في الوقت الذي تُركت فيه غزة من الجميع عرباً ومسلمين ومن دول الغرب، تقاتل وتدافع عن نفسها وقضية شعبٍ عربي بأكمله، بقيت اليمن على عهدها بالوقوف التام معها حتى رفع العدوان الإسرائيلي عنها.
وكان لليمن دوراً في الدفاع عن غزة وتلقين الكيان الإسرائيلي الضربات الموجعة وحليفته الولايات المتحدة التي تمده بسلاح الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بغزة بشكل متواصل طوال عام وربع العام.
ومنذ الشهر الأول من العدوان وحتى الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار، لم تسكت جبهة اليمن عن قصف المواقع الإسرائيلية والمستوطنات في “إسرائيل”، كما واصلت قصف السفن والمنشآت الأمريكية في البحر الأحمر.
وقصفت القوات المسلحة اليمنية طوال العدوان على غزة حاملة للطائرات الأمريكية بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة لمرات كثيرة.
ورغم تعرضها لعدوان أمريكي بريطاني إسرائيلي، إلا أن اليمن لم توقف ضرباتها للكيان الإسرائيلي ولا المصالح الأمريكية.
كما استطاعت القوات اليمنية المسلحة التوفيق بين ضرباتها المدافعة عن غزة وبين حماية الأراضي اليمنية من العدوان، حيث شنت عملية عسكرية ضد حاملة الطائرات الأمريكية خلال محاولة أمريكا تنفيذ عمليات لاستهدافِ اليمن، وحققت العملية أهدافها بنجاح.
وفي كل ضربة تصدر القوات المسلحة اليمنية بيانها الذي ينص على أن هذه العمليات لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة ومن ثم أضافت اليمن.
وما تزال القوات المسلحة اليمنية تؤكد جهوزيتها لأي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي وهي تؤكد بأنها مستمرة في تأدية واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني وأن عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وغابت لبنان عن ساحة القتال عقب انتهاء العدوان عليها، الذي بدأته “إسرائيل” في 23 سبتمر الماضي، على اثر تبادل القصف بينها وبين حرب الله، دفاعاً من الحزب عن غزة، وانتهى باتفاق وقف إطلاق نار هش منذ 27 نوفمبر 2024، بسبب استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق.
أما اليمنيون فواصلوا ضرباتهم مؤكدين أن الهجمات لن تتوقف من طرفهم إلا بوقف حرب الإبادة بغزة.
وعقب الإعلان القطري أمس الأربعاء بالوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة أكد محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي باسم أنصار الله في اليمن، أنه لن يكون هناك سلام حقيقي في منطقة الشرق الأوسط إلا بزوال الاحتلال.
وأضاف عبدالسلام في بيان، عقب الإعلان عن الاتفاق: “نحن في اليمن نحمد الله أن وفق شعبنا وقواته المسلحة لحمل هذه المسؤولية بإسناد غزة بمظاهرات مليونية أسبوعية، وبعمليات عسكرية فاعلة ومؤثرة من أول عملية طوفان الأقصى حتى إعلان وقف إطلاق النار في غزة”.
وذات المظاهرات التي خرجت طوال فترة العدوان من الشعب اليمني تنديدًا بحرب الإبادة والتي دعت للانتقام لغزة، خرج الآلاف من اليمنيين في ليلة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، حامدين مكبرين مشيرين بصمود غزة وانتصارها على مخططات الحرب والتهجير.
ومساء الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي أدت بدعم أمريكي إلى أكثر من 156 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: صفا