الكيان الصهيوني: محور المقاومة موحد وجاهز للمواجهة
العين برس /تقرير
علي علاء الدين
اللّقاء الذي جمع في بيروت، أمين عام حزب الله، سماحة السيّد حسن نصر الله، وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، والذي نُشرت صورة عنه يوم السبت الماضي، حظي باهتمام كبير في الكيان الصهيوني ، تركز بصورة أساسية لدى المستوى الإعلامي، فقدّم خبراء ومُعلّقون قراءات في خلفيات هذا اللّقاء وتداعياته، فيما التزم المستويان السياسي والعسكري- الأمني الصمت حيال اللّقا. وجرى التركيز بشكل لافت من قبل خبراء ومُعلّقين إسرائيليين على دور إيران وتأثيرها على الجهات المنضوية في “محور المقاومة”، فرأوا أنّه فوق رؤوس القادة الثلاثة في بيروت، “ترفرف روح إيران”.
الهدف هو الردع
أبدى المستوى الإعلامي في الكيان الصهيوني اهتماماً كبيراً باللّقاء الذي جمع أمين عام حزب الله، سماحة السيّد حسن نصر الله؛ وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة؛ ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري؛ في بيروت، حيث قدّم خبراء ومُعلّقون قراءات في خلفيات هذا اللّقاء وتداعياته، وفي الرسائل الموجّهة عبره إلى الكيان الصهيوني .
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي : معادلة وحدة الساحات ثابتة
وفي هذا السياق، رأى مُعلّقون أنّ الصورة التي جمعت القادة الثلاثة مثيرة للانطباع، فهي تهدف إلى بثّ رسالة إلى الكيان بأنّه يوجد تنسيق يومي بينهم، وهم يفتخرون به. وأضاف مُعلّقون أنّ “رسالة محور المقاومة من خلال اللّقاء، هي أنّه محور قويّ وموحّد وهذه بالتأكيد رسالة مهمّة”. مُعلّقون رأوا أنّ السيّد”نصر الله التقى بالمسؤولين من حماس والجهاد من أجل ردع إسرائيل”. وفيما وصف مُعلّقون اللّقاء بأنّه “قمّة إرهاب في لبنان”، أشار آخرون إلى أنّ هذا اللّقاء هو “نوع من تقدير للوضع”. وتعليقاً على صورة اللّقاء أيضاً، قال مُعلّقون إنّها “ترمز إلى توازن القوى في محور المقاومة في العام 2023، (السيّد نصر الله) في الوسط كمهاجم (رأس حربة)، وعلى الجانبين لاعبي الجناح (العاروري ونخالة)”.
وحذر مُعلّقون من أنّ التنسيق بين هؤلاء القادة معناه أنّه “حين حصول حادثة في جبل الهيكل (الحرم القدسي) أو القدس أو يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، على سبيل المثال، قد ينزلق الأمر إلى غزّة وربّما إلى لبنان، أو العكس”. وأضاف مُعلّقون أنّه في حال وقوع مواجهة بين الكيان الصهيوني وقطاع غزّة، سيكون هناك نيران من سوريا ومن لبنان بموافقة حزب الله وتشجيع إيران، هذا هو بالضبط الموضوع، ونصر الله يساعد في ذلك، هذا الواقع القائم هو واقع وحدة الساحات ضدّ الكيان الصهيوني.
وأشار مُعلّقون إلى أنّ “هذه الصورة تهدف للقول، “نحن معاً، ونتّخذ القرارات معاً، وسنعمل إذا اضطررنا لذلك… الكلّ معاً”.
وأفاد مُعلّقون أنّ “لبنان تحوّل إلى المكان الأكثر أمناً في الشرق الأوسط بالنسبة لقادة المنظمات الإرهابية بسبب الردع الموجود بين إسرائيل وحزب الله، فهم يشعرون بالأمن في بيروت أكثر من غزة أو دمشق أو أيّ مكان أخر”.
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي : الاعلام الصهيوني يعتبر لبنان البلد الاكثر امنا لقادة المقاومة
ايران الحاضرة دوما
نقطة إضافية مرتبطة باللّقاء الثلاثي الذي جرى في بيروت، حظيت باهتمام واسع من قبل المستوى الإعلامي في الكيان الصهيوني، هي دور إيران وتأثيرها على الجهات المنضوية في “محور المقاومة”. وفي هذا السياق، أشار مراسل الشؤون العربية في قناة “كان”، عمري حاييم إلى أنّه في الصورة التي نُشرت عن اللّقاء الذي جرى في بيروت، “هناك جهة ناقصة”، أي إيران، التي وإن لم تكن حاضرة في اللّقاء، بحسب مُعلّقين، إلا أنّه ومن دون شك، “فوق رؤوس (القادة) الثلاثة الذين اجتمعوا في بيروت، كانت روح إيران ترفرف هناك”.
وحول التأثير الإيراني على الجهات التي حضرت لقاء بيروت، قال مُعلّقون أنّ “الجهاد الإسلامي وحزب الله يتبعان لذات المنظومة التي تزداد قوّة، والتي يوجد عندها تراكم كبير في القوّة والنضج”.
ولفت مُعلّقون إلى أنّه يوجد “منظومة إيرانية متزامنة تماماً بين إيران وحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس. وهذا يعزّز احتمال حصول معركة متعدّدة الساحات، منسّقة بين جميع هذه القوى، لنقل المعلومات والقدرات، وترسيخ حماس في لبنان بالتعاون مع إيران وحزب الله. إنّه شيء يتشكّل”.
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي : الكيان الصهيوني أصبح أكثر ضعفا
وحذر مُعلّقون صهاينة من أنّه “في الوقت الحالي، يركّز الإيرانيون جهود حزب الله و(حركتي) حماس والجهاد الإسلامي، قدر الاستطاعة، لاسيّما في الضفة الغربية من أجل تنفيذ هجمات إرهابية بنجاح كبير”. وأضاف مُعلّقون أنّ الإنجاز الاستراتيجي الأكبر للمحور في الفترة الحالية، هو ما يحصل يومياً داخل الكيان الصهيوني من عمليات ينفّذها فلسطينيون، كانت نتيجتها 36 قتيلاً منذ بداية العام الحالي حيث رجّح مُعلّقون صهاينة أن يكون “التمويل الإيراني، وانتشار الأسلحة في الضفة الغربية بموجب التوجيهات الإيرانية، هما السببان وراء تصاعد الإرهاب في إسرائيل”.
وأشار مُعلّقون إلى أنّ العبوة الناسفة الكبيرة التي استهدفت جنوداً صهاينة بالقرب من نابلس، الأسبوع الماضي، “تحمل بصمات الحملة المدعومة من إيران التي تستمرّ في الانتشار والنمو هذا العام”. واتهموا إيران بأنّها تعزّز المقاومة وتشجعها ، بواسطة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبالعودة إلى صورة القادة الثلاثة، رأى مُعلّقون صهاينة أنّه “في حال كان أحد ما يبحث عن دليل على التوجيه الإيراني للعمليات في المناطق الفلسطينية وخاصة الضفة الغربية فقد حصل على مراده في اللّقاء الذي جمع السيّد نصر الله بالعاروري، الذي يوجّه العمليات في الضفة الغربية، وكان قد حضره أيضاً أمين عام حركة الجهاد الإسلامي”.