الشهيد أبو شجاع: أحد قادة رعب المخيمات والضفة
العين برس/ تقرير
بعدما أعجزها بمختلف أجهزتها العسكرية والاستخباراتية وعملائها من التمكن من القضاء عليه، عدّة مرات خلال الأشهر الماضية. تمكنت إسرائيل في اليوم التالي لمعركة “رعب المخيمات” في الضفة الغربية (29/08/2024)، من اغتيال أحد قادة المقاومة محمد جابر “أبو شجاع” برفقة 4 من رفاقه المقاومين، في أحد مساجد مدينة “طولكرم”، معتبرةّ ذلك إنجازاً كبيراً لقواتها، متناسيةً أن القتل على يدها، عند أبو شجاع ومن سبقه (مثل أخيه الشهيد محمود) ومن سيتبعه في طريق المقاومة، هو أغلى الأماني عندهم، في سبيل تحرير بلادهم والدفاع عن أهلهم ومقدساتهم.
وكان القائد “أبو شجاع” ابن الـ 26 عاماً، بحسب المؤسسة الأمنية للكيان المؤقت، الرجل رقم 1 المطلوب لديها في الضفة الغربية، لمسؤوليته ومشاركته في سلسلة طويلة من العمليات الهجومية ضدها، ولأنه أحد مؤسسي وقادة كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، منذ أذار / مارس العام 2022.
فما هي أبرز وأهم المعلومات حول مسيرة الشهيد القائد أبو شجاع؟
_من مواليد العام 1998 في مخيم نور الشمس للاجئين، لأسرة متعففة مهجّرة من مدينة حيفا عام 1948، وله أربعة أشقاء.
_تم أسره في المعتقلات الإسرائيلية لأول مرة عندما كان عمره 17 عاما. وبعد ذلك، تم اعتقاله مرتين لمدة خمس سنوات تقريبا. بالإضافة إلى ذلك، قامت السلطة بأسره في سجونها مرتين أيضاً.
_ عندما كان في العشرين من عمره، تعلّم مهنة الحلاقة، وقام بفتح صالون، واشتُهر منذ ذلك الوقت بصفاته الأخلاقية الرفيعة مثل التواضع والمثابرة في عمله، وخدمة الناس.
_ خلال العام 2022، قرر أبو شجاع أن يبيع محل الحلاقة والأدوات ليشتري بثمنها سلاحاً، لكي يلتحق بصفوف المقاومة الناشئة في منطقة الضفة، والتي ستتحول الى أخطر كوابيس كيان الاحتلال الإسرائيلي، بسلسلة طويلة من الاشتباكات والعمليات، لا سيما تفجير العبوات الناسفة بجنود الاحتلال وآلياته.
_ بعد استشهاد القائد الأول للكتيبة سيف أبو لبدة في 2 نيسان / أبريل 2022، بعملية نفذتها قوة إسرائيلية خاصة في عرابة جنوب جنين وأدت لاستشهاد صائب عباهرة، وخليل طوالبة. تولى أبو شجاع قيادة الكتيبة واستقطب العديد من الشباب في صفوفها. وكان أهل المنطقة ينظرون إليه كـ”بطل” وقائد للمقاومة.
_ في نيسان / أبريل من العام الحالي، زعم الاحتلال بعد معركة استمرت يومين في مخيم “نور الشمس”، أنه “نجح” في اغتيال أبو شجاع، ظناً منه بأن هذا الإعلان سيستطيع “رفع معنويات جنوده ومستوطنيه، في ظل إصابة 9 من أفراده خلال العملية.
إلا أنه وبعد قرابة الـ72 ساعة، أطّل أبو شجاع في تشييع رفاقه الشهداء في كتيبة طولكرم، في مشهد أثار مشاعر الفخر والاعتزاز عند جميع أهل المخيم، فسارع الشبان الى حمله فوق الأكتاف، وسدّد ضربة نفسية قوية لكيان الاحتلال.
_في الـ 26 من تموز / يوليو الماضي، أفادت التقارير بأن أبو شجاع قد أصيب في يده جراء انفجار عبوة ناسفة كان يعدّها لإحدى العمليات. وتم نقله على إثر ذلك إلى مستشفى طولكرم، حيث حاولت القوات الأمنية التابعة للسلطة اعتقاله، لكن رفاقه المقاومين استطاعوا منعهم، وتمكنوا من تهريبه من مستشفى طولكرم، وبهذا فشلت محاولة اعتقاله من قبل السلطة.
_ بعد اندلاع عملية “مخيمات الصيف” الإسرائيلية في 28/08/2024، استطاع الشاباك معرفة مكان تواجد أبو شجاع ورفاقه الذين كانوا متحصنين داخل مسجد في طولكرم، فأخبر الجيش الإسرائيلي الذي أرسل مقاتليه نحو الهدف. واشتبك جنود الاحتلال مع مجموعة المقاومة، واستمر الاشتباك حتى استشهاد جميع المقاومين برفقة القائد أبو شجاع.
_ على إثر عملية الاغتيال، نعته معظم فصائل المقاومة الفلسطينية، فيما أعلنت “سرايا القدس” أنها في رد فعل سريع على عملية الاغتيال الإسرائيلية، قامت بتفجير عبوة ناسفة في قوة مشاة إسرائيلية، ما أدى لإيقاع إصابات مباشرة فيها شمال الضفة الغربية. وقالت في بيان لها: “في ردنا الأول على إغتيال القائد أبو شجاع… تمكن مقاتلونا من إيقاع قوة مشاة في كمين مركب في محور المنشية خلف مسجد أبو عبيدة حيث تمكنت وحدة الهندسة من تفجير عبوة معدة مسبقا في القوة وإمطارهم بزخات من الرصاص موقعين إصابات مباشرة”.
المصدر: موقع الخنادق