تعمَلُ الكثيرُ من الأمم على تحقيق أهدافها وطموحاتها؛ لكي توفِّرُ لأفرادها سُبُلَ العيش الكريم، ولا يتسنى لمعظم تلك الأمم تحقيقُ ما تصبو إليه إلَّا من خلال فرض ما تريدُه بالسلم أَو بالحرب، وفي كلتا الحالتين يجبُ أن تتوفرَ للأُمَّـة المعنية شروطٌ محدّدة حتى تتمكّنَ من الانتصار في معركتها السلمية أَو الحربية، ومن أهم تلك الشروط العملُ في ظل مشروع واضح المعالم حتى لا يتم الالتفاف على تحَرّكاتها.
وفي اليمن رأينا في عام 2011م خروجَ معظم فئات الشعب اليمني تطالب بالتغيير بعد أن وجدت أن التغييرَ أصبح ضرورةً خَاصَّةً في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق على صالح، ولكن كان ذلك الخروج قد تم في ظل عدم وجود مشروع متفَّقٍ عليه بين جميع الفئات التي نزلت إلى الشارع، تمكّن ثوار 2011م من إحداث التغيير المطلوب من خلال إلزام علي صالح بتقديمِ استقالته، ولكن نظراً لعدم وجود مشروع جامعٍ لم يتمكّن الثوار من التحكم بمجريات الأحداث بعد تلك الاستقالة، وتُرك الموضوع للقوى السياسية التي صفَّت إلى جانب الثورة وللقوى الخارجية التي قدمت نفسَها كوسيط بين الشعب والسلطة وتم تقديمُ مشروع للخروج من الأزمة لا يمثل الثوارَ ولكنه يمثلُ القوى السياسية ومصالح الدول الخارجية والمتمثل بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولذلك اعتبر الكثيرُ من الثوار بأن ثورتهم فشلت بعدَ أن عاش الشعبُ أسوأَ الظروف في ظل تلك المبادرة.
ونتيجةً للأوضاع السيئة التي مرت بها بلادُنا خلال تلك الفترة، فقد قرّر الشعبُ الثورة من جديدٍ بالرغم من المخاطر الكبيرة الداخلية والخارجية التي كانت تحيط بالثورة في تلك المرحلة، ولكن ما ساعد على نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م هو العملُ في ظل مشروع قرآني واضح المعالم يقدم خارطةَ طريق لمواجهة الأعداء في الداخل والخارج، وُصُـولاً إلى مرحلة النصر المنشود الذي نسعى إلى تحقيقه، كما يساعد هذا المشروع على معالجة مشاكلِ الأُمَّــة ويذلِّلُ الصِّعابَ ويمهّد العراقيل التي قد تواجه مسار الثورة، ومن خلال الالتزام بالمشروع القرآني تمكّنت اليمن من تحقيق الانتصارات الكبيرة في المعارك الحربية وفي الجانب العسكري تنظيمًا وتسليحًا وفي المجالات الإدارية والاقتصادية والزراعية وغيرها.
ومن أهم ما تم تحقيقُه في ظل هذا المشروع هو منعُ الأجنبي من التدخُّل في شؤونِ بلادنا بالقوة التي يعرفُها قبل غيره.
المصدر: موقع أنصار الله