اليمن يفرض معادلة جديدة: تل أبيب تحت التهديد ويضع الكيان أمام خيارين

اليمن يفرض معادلة جديدة: تل أبيب تحت التهديد ويضع الكيان أمام خيارين

العين برس/ مقالات

كامل المعمري
الضربة الصاروخية اليمنية التي استهدفت تل أبيب تُبرز بوضوح تحولا نوعيا في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز القدرات القتالية، بحيث تقف الصواريخ الفرط صوتية على رأس منظومات الأسلحة التي تعيد صياغة الحروب الحديثة. الصواريخ الفرط صوتية تُعرف بسرعاتها التي تتجاوز 5 ماخ، إلا أن “فلسطين 2” تجاوز هذا الحد بمراحل، محلقا بسرعة تصل إلى 16 ماخ. وهذه السرعة الفائقة تعني أن زمن الاستجابة لأي نظام دفاعي يصبح معدوما تقريبا ووفقا لمعادلات الفيزياء الحركية، فإن طاقة الحركة الناتجة عن السرعة العالية تضاعف من التأثير التدميري للرأس الحربي، ما يجعل الاعتراض الفعّال شبه مستحيل دون أنظمة دفاعية تتجاوز المعايير الحالية.

من الجانب الدفاعي، تُظهر هذه الضربة خللا كبيرا في الأنظمة الإسرائيلية المصممة لاعتراض الصواريخ.
أنظمة مثل القبة الحديدية والسهم وحيتس تعتمد على افتراضات تتعلق بمسارات الصواريخ التقليدية، حيث تكون حركتها متوقعة إلى حد كبير.
لكن مع صواريخ فرط صوتية، تتحول مسارات الطيران إلى أنماط غير خطية، حيث تتغير الزوايا والسرعات بطرق لا يمكن التنبؤ بها حتى في ظل التقنيات الحديثة مثل الرادارات ثلاثية الأبعاد أو الصواريخ الاعتراضية المتقدمة، فإن الفجوة الزمنية بين الاكتشاف ورد الفعل تصبح عاملا حاسما، وغالبا ما تكون غير كافية.

الأثر الاستراتيجي لهذه الضربة يتجاوز الجانب العسكري اليمنيون أثبتوا قدرتهم على تطوير واستخدام أسلحة تتجاوز المستوى الإقليمي وبالتالي فان هذا الهجوم يرسل رسالة مزدوجة الأولى لإسرائيل بأن عمقها الاستراتيجي لم يعد محصنا، والثانية لدول التحالف العربي بأن هذه القدرات يمكن أن تُوجه نحوها بسهولة إذا استدعت الحاجة.

هذا يعني أن اليمنيين، الذين نجحوا في فرض معادلة البحر من خلال استهداف السفن العسكرية والتهديد بتوسيع نطاق الهجمات البحرية، أصبحوا اليوم قادرين على فرض معادلة جديدة تتعلق بأمن الكيان، وهي جعل تل أبيب غير آمنة. ففي ظل النجاح الكبير الذي حققوه في تطوير تقنيات الصواريخ الفرط صوتية مثل “فلسطين 2″، التي يمكنها اختراق أقوى أنظمة الدفاع، يظهر أن اليمنيين قد تمكنوا من تغيير قواعد اللعبة بشكل جذري وبالتالي فان الرسالة التي يوجهها اليمنيون واضحة: تل أبيب، كما غيرها من الأهداف الاستراتيجية، أصبحت عرضة للهجوم إذا لم يتم وقف العدوان على غزة ورفع الحصار المفروض عليها.

علاوة على ذلك يبدو ان اسرائيل أمام مفترق طريق حاسم، حيث تجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن توقف عدوانها الوحشي على غزة ورفع الحصار المفروض عليها، أو أن تواصل التصعيد الذي قد يعرضها لمفاجآت عسكرية غير مسبوقة وبالتالي فان اليمنيون، الذين أثبتوا قدرتهم الفائقة في تطوير صواريخ متطورة مثل فلسطين 2 فإنهم قادرون ايضا على تطوير صاروخ فلسطين 3

في الختام، فإن الهجوم الصاروخي على تل أبيب ليس إلا جزءا من مفاجآت أكبر قد يخفيها اليمن في جعبته. مع قدرته المتزايدة على تطوير تقنيات عسكرية متقدمة مثل صواريخ “فلسطين 2 أثبت اليمن أنه يمتلك القدرة على فرض معادلات جديدة في ميدان المعركة.
وإذا كانت إسرائيل قد فوجئت بما حدث، فإنها قد تكون على موعد مع مفاجآت أخرى في المستقبل القريب.

المصدر: عرب جورنال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *