أَيَّـامٌ قلائلُ وتطلُّ علينا مناسبةٌ من أقدس المناسبات التي تعبّر عن الثقافة القرآنية التي يحملها الشعب اليمني، وعن هُــوِيَّته الإيمَـانية الأصيلة التي يجسد مصاديقها في أرض الواقع.
مناسبةُ الذكرى السنوية للشهيد تأتي هذا العام وشعبُنا يعيشُ تحولاتٍ ومتغيراتٍ كبيرةً وفارقةً جِـدًّا في جانب مواجهته للعدوان الغاشم، وهذا بفضل تضحيات الشهداء ودمائهم الطاهرة التي بذلوها في سبيل الله، ودفاعًا عن أرضهم وعرضهم، ولذا فعندما نقول عند هذه المناسبة بأنها ”مقدسة“ فليست مبالغة عابرة؛ لأَنَّ قداستها نابعة من قداسة القضية الحقّة ومشروعية المسيرة والدرب الجهادي الذي ساروا فيه.
هذه الذكرى تعتبر محطة سنوية إيمَـانية نستمد فيها من أرواح العظماء كُـلَّ معاني التضحية والصدق والوفاء والثبات والصمود، ونتعلم من مدرستهم مدرسة الشهادة كيف نعطي ونقدِّمُ ونبذُلُ ما استطعنا لدفعِ شرور الأعداء ومؤامراتهم، وإن احتجنا لبذل كُـلّ ما نملك وُصُـولاً لبذل أرواحنا.
الأَهَمُّ قولُه هو: يجب أن يدرك الجميع واجبهم تجاه أسر الشهداء وذويهم والاهتمام بهم وتلمّس احتياجاتهم في هذه المناسبة وفي بقية الأيّام، وذلك بدافع الإحسان لمن أحسنوا معنا بأرواحهم، ومن الخطأ أن يعتقد البعض أن هذا واجب مؤسّسة الشهداء أَو الدولة بحكم ظرف الحصار والعدوان الذي يعانيه بلدنا، بل يفترض أن تكون المسؤولية شعبيّة و رسمية تكاملية؛ لأَنَّ الشهيد عندما انطلق في سبيل الله لم ينطلق باشتراطات مقابل الدفاع عن شعبه حتى نجازيَ أسرتَه بإلقاء اللوم على الدولة التي تصارع؛ مِن أجلِ حماية ثروات الشعب وإعادة المستحقات لأهلها، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، والعاقبــةُ للمتَّقيـن.
المصدر: موقع أنصار الله