الرواية الفلسطينية تطغى على رواية الاحتلال
العين برس/ مقالات
د. سمير باكير
منذ بدء عملية “طوفنا الأقصى”، مارس الإحتلال الاسرائيلي شتّى أنواع الجرائم والإنتهاكات والضغوط على أهل غزة المظلومين. إلاّ أن أصوات أهالي القطاع صدحت في العالم كله رغم انقطاع الكهرباء والإنترنت والقتل الوحشي للصحفيين، نقل رسالتهم إلى الأحرار. حتى اللحظة، لم يتمكن الصهاينة رغم إمتلاكهم لمكنة الإعلام الضخمة دولياً، من وقف نشر صور القتل الوحشي للأشخاص العزل. وحتى المؤسسات الدولية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، لم تعد قادرة على إلتزام الصمت إزاء ما يحدث..
في السياق، قال أحمد عساف، وزير الإشراف على الإذاعة والتلفزيون والإعلام الرسمي في فلسطين، خلال مشاركته في مؤتمر إعلامي بعنوان “الإعلام والحق الفلسطيني”: “إن الرواية الفلسطينية انتصرت على الرواية الإسرائيلية” الاحتلال والمظاهرات التي تخرج في كل أنحاء العالم والاعتراف الدولي المتتالي والمتسارع بالدولة الفلسطينية وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح فلسطين مؤشر واضح على أن العالم قد قبل روايتنا..
في الواقع يعود نجاح الرواية الفلسطينية في هذه الحرب الطاحنة إلى الإنعكاس الموفّق للتداعيات الإنسانية للحرب على المدنيين والعزل في غزة عبر الصور والتقارير المنتشرة في القطاع. حيث أثارت صور الأطفال والأسر والجثث التي انتشرت كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي حنقاً شعبيا في جميع أنحاء العالم..
وكان دعم الفنانين ومشاهير العالم للشعب الفلسطيني سببا آخر لانتصار الرواية الفلسطينية على الإحتلال. حيث تمكّنوا من سماع أصوات الأطفال الذين تركوا تحت أنقاض المنازل المقصوفة..
تمكّن الفلسطينيون من وضع قضية حقوق الإنسان في على رأس أولويات المجتمع الدولي، إذ قطعت المحاكمات التي جرت في لاهاي والمحاكمات الرمزية في دول أخرى، وأقوال المحامين والقضاة في مختلف البلدان، الشكّ باليقين بشأن صورة إسرائيل المشوّهة على المستوى الدولي، ولم تدع مجالاً للشكّ بأن الإحتلال الصهيوني هو أكبر منتهك لحقوق الإنسان في العالم المعاصر..
كما غدت المظاهرات والإحتجاجات الشعبية الداعمة لفلسطين في أنحاء العالم الوسيلة الإعلامية الأنجع في ظلّ ما يحدث..
خصوصا في ضوء مقاطعة وتكتم الآلاف من وسائل الاعلام الرسمية في الدول الداعمة لإسرائيل على جرائم وإنتهاكات الأخيرة، إلاّ أن إنتفاضة الطلاب في جامعات العالم وغضب الأحرار وإحتجاجاتهم في أكثر من 140 دولة في العالم أظهر أن الرسائل قد وصلت وبلورت بل ورسّخت تعاطفاً عالمياً مع فلسطين وشعبها وقضيتها.