العين برس / تقرير
أحمد السعيدي
خرجت جموع الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية رافضةً استمرار الحصار واستهداف الشعب اليمني بهذه الوسائل الإجرامية ومؤكدةً في الوقت ذاته موقفها من العدوان الذي لا يريد السلام الحقيقي، بل يجيد المراوغة والتنصل ولن يرضخ للسلام، وهذا ما كشفته النوايا باستمرار الحصار على أبناء الشعب اليمني، الذي خرج اليوم ليؤكد معرفته بالعدو وأساليبه وأيضاً لتفويض الجيش واللجان الشعبية بمواصلة دحر العدوان ومرتزقته من كافة الأراضي اليمنية وتفعيل القوة الصاروخية والمسيرات لدك أهداف العدوان الحساسة ليرضخ صاغرا للسلام، كما حملت رسائل المشاركين مطالبات للقيادة السياسية والثورية بإيقاف مساعي السلام مع العدوان حتى يفك الحصار وينسحب من كل التراب اليمني.
“الثورة” من ساحة الدائري جولة الجامعة في العاصمة صنعاء، التقت عدداً من المشاركين وخرجت بالحصيلة التالية:
البداية كانت من الحاج السبعيني حميد الصنعاني، الذي ظل واقفاً على مداخل الساحة متأملاً تقاطر تلك الحشود ومرحباً بها وعندما سألنا عن شعوره في تلك اللحظة وسبب مشاركته في هذه المسيرة رد قائلاً:
“ أشعر بالفخر، وأنا أشاهد أبناء الشعبي يتوافدون على ساحة المسيرة بكل وعي وبصيرة ومعرفة بمكر وخبث العدوان، الذي يواصل عدوانه على طريقة الحصار والتضييق على اليمنيين حتى يستسلموا ويخضعوا لعدوان يريد احتلال أرضهم ونهب ثرواتهم ولا يعرف ذلك المعتدي الغبي أن تاريخ اليمن يحكي عن أقوام أعظم منه غزت اليمن وتم دحرها وخرجت ذليلة، بعد أن كانت اليمن مقبرة لهم ولجميع الغزاة، وسبب خروجي اليوم هو الاصطفاف إلى جانب الشعب اليمني في موقفه ضد الحصار المستمر، الذي أضر بحالة الشعب الاقتصادية والصحية، ولابد من الرد عليه، فحصاره هذا ما هو إلا استمرار للعدوان وحرب الإبادة للشعب اليمني”
لا سلام مع الحصار
أما الشاب وليد المهدي، الذي قدم من مديرية خولان وقطع مسافة طويلة للمشاركة في هذه المسيرة الشعبية ليوصل رسالة مفادها:
“ خرجت اليوم في هذه المسيرة كي أوصل رسالتي للقيادة السياسية والثورية، مع يقيني باهتمامهم للمطالب الشعبية ورسالتي هي بأن يوقفوا أي مساع للسلام تقوم بها الدول القريبة والصديقة، حتى يُثبت العدوان نيته الحقيقة للدخول في السلام، وذلك عبر إيقاف الحصار على المطارات والموانئ اليمنية والانسحاب من كافة الأراضي اليمنية نتمنى من قيادتنا الحكيمة رفض أي هدنة يطلبها العدو لكي يلملم الأوراق ويستهدف الشعب اليمني بوسائل مختلفة والشعب اليوم قال كلمته برفض الحصار ومواجهته بكل قوة حتى تحقيق النصر الحقيقي على أعتى عدوان عرفته الجمهورية اليمنية”
فوّضناك
الناشط الثقافي سامي الكمالي ومعه الكثير خرجوا في هذه المسيرة الجماهيرية الحاشدة ليعلنوا التفويض الكامل للجيش واللجان الشعبية للرد على الحصار ومواصلة الجهاد في ميادين العزة والكرامة، كون هذا المعتدي لا ينفع معه إلا قوة السلاح والبأس اليماني الشديد. وأكد الأخ الكمالي أن الشعب اليمني الذي يتجرع ويلات الحصار يومياً ويموت مرضاً وفقراً قد اشتاق للصواريخ الباليستيه اليمنية، وهي تعبر مع المسيرات اليمانية حدود المعتدي السعودي والإماراتي لتدمر مواقعهم الحساسة والاقتصادية المهمة ليذوقوا من كأس السم الذي وضعوه للشعب اليمني، فقد استفادوا من الهدنات السابقة وخفّ صراخهم وعويلهم، ولا بد من إعادتهم إلى وضع النيران واشتعالها في عمق أراضيهم.
تفعيل الجبهات
جرحى الجيش اللجان الشعبية كانوا متواجدين في ساحة الفعالية والتقينا منهم الجريح محمد ردمان، الذي فقد أحد أطرافه في معارك العزة والكرامة ومن خلالنا طالب السيد القائد عبد الملك الحوثي بالتوجيه لتحريك الجبهات وتحرير الأراضي اليمنية حتى يعود ليشارك في هذه المعارك، فإما تطهير كافة التراب اليمني من دنس الغزاة والمرتزقة، وإما يفقد بقية أطرافه وروحه في سبيل الله وكرامة اليمنيين وحريتهم وواصل الجريح ردمان قائلاً:
“لا بد من إعلان النفير لمواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي واستمرار التضحية حتى تحقيق النصر وتحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس الغزاة والمحتلين، والرجال الأشاوس جاهزون للمواجهة، فاضرب بنا يا سيدي حيث شئت ستجدنا أشداء عند اللقاء منكّلين بأعداء الله والوطن”
الصمود والثبات
وبدوره قال المهندس فكري العميثلي عن واجب المرحلة الراهنة:
“ مشاركتنا في هذه المسيرة الشعبية الكبيرة هي لإيصال رسالة لأبناء الشعب اليمني عن أهمية تعزيز الثبات والتلاحم والوعي للحفاظ على وحدة وقوة الجبهة الداخلية والتصدّي لكل مخططات ومؤامرات قوى العدوان وأدواته، وكسر رهاناتهم ومحاولاتهم لتمزيق النسيج المجتمعي وزعزعة الأمن والاستقرار”
رسالة تحذير
العميد فضل المخلافي، هو الآخر وجه رسالة شديدة اللهجة لقوى العدوان الذي يمارس حرب التجويع والحصار كأحد أوجه الحرب الإجرامية الأمريكية الظالمة على الشعب اليمني البيان حيث قال:
“خرجنا اليوم مع هذه الحشود العظيمة لنحذّر العدوان من مغبة مواصلة الحصار والتفكير في أي تصعيد عسكري يقدم عليه العدوان في أي جبهة، فالشعب اليمني مع جيشه الباسل لن يقف مكتوف الأيدي مع استمرار الحصار، بل سيقوم برد فعل عسكري سيوجع تحالف العدوان بشكل غير مسبوق ولا متوقع فلا بد من تلبية مطالب هذا الحشود الهادرة ورفع الحصار وصرف المرتبات من عائدات الثروات النفطية والغازية، فهي حقوق مستحقة لا تقبل المساومة والمماطلة، فحال الشعب لم يعد يتحمل”
احتجاز السفن وغياب نيّة السلام
من جانبه قال الأخ وسيم محسن – مواطن
“رسالتنا في هذه المسيرة لقيادتنا السياسية أن العدوان لا يؤمن بالسلام ولا زال يتعاطي بالروح العدائية، حيث يمارس الخروقات ويستمر في القرصنة على سفن المشتقات النفطية، وهو ما يدل على غياب النيّة الحقيقية للدخول في عملية سلام شامل مع اليمنيين، نعم توقف أزيز الطائرات فوق رؤوس اليمنيين وأصوات الانفجارات في مساكنهم إلى حد ما، إلا أن المواطن اليمني لا يزال يعاني تداعيات الحصار الاقتصادي المستمر الذي أثرّ بشكل كبير على معيشته بهذا الاستخفاف، تحالف العدوان لا يزال يمارس ورقة الضغط الاقتصادية عبر استمرار احتجاز سفن الوقود غير عابئ بالتكلفة التي يدفعها المواطن بسبب الأسعار والغرامات التي ترتفع يومياً، كما لم يسمح بوصول الدواء والمعدات الطبية التي تخفف آلام المرضى، وحتى الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء لا تزال تخضع للمزاجية والتحكم من قبل دول العدوان، مع عدم الالتزام بعدد الرحلات المتفق عليها، وكل ذلك على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة التي تغض الطرف عن معاناة اليمنيين الاقتصادية وفي ذات الوقت تصرح ببيع النفط اليمني من قبل مرتزقة العدوان والتنصل الدائم من قضية رواتب الموظفين”
رسالة للأمم المتحدة
الأخ ريدان مجمل من محافظة المحويت، حضر لتوجيه رسالة عابرة للقارات وخص بها مجلس الأمن حيث قال:
“في الوقت الذي يتعرض أبناء الشعب اليمني لتداعيات هذا الحصار، لا نجد حراكا من المبعوث الأممي ومن خلفه الأمم المتحدة بالشكل المطلوب للضغط على تحالف العدوان لإدخال سفن المشتقات النفطية، ولم نلمس سلاسة في دخول السفن النفطية، كما ادعى المتحدث الأممي منذ بدء الهدنة، حيث تتحرك فقط لجمع المساعدات المالية باسم الشعب اليمني، بينما لا تتحرك لرفع الحصار عنه، ولا تفعل شيئا لملايين البشر الذين يموتون جوعا بسبب الحصار وعدم صرف المرتبات، ولعل هذه المعاملة ليست بغريبة على الأمم المتحدة التي تتعامل مع الدول بتمييز قبيح، فهم يعلمون أن هذا الإجراء التعسفي والظالم يُمثِّل أحد أسلحة القتل البطيء التي حرص تحالف الأعراب على استخدامها في حرب اليمن المنسية، المتحررة من كل أخلاقيات الحروب المُضمّنة مواثيق وعهود هيئة الأمم واتفاقيات فيينا الأربع واتفاق السويد والقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية بشأن النقل البحري”