الخاسرون والرابحون من الحرب والسلام
العين برس/ مقالات
أحمد الزبيري
التسريبات والتأويلات حول ما يجري في الرياض كثرت ومعها كثرت التحليلات المتفائلة والمتشائمة و( المتشائلة ) وللفهم الصحيح علينا متابعة وقراءة ما يجري في العالم والمنطقة من متغيرات وتبدلات متسارعة جميعها تشير الى ان ما يجري الان في هذه النقاشات اوالمفاوضات اوالتشاورات – المسميات كثرت والمعنى واحد – فهي في النهاية انعكاس لمسارات الاحداث بهذا المفهوم الواسع المعنى والدلالة .
الخاسرون والرابحون من الحرب والسلام
بالنسبة لنا في اليمن ما يهمنا بعد آلام الحرب العدوانية التي شنها التحالف السعودي الأمريكي ليس امامنا الا احد الخيارين اما سلام يرتقي الى مستوى التضحيات والصبر او استمرار تلك الحرب ولم يعد لدينا ما نخسره .
التفاؤل وعقد الآمال على ما يجري في السعودية امرا خاطئاً مثلما التشائم والنظرة السوداوية للامور ايضاً خاطئة والمطلوب البصيرة والموضوعية و الواقعية التي تقول ان النظام السعودي بحاجة الى تحسين صورته وتبييض ملفه الذي لا يبيض امام العالم ومثلما استثمر في الترفيه و الرياضة عليه ان يستثمر في السلام الذي فعلاً هو الاساس لأي طموحات لولي العهد والملك القادم الحالم محمد سلمان هذا اذا كان يفهم بالاستراتيجية .
المشكلة ليست هنا بل في مشيخيات الخليج التي تلعب بورقتي الاخوان والانتقالي وتنعكس اتجاهاتهما المتناقضة في المقالات الهزلية للقائد (الاشتراكي) الكبير سابقاً ياسين سعيد نعمان الذي حتى مأساة درنه اراد ان يوظفها باتجاهات ترضي مستشار محمد بن زايد .. انها سخرية الاقدار .
ياسين نعمان نظّر للخروج من عنق الزجاجة لنجده ينظّر للبقاء فيها ليثبت انه أخر المتاجرين بالأوطان وتجار الحروب الذي ظل يبيع الوهم للمؤمنين بالمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية لأمد طويل لكن مال النفط القذر اسال لعابه الى ذلك الحد الذي لم يعد يعنيه المضيق ولا البحر .. انها مأساة المثقف الساقط .
بكل تأكيد الشعب اليمني شعب سلام ويريد السلام ولكن العادل والمشرف الذي يحفظ له كرامته وسيادة وطنه ووحدته وحريته واستقراره وهذا هو الحد الادنى الذي يمكن القبول به ، والحرب لم تعد تخيفنا ولم نكن نخاف منها في يوم من الايام ولن نعيد حساباتنا في الامرين بل على الاخرين ان يعيدوا حساباتهم ويسقطوا رهاناتهم وهم في النهاية من سيخسرون .