العين برس / تقرير
عبدالجليل الموشكي
جهوزيةٌ عالية
نستشرف معكم ملامح المستقبل القريب، من وحي الزيارات الأخيرة لرئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط، بكل ما حملته من رسائل ودلالات وأبعاد، في مرحلة حسم ومفترق طرق نحو التحرر والاستقلال الكامل لليمن كل اليمن، والأولوية لكسر الحصار ومنع نهب الثروات وتسليم المرتبات.
مع التحركات التي يجريها الوفد الوطني المفاوض في سياق الجبهة التفاوضية مع العدو، ومن قبلها بالتزامن مع الهدنة التي جرى تمديدها لثلاث مرات، عكفت القوات المسلحة على تطوير إمكانياتها بمختلف التخصصات، ونقلت العروض العسكرية صورة مشرّفة عن جيش اليمن الذي قهر تحالف العدوان على مدى السنوات الثمان.
وقبل قدوم الوفد العماني بيومين، اطلع المجلس السياسي الأعلى في اجتماعٍ له، على الاتصالات القائمة بشأن المباحثات بين اليمن وتحالف العدوان المتعلقة بوقف العدوان ورفع الحصار وما تمخضت عنه من نتائج، أظهرت تعنتاً مستمراً من قبل تحالف العدوان ومراوغة وعدم اكتراث بمعاناة اليمنيين.
الاجتماع جرى فيه الأهم، وهو الاطلاع على التقارير المرفوعة حول الجهوزية التامة للقوات المسلحة لمواجهة أي تهديد للسيادة اليمنية، ولمنع وردع الأطماع الأمريكية والصهيونية في الثروات والجزر والممرات المائية اليمنية، فيما تؤكد تقارير الجهوزية أن أي إجراءات يمكن أن يقدم عليها تحالف العدوان من شأنها مضاعفة معاناة أبناء الشعب اليمني سواء على المستوى الاقتصادي أو الإنساني أو العسكري ستكون عواقبها وخيمة.
كلمة واحدة
فصل الملف الإنساني عن السياسي والعسكري شرط أساسي وضعته صنعاء كأرضية لأي مفاوضات، في ظل تعنت ومماطلة من طرف تحالف العدوان، وتمسك شديد من قبل الطرف الوطني بضرورة الاستجابة لحقوق اليمنيين، وفي مقدمتها صرف المرتبات لكل موظفي الدولة، وفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية، ورفع جميع القيود عن الواردات وعلى رأسها المشتقات والمواد الغذائية والدواء عبر جميع الموانئ والمطارات وفي مقدمها ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، فضلاً عن خروج القوات الأجنبية من اليمن كمرحلة ثانية دون قيدٍ أو شرط.
لمِس اليمنيون أثرًا إيجابيًا لقرار صنعاء بمنع نهب الثروات اليمنية، الذي جرى تنفيذه بثلاث عمليات تحذيرية، لقيت ترحيباً واسعاً من اليمنيين حتى في مناطق سيطرة تحالف العدوان، بيد أنها شكّلت في ذات الوقت ضربة في مقتل لتحالف اللصوص ومرتزقته، وجعلتهم يستصرخون العالم الذي لم يأبه لمعاناة الشعب اليمني.
اجتماع السياسي الأعلى قبل وصول الوفد العماني بيومين يؤكّد أن قرار منع نهب الثروات اليمنية قرار حتمي، من منطلق حرص القيادة على الوفاء لاستحقاقات التضحيات اليمنية التي تضع على كاهلها مسؤولية التخفيف من معاناة المجتمع اليمني، ليس فقط في مناطق سيطرة السياسي الأعلى إنما في كل المناطق اليمنية حتى الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.
يُحذّر المجلس السياسي الأعلى من مخاطر استمرار حالة اللا سلم واللا حرب التي يهدف تحالف العدوان لإبقاء اليمن فيها، ويؤكد أنها لن تستمر بلا نهاية، وأن اليمن سيتخذ الإجراءات اللازمة عندما يحين الوقت المناسب، بما يمنع وقوع اليمن في فخ اللا سلم واللا حرب الذي يستفيد منه تحالف العدوان لا الشعب اليمني.
فيبادر الوفد العماني بزيارة صنعاء، ويلتقي بالقيادة السياسية والثورية، ويغادر برسائل قد تكون الأخيرة، فحواها أن لا هدنة إلا بالمرتبات من الثروات ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات وخروج القوات الأجنبية، ومن الرسائل واحدة مُفادها أن صبر الشعب اليمني ليس إلى ما لا نهاية، حيث قد يضطر لاتخاذ خطوات من شأنها الحفاظ على مصالحه.
محافظاتُ رأس الحربة
وفي سياق العمل المستمر على الاستعداد والتحضير لمرحلة ما بعد ردود تحالف العدوان أيّا كانت، يشهد آخر يوم العام الميلادي 2022م، زيارة لافتة للرئيس المشاط إلى محافظة إب حملت الكثير من الرسائل والدلالات، أولها لقائه بقيادات محافظات شكّلت رأس حربة في مواجهة العدوان، ويركز العدو على استهدافها لما تحظى به من زخم سكاني، وهي محافظات الوَسَط، ذمار وإب وتعز والضالع ولحج.
خلال الزيارة يشدّد الرئيس على أهمية أن يكون الجميع عند مستوى التطلع والرهان في تعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف والوقوف بوجه كل من يدعون إلى الفرقة، وينطلق من إب إلى وجهات عسكرية سيجري الحديث عنها في السياق.
يُحذّر الرئيس أيضاً من كل الأصوات الداعية للفرقة، ويقول “ إن من يدعون إلى الفرقة يحاولون تهيئة الساحة للغزاة والمحتلين، وهو ما لم نسمح به”، ويؤكد أن “تعزيز الجانب العسكري ورفد الجبهات، لا يزال أولوية لدينا، خصوصًا ونحن نقف في هدنة هشة، ونتوقع عودة الحرب في أي وقت، ونحن جاهزون لها بإذن الله تعالى”.
في كلام الرئيس ما يشير إلى الاستعداد الكامل للحرب إن لم تستجب قوى العدوان للاستحقاقات الوطنية، وما يؤكد في نفس الوقت عدم التعاطي الإيجابي من قبل تحالف الشر مع ما طرحته صنعاء، كما أنه يأتي في سياق حتمية المعركة مع قوى العدوان التي أوغلت في العبث بمقدرات اليمنيين وأمعنت في حصارهم وتجويعهم وارتكاب أبشع مجازر الإبادة بحقهم، وما زالت منذ ثماني سنوات.
بوصلةُ المعارك القادمة
“ يجب أن لا تتسبب الهدنة بأي تراخٍ فالعدو لا يزال مستعداً، وينبغي أن نستغل كل الإمكانيات والطاقات لرفد الجبهات”، بهذه العبارات يختتم الرئيس لقاءه بأبناء محافظات الوَسَط، ليجسّد قوله بالفعل زائراً لجبهات كرش في لحج والحشا في الضالع والبرح في تعز، ويشاهد بدربيله ما بعد حدود جبهات ما قبل الهدنة، بعينين يمنيتين مداهما آخر شبر في أرض اليمن، في خضّم إرهاصات معركة التحرر والاستقلال.
البداية كانت من الجبهتين المحوريتين كرش بلحج والحشا بالضالع، يظهر الرئيس المشاط من صفوفهما المتقدمة، ويستقبله فور وصوله رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبداللطيف المهدي، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء يوسف المداني.
وفي الزمان والمكان والشخوص ما يؤكد الجهوزية العالية للتعامل مع أي مستجدات، ولعل اللافت والأهم أن نهاية العام 2022م شهدت محاولات هجوم فاشلة على مواقع قوات الجيش شمال غرب الضالع، جرى فيها تكبيد مرتزقة الإمارات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، بحسب مصادر ميدانية.
يلتقي الرئيس بأبطال القوات المسلحة المرابطين في الجبهتين منوهًا بصمودهم وتضحياتهم في مواجهة العدوان وما يتحلون به من معنويات عالية، ويطلع على أوضاعهم واستعداداتهم لأي مستجدات، كما يؤكد الاستمرار في المعركة حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من الغزاة والمحتلين، ويشير إلى أن العدو ما يزال يتربص ويحيك المؤامرات، ما يتطلب استغلال كافة الإمكانيات والطاقات لرفد الجبهات.
من خطوط التماس
لا تكاد تمر الساعات إلا ويتحرك القائد الأعلى للقوات المسلحة، لزيارة مدينة تعز وجبهة البرح، رفقة اللواء الغماري وقائد العسكرية الرابعة اللواء المهدي وقائد العسكرية الخامسة اللواء المداني، ومن هناك يجدد الرئيس التأكيد أن التصدي للعدوان وتعزيز الجانب العسكري ورفد الجبهات أولويات، ويشدد على اليقظة والجهوزية، ويقول: “نحن ننتظر عودة الحرب في أي وقت، وجاهزون لها”.
في الزيارة السابقة وفي هذه أيضاً، يحسم الرئيس خيار التعامل مع عدم القبول، ويذّكر بثوابت وأولويات المعركة القادمة، ويسر الصديق ويغيض العدو، وفي الوصول إلى ذات الأماكن دلالات اقتراب اندلاع المعركة الفاصلة والشاملة، بتسخير كل الإمكانيات وعدم ادخار الجهود في تعزيز الخطوط الأمامية، التي يقف وراءها شعب علّم التاريخ معنى البذل والتضحية في سبيل الله وحريته واستقلاله.
جبهة مقبنة في تعز هي الأخرى يزورها الرئيس ورفاقه، ضمن برنامج زيارات سابقة قام بها إلى المنطقة العسكرية الرابعة، وينوه بمعنويات أبطال الجيش العالية، والجهوزية الكاملة واليقظة في ظل المرحلة الراهنة، ويستشرف ما بعدها من أرض الواقع لا من مكانٍ آخر.
رسائلُ حرب
حملت زيارة جبهة مقبنة وسابقاتها أيضاً رسائل مُفادها أن صنعاء حينما تقول تفعل بلا شك، ولو لم يكن لها سوى رسالة رفع الجاهزية والاستعداد للسيناريوهات القادمة لكفى، لكن هناك الكثير من الرسائل الضمنية التي نحن في سياق استجلائها وتقديمها لكم بناءً على المتغيرات في مرحلة مفصلية قد تكون هي الأهم على الإطلاق.
لدى لقائه بقيادات محافظات الوَسَط، يعبّر الرئيس المشاط عن أسفه من تطاول من لا تاريخ له، أو من لا يساوي تاريخ دولته أصغر بيت في تلك المناطق لاحتلالها وهي عابرة للتاريخ، أنشئت فيها الحضارات والدول من قبل الميلاد بمئات السنين، ويستنفر في زيارات مكثفة أبطال الجيش، لخوض معركة قادمة لا محالة مع تحالف العدوان بدويلاته التي لم تبرح أكبرها عمرًا حتى قرنين في الوجود.
ومع إمكانياتها الهائلة أجبرها اليمن على الركوع والقبول بهدنة أبريل 2022م وما بعدها بضربات قاتلة، هي أقرب ما تكون للتكرار باستمرار إن أبت الاستجابة لمستحقات اليمنيين، أما بشأن تحرير المناطق التي تعرضت للاحتلال فهو استحقاق لكل يمني، لا تألو القوات المسلحة جهداً في تحقيقه، وما مضى يثبت ويؤكد ذلك.
وفي المقابل، الرئيس يعبّر عن الشكر لأبناء محافظات إب وتعز وذمار والضالع ولحج، على دورهم في التصدي للعدوان خلال السنوات الماضية، ودعم الجبهات في نطاق المنطقة العسكرية الرابعة، ويعِدهم وكل أبناء الشعب اليمني أن كل الصبر الذي قدموه ستكون نتيجته باهرة وتثلج الصدور وتنسي الجميع بإذن الله كل المعاناة التي لاقوها في الماضي.
تكتيك وترتيب أوراق
لا أمان لتحالف العدوان والسنوات الماضية الثمان كشفت حقيقته في المراوغة ومحاولة اللعب لكسب الوقت، الأمر الذي تدركه القيادة في صنعاء وتتحرك على أساسه، وخلال شهور الهدنة أمعن تحالف الشر في تكريس الفوضى ونهب الثروة في المناطق التي تحت سيطرته، في حين حرم اليمنيين من مرتباتهم، وحاربهم حتى في أبسط مقومات العيش.
كل ذلك دفع القيادة الثورية والسياسية لاتخاذ وتنفيذ قرار منع نهب الثروات النفطية والغازية، وأيًا كانت الرغبات من دول العدوان بإنهاء الحرب، يبقى الأمريكي هو المسعر الأول لهبها والرابح منها، وقد بدى الدور السلبي الذي تلعبه واشنطن بشكل مفضوح، تحدثت عنه حتى الصحافة الأمريكية.
تتذرع برغبتها في تحقيق السلام، وتفاوض بطرح الرؤى والمقترحات، وهي على الأرض تتخذ من الوقت فرصة للتكتيك المرحلي وإعادة ترتيب الأوراق، بالشكل الذي يضمن استمرار العدوان والحصار ونهب الثروات والتفرد والاستحواذ بالموقع الاستراتيجي اليمني والجزر والممرات المائية، وفي ما وصلت إليه الأوضاع في المناطق المحتلة فرصة سانحة لذلك.
ذاك هو حال دول تحالف الشر ومن ورائها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لكن ذلك غير مقبول بالنسبة للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني الذين يحملون على عاتقهم انتزاع حقوق كل اليمنيين وتحرير اليمن من الهيمنة الأمريكية والصهيونية والسعودية والإماراتية.
مؤخراً تداولت تقارير إعلامية معلومات تؤكد البدء بعملية إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في محافظة أبين تحت يافطة مكافحة الإرهاب، وهذه الأخيرة ذريعة مفضوحة لم تعد تنطلي على أي يمني، حيث يعلم الجميع أن الولايات المتحدة هي من تحرك الجماعات التكفيرية في المناطق اليمنية المحتلة بما يخدم أجندتها.
قنوات غربية وتحقيقات استقصائية كشفت أن عناصر ما يسمى بالقاعدة وداعش يقاتلون إلى جانب مرتزقة العدوان، الأمر الذي رآه اليمنيون رأي العين في أكثر من جبهة، ومجملاً تأتي تحركات أمريكا ودول تحالف العدوان في سياق المحاولات لفرض واقع ميداني جديد، بعد أن باتت صنعاء هي من تفرض معادلات القوى وتوازنات الردع.
حوارُ الفوهات
مع استمرار مشاريع الفوضى والانقسام وإنشاء القواعد العسكرية الأجنبية، يحضر رئيس الجمهورية من خطوط التماس مع المناطق المحتلة، تحديداً كرش بلحج والحشا بالضالع، ويوجه البوصلة نحو ما بعد تلك الجغرافيا العزيزة من تراب اليمن، ويضع النقاط على الحروف بخصوص أولويات المعارك المقبلة، حينها لن تشكل الاتفاقيات الوهمية أي عائق، ومن أوقف مسلسل نهب الثروات جدير بتحقيق ذلك عما قريب.
على وقع ما تتمخض عنه الفرصة الأخيرة التي منحتها صنعاء للوفد العماني، تبقى رسائل زيارات الرئيس المشاط ذات مدلول أبعد تفسيره أن الحقوق لا تُعطى إنما يجري انتزاعها انتزاعاً، خصوصاً حينما يكون العدو سعوديًا أو إماراتيًا أو أمريكيًا، والسلام من منظور صنعاء يحفظ للبلد كرامته وحريته واستقلاله، وهذا سلام لا يستفيد منه الأمريكي البتة.
ومع تشظي مرتزقة العدوان وتناحر المستمر خدمةً لقوى النفوذ، يطوي المجلس السياسي الأعلى عاماً من التماسك والثبات وتثبيت المعادلات، ويطوف رئيسه الجبهات المتاخمة لألد الأعداء، في إطار رفع الجهوزية للتعامل مع أي مستجد تسفر عنه المفاوضات، وإلهاب حماس معنويات المجاهدين الأبطال، وهناك تجيد الفوهات لغة التفاهمات.
وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، بدوره يُحذّر في تصريحات له التحالف من أن استمراره اللعب بالملف الإنساني سيقود المنطقة كلها إلى حافة الكارثة، ويلفت إلى أن “القوات المسلحة تعتمد مبدأ الردع الاستراتيجي المؤثر حتى يفهم المعتدون أن صنعاء لن تساوم على حقوق الشعب اليمني، وستعمل على انتزاعها إذا تطلب الأمر ذلك”.
ما بعد المسيرات
يحضر الرئيس إلى خطوط التماس، ويوجه الرسائل للأعداء وعلى رأسهم الأمريكي، بما يؤكد أن صبر الشعب اليمني لن يدوم طويلاً وأن القيادة جاهزة للذهاب إلى أبعد ما يمكن من أجل انتزاع حقوق اليمنيين، ومهما يكلّف الثمن، وأن مسلسل الفوضى والعبث في المناطق المحتلة لن يستمر أكثر، والخيارات مفتوحة.
ثم تكتمل الصورة وتزيد جمالاً حيث يخرج اليمنيون في مسيرات مليونية تطالب القيادة بكسر الحصار واتخاذ القرارات الحاسمة التي تكفل لليمنيين الحصول على حقوقهم دون منّة من أحد، ويؤكدون أن حرب التجويع والحصار هي أحد أوجه الحرب الإجرامية الأمريكية الظالمة على الشعب اليمني.
مسيرات “الحصار حرب” التي احتشد فيها اليمنيون بالآلاف تؤكد أن فترات الهدنة وما بعدها أثبتت أن تحالف العدوان ليس في وارد الالتزام بأي خطوات تخفف من معاناة اليمنيين، وتحذّر تحالف العدوان من مغبة وعواقب أي تصعيد عسكري يقدم عليه العدوان في أي جبهة، وعواقب استمرار الحصار الظالم ونحذر من استمرار حجز سفن الوقود والبضائع والسلع.
يعي اليمنيون تمامًا الطريقة المناسبة للتعامل مع عدوهم، وهنا تشدّد مسيرات “الحصار حرب” أن استمرار الحصار حرب ستواجه برد فعل عسكري سيوجع تحالف العدوان بشكل غير مسبوق ولا متوقع، وتحذّر تحالف العدوان من الاستمرار في رفض صرف المرتبات من عائدات الثروات النفطية والغازية، وعدم فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية كما كل مطارات العالم.
يعلن الشعب اليمني في مسيراته وقوفه إلى جانب القيادة لاتخاذ ما يلزم لردع العدوان وفيما تراه مناسبا من خيارات لرفع الحصار، ويدعو قواته المسلحة إلى أن يكونوا على مستوى عالٍ من الجهوزية واليقظة، ويستنفر جهود الجميع للتعبئة الشاملة والاستنفار نحو الجبهات وإسنادها بالرجال والمال حتى يتحقق النصر.
تتكامل الأدوار بين القيادة والشعب، بالأمس الرئيس في الخطوط الأمامية للجبهات، واليوم الشعب في كل المحافظات يخرج معلنًا موقفه المبدئي والثابت بشأن حقوقه، ويشد أزر القيادة معززًا لها لاتخاذ قرارات الحسم، بما يكفل له حقوقه وحريته واستقلاله، والصورة تقول أن ما بعد مسيرات “الحصار حرب” لن تكون كما قبلها، إلا إن قبل تحالف العدوان وأذعن لاستحقاقات اليمنيين، وهو غير المتوقع حدوثه، أما ما بعد ذلك فهو طبيعة المعركة التي ستبلغ ذروتها في البحر بحسب تصريحات الاستخبارات العسكرية والاستطلاع، إلى جانب ما يلوح في الأفق من استخدام أسلحة الردع الاستراتيجي الكفيلة بقلب الطاولة حتى على المنطقة بكلها إذا لزم الأمر.