“الخراب الثالث” ومصير نتانياهو.. النهاية تقترب
العين برس/ مقالات
ذوالفقار ضاهر
هل اقتربت نهاية رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو؟ وأيهما أقرب.. نهاية نتانياهو أم زوال كيان العدو الصهيوني او ما بات يعرف بالخراب الثالث لكيان الصهاينة؟؟ أسئلة تطرح بشكل بديهي وبكثرة هذه الايام بعد كل الإخفاقات التي يعيشها العدو في مختلف المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، ولا ينجو من تحمل المسؤولية ايا من قياداته وعلى رأسهم نتانياهو الذي يقود هذه السفينة الآيلة للسقوط منذ ما قبل 7 اكتوبر/تشرين الاول 2023، وقد عادت هذه التوقعات الى العلن منذ بدء معركة طوفان الاقصى وتفعيل جبهات الإسناد لقطاع غزة ومقاومته من لبنان الى العراق وصولا لليمن.
وتتزايد يوما بعد يوم الأصوات الصهيونية التي تحمّل نتانياهو مسؤولية الانتكاسات المتتالية للعدو على مختلف الصعد وفي كل الساحات وعدم القدرة على الحسم المعركة في قطاع غزة المحاصر رغم صغر المساحة، ناهيك عن عدم القدرة على تحقيق أي من الاهداف المعلنة في بداية العدوان لا سيما فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة، وصولا لانتهاء قوة الردع الصهيونية في القطاع والضفة المحتلة، وايضا في جبهة الشمال التي يتحكم بها حزب الله بشكل واضح وصولا الى الضربات الموجعة التي تواظب عليها المقاومة العراقية، بالاضافة الى تحكم القوات المسلحة اليمينة بمسار الملاحة المرتبطة بكيان العدو في البحر الاحمر وبحر العرب وصولا الى مياه البحر المتوسط ومن ثم الانتقال الى مرحلة الاستهداف اليمني للجبهة الداخلية الاسرائيلية، ناهيك عن اليد الايرانية العليا في المنطقة خاصة منذ الرد الإيراني على العدوان الاسرائيلي قبل اشهر.
نتانياهو وسموتريتشوبالسياق، أجرت القناة 12 الصهيونية استطلاعا للرأي نشر الجمعة 12-7-2024، حيث أشارت النتائج الى ان “أكثر من 70% من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يجب أن يستقيل من بينهم 44% يؤيدون استقالته فورا”، وتابعت ان “نحو 40% من الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو المسؤول الرئيس عن كارثة 7 أكتوبر”، وهذه الارقام هي عينة من المعارضة التي تواجه نتانياهو والحكومة والفريق الحاكم والمتحكم بمصير الكيان والذي سيقوده الى الهلاك بحسب ما يعتقد الكثير من المحللين الصهاينة، ولعل التطورات المتسارعة في المنطقة تزيد من حجم الضغوط على حكومة نتانياهو داخليا وترفع نسبة المعارضين له ومن يحملونه مسؤولية الاخفاقات المتتالية.
والى هذا الامر، أشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته خلال الاحتفال التأبيني للقائد الجهاد الشهيد محمد ناصر(ابو نعمة) حيث قال “…هذه المعركة إذا اصر نتنياهو على مواصلتها هو يأخذ كما قُلت في كل مناسبة وكما يقول الآن كثير من الخبراء والقادة والمسؤولين الصهاينة أنه يأخذ كيانه إلى الخراب، هذه هي الحقيقة، الحقائق الميدانية تؤيد ذلك، الأرقام تؤيد ذلك… كما يقول كبار القادة من الصهاينة يقولون ان نتنياهو يأخذنا إلى خراب الهيكل الثالث، إلى وادي سحيق، إلى النهاية، يُعجل علينا ويُحقق عقدة الثمانين عاماً، أن دولتنا وكياننا لا يبقى ثمانين عاماً، الحسبة هنا وإن كان هو يخفي أعداد قتلاه وجرحاه.. اليوم نتنياهو هو الذي يُعاند هو وبن غفير وسموتريتش لأن هذا مستقبلهم الشخصي، ونحن هنا أمام نموذج جديد من القادة النرجسيين الأنانيين الشخصانيين المُستعدين لأن يضحوا بالمشروع الصهيوني وبالكيان الإسرائيلي وبمجتمعهم وبجيشهم من أجل بقاءهم هم في السلطة…”.
جيش العدووبهذا الإطار، قال الباحث السياسي عدنان علامة في حديث لموقع المنار إن “الجيش الاسرائيلي من خلال تصريحات قياداته يثبت العجز عن تحقيق الاهداف التي يطلبها منه نتانياهو”، واشار الى ان “جيش الاحتلال أعلن صباح الأحد 16 حزيران/يونيو الماضي وقفا تكتيكيا لإطلاق النار في منطقة رفح يوميا، من الساعة 8:00 صباحا حتى 7:00 مساء على طول المحور الذي يتم فيه نقل المساعدات الإنسانية من معبر كرم أبو سالم، وبحسب ما أوردت وكالة أسوشييتد برس فإن الجيش تحدى نتنياهو ووجه رسالتين قويتين بأنه لا يستطيع أن يبقى صامتا وان حرب نتنياهو كلّفت الجيش خسائر باهظة في العديد والعدة وباتت حربه عبثية”، واعتبر ان “هذا إعتراف صريح وواضح وجلي بعجز جيش العدو عن تحقيق أهداف نتنياهو وهذه أقسى رسالة من الجيش لنتنياهو لتقول له بصوتٍ عالٍ كفى…”، واشار الى ان “جيش العدو يتكبد خسائر كبيرة في غزة وجبهة الشمال جراء الفشل الاستخباراتي وعدم القدرة على صد ضربات المقاومين”.
لا شك ان مصير نتانياهو المحتوم هو الوصول الى “الإعدام السياسي”، بمجرد الاعلان عن وقف هذا العدوان على قطاع غزة، حيث ستبدأ رحلة هذا القاتل في المحاكمات وتحميله المسؤولية من خلال لجان التحقيق بالاضافة الى تصفية الحسابات الداخلية من قبل خصومه في الكيان المؤقت، وهذا ما يفسر محاولات رئيس حكومة العدو عرقلة مفاوضات وقف اطلاق النار لانه يسعى بإطالة أمد العدوان الى محاولة تحقيق أي مكسب يخفف عنه مستقبله القاتم، وكل ذلك يصب في خانة واحدة بأن العدو يتجه الى هزيمة مدوية جراء كل الضربات والخسائر الاستراتيجية التي تلقاها منذ يوم 7 اكتوبر/تشرين الاول 2023 وحتى اليوم وعلى مختلف الجبهات وفي كل الساحات، ما يؤكد ان هذا الكيان الاسرائيلي سيتجه الى النهاية المحتومة بالزوال.
وبالسياق، أكد السيد نصرالله في كلمته خلال المجلس العاشورائي مساء الثلاثاء 16-7-2024 أن “الأجيال الحالية هي التي ستحقق العقوبة الثالثة بحق إسرائيل والمؤشرات تدل على أن هذه الأجيال الحاضرة في غزة والضفة وجبهات الاسناد”، وشدد على أننا “نقاتل في معركة أفقها واضح ولدينا وعد قرآني بزوال هذا الكيان”.
المصدر: موقع المنار