لعب الإعلام في عالم السياسة والحرب والسلطة دوراً بالغ الأهمية. فربما تكون أهمية الإعلام والدعاية بمستوى قضية التجسس، بل وربما تفوقها في عصرنا الحالي. لقد أدركت الدول الاستعمارية الغربية أهمية الإعلام واللعب الدعائي من تلقاء نفسها..
ومن هذا المنطلق تمكنت من التأثير على عقول الشعوب وإثارة الفتن في صفوفهم بما يخدم مصالحها الاستعمارية. ومؤخراً بدأ الأمريكيون وجيشهم بالوكالة في المنطقة، أي الكيان الصهيوني، لعبة إعلامية جديدة من خلال نشر أخبار كاذبة.
وقد بدأت هذه اللعبة الإعلامية منذ فترة بنشر صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحريفاً لتصريحات موسى أبو مرزوق.
وفي الآونة الأخيرة توالت الأكاذيب الإعلامية الجديدة من قبل الأمريكيين والغربيين منها مايلي:-
1-1- نُشرت في بعض وسائل الإعلام مقاطع فيديو وتظاهرات صغيرة ومحدودة، يظهر فيها عدد قليل من الأشخاص في غزة وهم يهتفون ضد حركة حماس ويطالبون باستسلامها وإنهاء الحرب..
كما تم نشر مقاطع أخرى يظهر فيها بعض الأشخاص وهم يجرون مقابلات أمام الكاميرات ويتحدثون ضد حركة حماس ويطالبون باستسلامها..
وردا على هذه الأكاذيب اقول:-
بعض هذه المقاطع، وكما يتضح من البيئة المحيطة بها، لم تُصوَّر في غزة، وإنما يُحتمل أنها صُوّرت في سوريا أو بعض الدول الأخرى، لكنها نُشرت تحت اسم غزة وشعب غزة لأغراض دعائية تهدف إلى الضغط على المقاومة وحركة حماس..
كما ان بعض هذه التحركات ضد الحركة والمقاومة وحماس تمت بأموال قدمها الإسرائيليون عبر سلطة محمود عباس، ومن خلال عناصر ماجد فرج الذين تسللوا سراً إلى غزة، وتم دفعها لبعض الأشخاص لتنظيم هذه التظاهرات المحدودة بعدد قليل من المشاركين ضد حركة حماس..
فبعد هذه المؤامرة الإعلامية، استغل نتنياهو الأمر دعائيًا وقال في الكنيست الإسرائيلي:“في الأيام الأخيرة شهدنا تظاهرات واسعة وعلنية في قطاع غزة ضد حكم حماس، لم نشهد مثل هذه التظاهرات من قبل. التظاهرات ضد حماس تُظهر أن سياستنا صحيحة”..
تصريحات نتنياهو في هذا السياق تُظهر أن إسرائيل ونتنياهو كانوا بحاجة إلى هذه الدعاية، لأن نتنياهو في المرحلة الأولى كان عليه أن يقنع المجتمع الصهيوني بأن هجماته وضغوطه على غزة قد أثمرت، وفي المرحلة الثانية عليه أن يروّج عبر الإعلام للرأي العام العالمي بأن حركة حماس منفصلة عن شعب غزة، وأن أهل غزة يريدون استسلام حماس وقبول السلام، بينما حماس هي العائق أمام السلام.”
*المقال لـ مازيار شكوري كاتب ومحلل إيراني..
عبدالله علي هاشم الذارحي
للاشتراك بمجموعة العين برس على واتس أب
اشترك بقناة تيلجرام
تابعنا على منصة إكس “تويتر”