“الديمقراطية”مصطلح جميل، تداولت ناشئة في المجتمع الإنساني نتيجة تطور الحضارة الإنسانية والقيم المشتركة فيها، لكن سرقتها يد الهيمنة الغربية المعيوبة.
وها نجد الغرب الوحشي في هيبة منكسرة داعية نفسها بـ “النموذج الديمقراطي” بينما تنتهك حقوق الإنسان بشن الحروب و اضطرابات إقليمية وكوارث إنسانية تحت شعار الحرية والديموقراطية.
كما نلاحظ كانت أمريكا تلهج بحمد ديموقراطيتها عندما كان السود مُبْعَدين عن الحياة السياسية والتي كانت تفرض معايير مُلكيّة على المشاركة السياسيّة، فإنها تعاني من سقم في بنيتها الديموقراطية وتمثيلية مشرعيها،لأن النظام الأميركي محدود ومغلق، وهذه سمات تتناقض مع الوعود الديموقراطية ويعاني بصورة ماسة من ضعف بنيوي يظهر في الأزمات السياسية المتلاحقة.
ولم تكتف أميركا بقلب الأنظمة التي لا تعجبها (وليس في أسباب حكمها أي اهتمام أو اكتراث بالديموقراطية أو حرّية الشعوب)، بل هي تدخلت أكثر من كل دول العالم لكى تؤثرعلى نتائج الانتخابات،فإنها تمنع الانتخابات عندما لا تستطيع أن تضمن نتائجها، وهي تسمح بالانتخابات عندما تستطيع أن تتدخل بقوة فيها.
وتتدخل أميركا في الانتخابات حول العالم بعدة طرق، منها:
أولا، تمويل المحظيين والمرضيين منها مباشرة. وتعمد أميركا إلى مد المحظيين بالمال للتوزيع على الناس كرشى جماعية.
ثانيا، تمويل إعلام محلي للترويج لمرشحيها (في الانتخابات النيابية الماضية في لبنان استفاد مرشحون «مستقلون» من تمويل أميركا للمحطات الثلاث).
ثالثا، تعمد أميركا إلى حث دول الخليج الفارسي على تمويل وكلائها وزبائنها.
رابعا، تتدخل أميركا في هندسة نظام الاقتراع المعتمد.
خامسا، تتدخل أميركا في تحديد توقيت الانتخابات.
سادسا، عندما لا تأتي الانتخابات بمرشحيها، تقوم أميركا بالتدخل العسكري المباشر أو السياسي المباشر لتعطيل النتائج أو لمنع الانتخابات (مثل تشيلي في عام 1973 أو إيران في عام 1953 أو فلسطين بعد فوز «حماس»).
سابعا، تقوم أميركا بتسريب معلومات حقيقية أو مضللة لصالح مرشحيها وضد خصومها.
وأخيرا.. يجب أن لاننسى اليوم الكم الهائل الذي كانت أميركا تضخه في كل الإعلام المحلي حول العالم،فإنها لا تقوم أميركا بمنع الديموقراطية فرادى وإنما تنشر الاستبداد على الصعيد الإقليمي.
*الاخبار مع تصرف وتلخيص