الولايةُ والانتصارُ الموعودُ في فلسطين
العين برس/ مقالات
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
نجد أهميّة الولاية الإلهية أنها تحمينا من ولاية الطاغوت وَتشكِّلُ ضمانةً لنا وإنقاذ لنا؛ حتى لا يستعبدَنا الطاغوت وأدواته.
يعتقدُ المسلمون في جميع أنحاء العالم بأن الانتصارَ في فلسطين قادمٌ مهما طال الزمن؛ تنفيذاً لوعد الله -سبحانَه وتعالى- بنصر عباده الصالحين على عدوهم، ولكن ما يغفل عنه الجميع أن الله يمنح النصرَ لمن يواليه وليس لمن يدَّعي أنه مسلم وهو يوالي أمريكا أَو أذنابَها، مثل: السعوديّة والإمارات وقطر وغيرهم من المستكبرين في الأرض وأعوان الشيطان.
وما حدث ويحدُثُ في فلسطين يمكن أخذُ العبرة منه؛ فمنذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948م والفلسطينيون يقاومون هذا المشروع بكل الإمْكَانيات المتاحة، ولكن مقاومتهم لم تصل إلى هدفِها وهو هزيمةُ اليهود الصهاينة وتحرير فلسطين، إضافة إلى ذلك فقد تراجعوا كَثيراً عن الأهدافِ التي رسموها لأنفسهم، وفقدوا بقيةَ الأراضي الفلسطينية وأراضيَ عربيةً أُخرى، خلال الزمن الماضي برغم استمرارهم في المقاومة، ووصل بهم الأمرُ إلى أن يعترفوا بحدود 67 في اتّفاق أوسلو، ومع ذلك لم يحصلوا على دولة كما تم وعدُهم به، والسببُ في ذلك بسيطٌ، وهو أن الراياتِ التي كانوا يحاربون تحتها لا تنطبقُ مع وعد الله لعباده بالنصر، فقد حاربوا تحتَ الراية القومية والاشتراكية والشيوعية وغيرها، ثم جاءت السلطةُ الفلسطينية وسلّمت أمرها وأعلنت ولاءَها لأمريكا الشيطان الأكبر، وانتظرت منها أن تمنحَ الفلسطينيين دولةً، وطال الانتظار ولم تصل إلى شيء، ثم جاءت كُبرى حركات المقاومة وأعلنت الجهادَ ضد العدوّ الفلسطيني ولكن في ظل الولاء للسعوديّة وقطر، ودخلت في مواجهاتٍ عديدة مع الكيان الصهيوني، وكلما كانت على وشك تحقيقِ النصر المرجوِّ تتدخَّلُ السعوديّةُ أَو مصر بمبرّر التهدئة وتسلبها ذلك النصر، ولم تكتفِ تلك الدول بذلك لكنها سعت لإدخَال الحركةِ المسيطرة على غزة في صراعٍ مع الحركات الفلسطينية الأُخرى.
لكن بعد أن بدأت الدولُ العربية تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني، تحرّرت الحركاتُ الفلسطينيةُ من الضغوط التي كانت تمارَسُ عليها، وبدأت تعي معنى الولاء الحقيقي لله، وساعدها ذلك على الارتباط مع محور المقاومة الموالي لله وللرسول وللمومنيين، ومن خلال التجارب التي مرَّت بها الحركاتُ الفلسطينيةُ مؤخّراً في مواجهتها مع الكيان الصهيوني وجدت أن هذا المحور لم يخذلها، ووقف إلى جانبها في أحلك الظروف؛ ولذلك فسوف يحقّقُ أولياءُ الله النصرَ الموعودَ عندما تنطبِقُ عليهم شروطُ الولاء والبراء.