اللعب في الوقت الضائع
العين برس/ مقالات
أحمد الزبيري
العمالة حرفة او مهنة او ” مهره ” هذا بالنسبة لمن كان يحكم اليمن مع الفارق اليوم ان أولئك الحكام وأبناء الحكام ومن شاركهم في السلطة لا يجمعهم شيء اكثر من العمالة .
ظهور طارق عفاش وهو بالكوفية ” الخيزران ” يتحدث عن القوى الإقليمية والدولية التي هي صاحبة القرار وهم ليسوا الا أدوات او عبيد ينفذون ما يؤمرون به والا سيعاقبون لم يكن كلاماً مفاجئاً فقد قاله قبله قيادات أحزاب ومشايخ قبليين ومشايخ علم والاخيرين يشفعون عمالتهم بالفتوى .
لهذا لا عجب من واقع حال اليمن وما وصلت اليه العجيب والغريب ان يأتي خونة وعملاء بعد ما يقارب تسع سنوات من العدوان والحصار والقتل والدماء والدمار والخراب ليتحدثوا انهم خدعوا ويدينون شركائهم بالمتاجرة بالأوطان والنموذج الاوضح لهذا عبد العزيز جباري وهو تذاكي فات اوانه ولم يعد نافع بعد كل ما تعرض له اليمن وبعد كل الدماء التي سالت هؤلاء لا نقول عنهم انهم حمير لأننا نظلم الحمير ولكن هؤلاء منحطين منحوا المعتدين الذريعة والمبرر للتدمير والغزو والاحتلال ومحاولة تقرير امر واقع في السواحل والجزر وبشكل عام موقع اليمن الاستراتيجي ونهب الثروات .
قرار اليمن منذ زمن طويل كان في الخارج يتنقل بين لندن والرياض وواشنطن وربما تل ابيب والمصيبة ان هناك من يرى ان العمالة والخيانة والارتزاق والتآمر على الأوطان أمر طبيعي ويعتقدون ان اسيادهم سيعيدونهم حكام او شركاء في الحكم مستندين الى ما حصل في الماضي القريب والبعيد ونعني نهاية ستينيات القرن الماضي وفي مراحل لاحقه .
ليس هناك غرابة في توالي المآسي والكوارث المتلاحقة التي أحاقت بهذا الشعب وبشعوب عربية أخرى .. رهاننا اليوم على من تصدوا وصمدوا وواجهوا وانتصروا على تحالف العدوان في حرب ربما لم يتعرض لها بلد وشعب اخر قبل الشعب اليمني .
هذا يقودنا الى الوجه المشرق والمعقود عليه الآمال ونعني هنا القيادة الوطنية الثورية السياسية والعسكرية والتي تعمل في كل الاتجاهات للخروج من الوضع الذي فرضه على شعبنا أولئك العملاء والخونة واسيادهم ومواجهة العدوان والانتصار عليه الى محاولة مواجهة الحرب الاقتصادية بالتوجه الى الزراعة والتنمية والبناء الذي يقوي هذا الشعب ويجعله اقرب الى تحقيق أهدافه وتطلعاته في السيادة والوحدة والاستقلال والتحرر من كل اشكال الهيمنة والوصاية الخارجية دون ان يعني ذلك الانعزال فنحن جزء من هذا العالم ومتغيراته وتطوراته ولا نكون مبالغين ان قلنا اننا مشاركين في تحقيق المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم ولو تحققت الأهداف الرئيسية لصمودنا فنحن نساهم في صياغة مستقبل البشرية ولكن قد تكون الرؤيا لدى البعض مشوشة وغير واضحة اما نحن فبصيرتنا ترينا ما هو ابعد ان ذهبنا في ما بدانا حتى النهاية .
وانتصرنا للحرية والكرامة والسيادة والاستقلال الذي لا تشوبه شبهة عمالة أو وصاية ..خلاصة القول أن الخونة والعملاء والمرتزقة الذين يعتقدون انهم اذكيا يلعبون في الوقت الضائع.