بإمكان أنصار الله رغم ذلك إنتاج عدة مئات من هذه المسيّرات في غضون بضعة أشهر. كذلك تابع بأنّ أنصار الله لم تستخدم حتى الآن سوى جزء صغير من المسيّرات المسلحة والصواريخ التي تمتلكها.
وأضاف بأنّ أيّ حملة ضد أنصار الله يجب أن تستمر ربما لأشهر، وستحمل معها ثمنًا باهظًا لكافة الأطراف المعنية.
وشدد الكاتب على أنّ أنصار الله يُتقنون الحرب غير المتكافئة، وقال إنّها حققت عمومًا أهدافها التي تتمثل بفرض أثمان على “إسرائيل” وحلفائها، وإبراز تمددها الإقليمي، وتعزيز دعمها في الداخل. أمّا الولايات المتحدة وحلفاؤها فقال الكاتب إنّ ليس لديهم أيّ خيارات جيّدة في التعامل مع أنصار الله.
وتابع الكاتب بأنّ النزاع في البحر الأحمر ينذر بما يحمله المستقبل بينما تنتشر أنظمة السلاح المقتدمة ذات التكلفة المنخفضة. كما توقع أن تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها المزيد من السيناريوهات حيث لا خيارات جيدة.
المصدر: موقع العهد