الحرب على الشهيد القائد أمريكيٌة بامتياز.. وهذه حقائقها وتفاصيلُها
العين برس / تقرير
عبدالرحمن الأهنومي
نمر اليوم بالذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه ، الذي استشهد في مثل هذه الأيام من العام 2004م ، في منطقة مران بصعدة ، بعد حرب تجيش لها الداخل والخارج ، وشارك فيها الجيش والأمن والبشمركة ، وأدارها الأمريكيون بشكل مباشر ، وفي هذه الحلقة نتناول هذه الجزئية تحديد «الدور الأمريكي اللوجستي والمباشر في الحرب على الشهيد القائد».
في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2000، كانت المدمرة الأمريكية يو إس إس كول راسية في ميناء عدن من أجل التزود بالوقود ، فحدث انفجار داخل المدمرة ، قيل أن انتحاريين قادا زورقا مطاطيا محملاً بأكثر من 200 كيلو غرام من المتفجرات القوية وصدما به المدمرة ، أحدث الانفجار الهائل فجوة كبيرة في هيكل المدمرة، لكنه فشل في إغراقها ، قيل أنه قتل 17 بحاراً أمريكيا وأصيب تسعة وثلاثون آخرون في التفجير ، وفي بداية الأمر قال رئيس النظام اليمني حينها علي عبدالله صالح إن الانفجار من داخل المدمرة نفسها وأن المدمرة لم تتعرض لأي هجوم ، لكنه بعد يومين أقر بأنها تعرضت لهجوم وأعلن عن لجنة تحقيق يمنية أمريكية مشتركة ، فبدأ الأمريكيون يتقاطرون إلى صنعاء وعدن ، مارينز ، وضباط الاستخبارات الأمريكية بذريعة التحقيق، ثم ما لبثت الإدارة الأمريكية إلا أيام أياما حتى اتهمت ما أطلقت عليه تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم وحددت أسماء عدد من المتهمين ، وأطلقت حملة إعلامية تدعي بأن في اليمن مطلوبين لها.
بعد أقل من عام وتحديدا في 11 سبتمبر 2001م ، ضربت تفجيرات مفتعلة ، أبراج التجارة في نيويورك وعلى الإثر قسمت أمريكا العالم إلى قسمين “من ليس معنا فهو ضدنا” ، رفع الرئيس الأمريكي جورج بوش شعار الحرب على الإرهاب ، ليوجه الحرب الأمريكية على الإسلام مباشرة بذريعة الإرهاب ، وبدأ بشن حروب إخضاع وأمركة العالم.
في اليمن كان علي عبدالله صالح ، في مقدمة المتأمركين والمتأمركين دون حرب ، بل وذهب ليعلن للعالم بأنه مع بوش في الحرب الأمريكية تلك ، والتي افتتحت عصراً جديداً للهيمنة على العالم ، وبعد أقل من شهرين ذهب علي عبدالله صالح في تشرين ثاني/نوفمبر 2001م ، إلى أمريكا ليضع اليمن كاملة رهن الأمريكيين وتحت احتلالهم وسيطرتهم.
وفي زيارته تلك التقى علي صالح وزير الخارجية الأمريكي «كولن باول» صاحب كذبة «أسلحة الدمار الشامل» التي غزيت بها العراق ، كما التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي «كونداليزا رايز» والتي كانت تقود مشروع «الشرق الأوسط الجديد» ، والتقى نائب الرئيس الأمريكي «ديك تشيني» المعروف بصهيونيته وعدائيته للإسلام ، وبمخططاته القذرة ، كانت اللقاءات في إطار ما أسمياه صالح والأمريكيين ، مشروع «التعاون في الحرب على الإرهاب».
حينها صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بأن «الولايات المتحدة تسعى لإنقاذ اليمن من التحول إلى أفغانستان جديدة» التي احتلتها أمريكا عقب 11 سبتمبر ، وفي كانون أول/ديسمبر من العام 2001م أي بعد ثلاثة أشهر من زيارة علي صالح لأمريكا ولقاء القادة الأمريكيين، أشادت واشنطن بتعاون اليمن في مكافحة « الإرهاب»، وذلك بعد قيام نظام صالح بتنفيذ التوجيهات الأمريكية في تغيير العقيدة العسكرية والثقافية لليمن.
في تلك المرحلة وفي ذلك الظرف وتحديدا في 13- ديسمبر 2001م ، الذي صادف يوم القدس العالمي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ، بدأ السيد حسين بدر الدين الحوثي في ذلك الحين التحرك بالمشروع القرآني.
وألقى أولى دروسه الهامة ، والتي حملت اسم (ملزمة يوم القدس العالمي)، ووضع فيه أسس المشروع وركائزه ، ثم بعد أسبوعين تقريبا ألقى محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين التي تضمنت كشفا للمخطط الأمريكي ، وإسقاطا لذريع مكافحة الإرهاب ، وتوضيحا لخطوة الصمت في مواجهة أمريكا ، وكانت الصرخة بمثابة تحرك عملي بالمشروع العظيم، إلى جانب المقاطعة للبضائع الصهيونية والأمريكية.
كشف السيد حسين بدر الدين الحوثي أبعاد الحملة الأمريكية على الإسلام والمسلمين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ، بعد أحداث الـ11من أيلول/سبتمبر 2001م، فأتى احتلال أفغانستان في نهاية 2001م ، ثم غزو العراق في العام 2003م ليدلل على أهمية المشروع القرآني في مواجهة المخاطر الأمريكية حينها ، أما اليمن فكان في صلب المخطط الأمريكي.
تطور النشاط الفكري والتثقيفي والتحرك العملي للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، خلال العامين من نهاية 2001- حتى 2004-م ، وبدأت الحرب العُدْوَانية الأولى على صعدة – تكليلاً لممارسات القمع ضد المكبّرين والشعار وضد المشروع ، وبعد عودة رئيس النظام علي صالح من أمريكا في يوليو 2004 – بدأت الحرب العسكرية على المشروع القرآني ، وعلى صاحبه الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، والمعروفة بالحرب الأولى على صعدة.
في تلك المراحل التي باتت اليمن شبه خاضعة للاحتلال الأمريكي وتحت السيطرة الفعلية للأمريكيين تحرك الشهيد السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه ، بالمشروع القرآني العظيم ، لم يكن هذا المشروع والتحرك، ولا هو أيضا موجهاً ضد النظام السياسي الجمهوري في اليمن، ولا ضد السلطة، بل كان ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومخططاتها الخبيثة التي تستهدف بها الأمة، واليمن جزء منها ، وفي مواجهة المشروع الصهيوني الخبيث أيضا ، استنهاض الأمة وتوعيتها بطبيعة العدو ومخططاته ، ومخاطر الصمت في مواجهته ، كانت هي مسارات التحرك.
التحدي الذي واجهه الأمريكيون
لم يكن الأمريكيون بحاجة لحرب عسكرية لاحتلال اليمن والسيطرة عليه ، لأن السلطة العميلة في صنعاء قد سلمت من خلال رئيسها علي عبدالله صالح اليمن طواعية إلى أمريكا ، واعترف علي عبدالله صالح في مقابلة مع الجزيرة بأنه فعل ذلك ، وقال (إننا بعد حادثة كول جنبنا البلاد حربا عسكرية أمريكية هدفت إلى احتلال اليمن ، واستطعنا حل المشكلة دبلوماسيا) ، والحل الدبلوماسي كان يتمثل في تسليم اليمن طواعية لأمريكا ودون حرب.
والحقيقة هي أن السلطة العميلة سلمت اليمن للأمريكيين ، وقد ذهب بنفسه إلى واشنطن لإسقاط اليمن دبلوماسيا قبل سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي ، وبات السفير الأمريكي حينها أدموند هول هو صاحب القرار السياسي ، وبات ضباط المارينز والسي آي إيه والإف بي آي ، أصحاب القرار في الملفات الأمنية والعسكرية ، وتحولت السلطة العميلة إلى شرطي ينفذ أوامر الامريكان بالريموت كونترول.
في خضم ذلك المشهد برز المشروع القرآني الذي مثل تحديا جديا وحقيقيا أمام المشروع الأمريكي ، وخطرا حتميا يقف أمام الأمريكيين ، ولهذا كانت الحرب على المشروع بدءاً بالحرب الأولى وما تلاها ، وصولا إلى الحرب العدوانية التي نتعرض لها اليوم.
في البدء لم يتحرك النظام السياسي ورئيسه ومؤسساته في صنعاء ، ضد المشروع القرآني ولا ضد الشهيد القائد ، لأنه كان يدرك حينها ومعه كل مؤسساته الأمنية والعسكرية والسياسية أن تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ليس موجها ضد النظام الجمهوري في اليمن ، ولا ضد السلطة ، ولا ضد الرئيس ، لكن الأمر اختلف بعد زيارة رئيس النظام علي عبدالله صالح إلى واشنطن في نوفمبر من العام 2002/م، فما إن عاد من تلك الزيارة إلا وبدأت السلطة وأجهزتها الأمنية والمخابراتية تلاحق المكبِّرين وتزج بهم في السجون ، وتقوم بإزالة الشعارات الملصقة ، وتتبنى خطابا إعلاميا معاديا للتحرك ، وهكذا بدأت الحرب على المشروع.
بعد عودته من واشنطن في تلك الزيارة اللافتة ، تحولت السلطة العميلة إلى شرطي داخلي للأمريكيين ، وبدأت حربها على الشعار بسجن المكبرين ، وملاحقتهم ، وبعد عامين ونصف أطلقت الحرب الأولى جرى تحضيرها في أمريكا ، وجرى تنفيذها بقرار أمريكي ، وجرت أحداثها بمشاركة أمريكية.
تحضيرات الحرب بين بوش وعفاش
في الـ18 من يونيو/ حزيران 2004/م ، أطلق علي عبدالله صالح الذي كانت تصفه الإدارة الأمريكية بالحليف القوي والموثوق لها في الحرب على الإرهاب ، الحرب الأولى على المشروع القرآني ، وقائده الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، جرى التحضير للحرب في واشنطن بين الرئيسين» بوش ، علي عبدالله صالح» ، خلال زيارة لافتة قام بها الأخير إلى أمريكا ضمن ما أسمي «قمة الثمان الصناعية»، التقى الرئيس الأمريكي” جورج بوش” و نائبه “ديك تشيني” ، و“كولن باول” وزير الخارجية ، و“دونالد رامسفيلد” وزير الدفاع ، والمسؤولين في الـ (سي آي إيه) أو الـ (إف بي آي) ، والكونجرس ، بدأت الحرب بعد عودة علي صالح في 15 يونيو من العام 2004 ، بثلاثة أيام.
كان واضحا من توقيت بداية الحرب التي أدارها علي عبدالله صالح شخصيا أنها بضوء أخضر أمريكي، فهي بدأت بعد عودته من ضيافته على قمة الدول الثماني في 15 يونيو 2004م ، ولا يخفى أن رئيس السلطة العميلة علي صالح نفسه روج في إعلامه أنه التقى بقيادة الـ (سي. آي. إيه) والـ(إف. بي.آي) في نيويورك قبل ذهابه إلى جورجيا لحضور القمة بحسب تصريح مستشارة الأمن القومي الامريكي (كونداليزا رايس) التي قالت بأن حضور اليمن كان أمرا مهما.
الزيارة لحضور قمة الثمان ، كانت بطلب أمريكي ، إذ سبق لأبو بكر القربي وزير الخارجية حينها ، أن ذهب قبل شهرين للتمهيد للزيارة ، أما قمة الثمان وإحضار علي عبدالله صالح إلى القمة فقد كانت بهدف التغطية على المهمة الأصلية لعلي عبدالله صالح المتمثلة في الهدف الحقيقي من وراء لقاءاته بقيادة المخابرات والتحقيقات الفيدرالية وغيرهم ، لاتخاذ قرار الحرب على المشروع القرآني.
كان علي عبدالله صالح مكلفاً شخصياً بإدارة أي عمليات عسكرية تطلبها أمريكا وذلك بموجب التزام منه في نوفمبر 2002م في زيارته الثانية لأمريكا بعد تفجيرات 11 سبتمبر ، والتي تعهَّد فيها بأن يكون اليمن شريكاً في مكافحة ما يسميه (الإرهاب).
لقد كان لقاء رئيس النظام علي عبدالله صالح مع بوش ، ومع أجهزة الأمن الأمريكية في قمة الثمان في جورجيا هو للتحضير للحرب الأمريكية على المشروع القرآني وصاحبه السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه ، وكذلك لحشد المناخ الدولي والدعم الغربي للحرب من خلال حضور القمة التي شارك فيها رؤساء دول عديدة.
عاد رئيس السلطة العميلة إلى صنعاء يوم 13 يونيو ، وبعد خمسة أيام بدأ الحرب، حاولت السلطة حينها التغطية على حقيقة أن الحرب أمريكية بإطلاق الدعايات الإعلامية على السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه ، وساقت دعايات مكثفة لتبرير الحرب ، بهدف تضليل وخداع الناس ، تارة باسم الدستور ، وأخرى باسم التمرد ورفع أعلام دول أجنبية وغيرها من الدعايات الكاذبة ، لكن الحقيقة كانت واضحة أن الحرب أمريكية واستهدفت المشروع والشعار واستهدفت صاحب الصرخة أيضاً.
في الـ 13 من يونيو 2004/م ، عاد علي عبدالله صالح من قمة الثمان في أمريكا حاملا معه قرار الحرب الأولى التي انتهت باستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، بدأت الحرب في الـ 18 من يونيو أي بعد خمسة أيام من عودته ، على مناطق في آل الصيفي وضحيان كان يتواجد فيها بعض المؤيدين للمشروع ، وعلى مران التي استُهدفت بما فيها من بشر وحجر ، بمختلف أنواع الأسلحة الجوية والبرية ، وبألوية عسكرية وأمنية ، وبشمركة وبمشاركة أمريكية مباشرة.
خلال الحرب الأولى قال السفير الأمريكي في صنعاء وقتها «إن ما يقوم به الحوثي هو تمرد مجموعة محدودة ضد الحكومة، ومن المهم السيطرة عليها، وما تقوم به الحكومة واضح ومقبول، وإن تواجد مجموعة مسلحة تقف خارج القانون وخارج سيطرة الحكومة أمر مرفوض، والحكومة اليمنية تستحق فعلاً دعماً من المجتمع الدولي».
السفير الأمريكي أدموند هول في مقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر التابعة للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية. بتاريخ 22 يوليو 2004م .
قرار الحرب
كان قرار الحرب الأولى قراراً أمريكياً بامتياز، إذ اندلعت الحرب بعد حصول نظام علي صالح على ضوء أخضر أمريكي من جورج بوش ، تم تأكيدها من قبل قائد القوات المركزية الأمريكية «جون أبي زيد»، بعد عودة صالح من المشاركة –الشكلية- في قمة الدول الثمان في ولاية جورجيا في العام 2004م ، وقد اعتبرت أمريكا الحرب على صعدة حرباً على الإرهاب- حد وصفها.
بعد بدء الحرب استقبل علي عبد الله صالح في صنعاء وعدن عدداً من القيادات العسكرية والأمنية الأمريكية، كانوا يحملون إليه التوجيهات الجديدة، ويُشرفون على مسار الحرب وعملياتها ، استمرت لقاءات صالح بالقادة الأمريكيين ، فاستقبل صالح في صنعاء الجنرال الأمريكي طوني فرنك، وكذلك الجنرال الأمريكي توماس زاتك، والجنرال الأمريكي أنتوني زيني ، والتقى في الفترة وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين اولبرايت، كما التقى في تلك الفترة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بربرا بودين، ووفد كبار موظفي الكونجرس الأمريكي، والقائد العام للقيادة المركزية الأمريكية تومي فرانكس، ووليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى.
صرح السفير الأمريكي أكثر من مرة أن أمريكا تقف إلى جانب السلطة في صنعاء في الحرب على صعدة ، نشرت صحف وطنية خلال فترة الحرب ، بأن السفير الأمريكي وصل إلى مناطق العمليات العسكرية في الحرب على صعدة ، وأدارها بنفسه، كانت الحرب من أولها على المشروع حرباً أمريكية ، وإدارة أمريكية ، وإشراف أمريكي مباشر.
مشاركة لوجستية أمريكية ، ودعم غربي
أوضحت عدد من الوثائق المشاركة الأمريكية المباشرة واللوجستية في الحرب على صعدة ، وكشفت عن الزيارات التي كان يقوم بها قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي لليمن وقائد القوات المركزية الأمريكية ولقاءاته بقادة وزارتي الدفاع والداخلية بالعاصمة صنعاء خلال الحرب الأولى على الشهيد القائد.
وعرضت الوثائق محضراً لاجتماع اللجنة الأمنية العليا، المتضمن التوجيه بالقضاء على المكبرين في بعض مناطق صعدة خلال 72 ساعة قبل وصول قائد القوات المركزية الأمريكية إلى اليمن بأيام ، تكشف وثيقة لوزارة الدفاع بتاريخ 16 /8 /2004م ورقم (501257) تحت عنوان سري جداً ، محضر اجتماع للجنة الأمنية العليا لمناقشة نتائج اللقاء مع قائد المنطقة العسكرية الشمالية ومحافظ صعدة، وبعد نقاش أكدوا على استكمال ما سموه «تنفيذ مهمة تصفية الجيوب المتبقية للمتمردين» خلال 72 ساعة في المناطق سلمان / قرعين/ الجِنِي / الجميمة، وكذلك إرسال سرية من «مكافحة الإرهاب» التي دربتها أمريكا وإرسالها إلى صعدة مع طائرات هيل لتنفيذ أي مهمة طارئة.
وأشارت إلى أن الفشل في حسم المعركة دفع بالأمريكيين إلى التدخل المباشر، فبعد شهرين من شن الحرب وصل قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى العاصمة صنعاء بهدف مساعدة النظام العميل على حسم المعركة ، كما كشفت الوثائق، معلومات بطلب وزير الخارجية اليمني حينها أبو بكر القربي، من إيطاليا تقديم الدعم للحرب على السيد حسين بدر الدين الحوثي أسوة بفرنسا وأمريكا ، وهذا يعني أن الحرب كانت بمشاركة غربية واسعة.
تكشف وثيقة سرية من دائرة الاستخبارات العسكرية في صنعاء أن الجنرال أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية قام بزيارة غير معلنة لقيادة القرن الأفريقي بتاريخ 9/8 / 2004م ، وغادرها بنفس اليوم إلى جهة غير معلنة ، وتكشف الوثيقة نفسها بأن الجنرال سمويل هالن، قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي سيقوم بزيارة إلى اليمن خلال الفترة 21 – 22 / 8 / 2004م سيلتقي فيها قيادات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بالعاصمة صنعاء.
قبل تلك الزيارة وحرصاً من النظام على تحقيق انتصار قبل وصول القائد الأمريكي كشفت وثيقة لوزارة الدفاع مركز القيادة والسيطرة بتاريخ 16/8/2004م ورقم )501257 )تحت عنوان سري جداً تتضمن محضر اجتماع للجنة الأمنية العليا لمناقشة نتائج اللقاء مع قائد المنطقة العسكرية الشمالية ومحافظ صعدة وبعد نقاش أكدوا على استكمال ما أسموه تنفيذ مهمة تصفية الحبوب المتبقية للمتمردين خلال 72 ساعة في المناطق سلمان / قرعين/ الجِنِي / الجميمة / كنية وكذلك إرسال سرية من مكافحة الإرهاب في صعدة مع طائرات هيل لتنفيذ أي مهمة طارئة وبالنظر إلى تاريخ الاجتماع يوم 15 /8 /2004م وتاريخ وصول قائد القوات المركزية الأمريكية يوم 22 – 21 /8 /2004م، فإن سلطة صنعاء حاولت أن تحرز تقدماً ونصراً قبل وصول القائد الأمريكي بيومين.
في وثيقة أخرى تتضمن محضر لقاء بين وزير الخارجية اليمني والسفير الإيطالي بتاريخ 6 /7/ 2004م وتتضمن طلب دعم إيطالي للحرب على السيد حسين داعيا إيطاليا لتحذو حذو فرنسا وأمريكا في الدعم، وتقول الوثيقة ..
«وأشار الأخ الوزير … إلى أنه يتقدم إلى الحكومة الإيطالية للحصول على سترات واقية ضد الرصاص لحماية الجنود، مشيرا إلى أن الحكومة «اليمنية» تلقت الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبعض الدول العربية».
وفي وثيقة نشرها موقع ويكليكس عام 2014 ، وتعود إلى سبتمبر من العام 2004، وهي عبارة عن رسالة أرسلها السفير الأمريكي الأسبق في صنعاء توماس كراجيسكي إلى الخارجية الأمريكية ، يتحدث فيها بأن النظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح قلل من الدور الأمريكي في قتل الحوثي، رغم المساعدة المباشرة التي قدمتها أمريكا لتنفيذ العملية.
يقول السفير في الرسالة : قاد فريق مكافحة الإرهاب المدرب من قبل حكومة الولايات المتحدة العملية التي أسفرت عن مقتل الحوثي ، وتحت عنوان ” التقليل من دور مساعدة حكومة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب” يقول السفير الأمريكي: صرح وزير الداخلية العليمي لـ نائب رئيس البعثة الأمريكية في اليمن أن القادة الميدانيين نسبوا الانتصار مباشرة إلى التدريب الأمريكي . “لولا تدريبكم لوحدة الأمن المركزي التي اقتحمت الكهف ، لكنا خسرنا أكثر من أربعين ضحية ، ومع ذلك ، في مساء يوم 11 سبتمبر ، تمت زيارة الملحق العسكري للولايات المتحدة في منزله من قبل ممثل دائرة المخابرات العسكرية الذي طلب أن يذهب الفضل العام لإنهاء الصراع الدموي الطويل إلى وزارة الدفاع وليس إلى وزارة الداخلية.. (تعليق: سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان صالح ، الذي حاول علانية نشر مدحه ، سيعترف بشكل خاص بدور المساعدة الأمريكية. نهاية التعليق).
مشاركة أمريكية مباشرة
تكشف الوثائق السرية الدور الأمريكي المباشر في الحرب على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، فيما يُعرف بالحرب الأولى عام 2004 ، وأظهرت سلسلة من الوثائق المشاركة الجوية الأمريكية من خلال طائرات الاستطلاع والرصد التي شاركت في الحرب الأولى على السيد حسين بدر الدين الحوثي ، والخرائط المسلمة من الجانب الأمريكي حول محافظة صعدة في تاريخ 31 /10 /2004م
وتتضمن إحدى الوثائق التي تحمل رقم (623) ، وتاريخ 31 /10 /2004م، تسليم أمريكا خرائط جوية لصعدة ، وهي عبارة عن تقرير صادر عن دائرة الاستخبارات العسكرية حول التعاون العسكري الأمريكي ، وتسليم أمريكا خرائط جوية لصعدة ، وطلب الجانب الأمريكي إجراء تجربة مشتركة لوسائل الاتصالات بين الجانبين.
وورد في الوثيقة «في يوم 25 /10 /2004م قام مساعد الملحق العسكري الأمريكي لدى بلادنا بإيصال الخرائط التي طلبها الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة الخاصة بمنطقة صعدة إلى دائرة الاستخبارات العسكرية العامة وعددها (19) تسع عشرة خريطة خاصة مناطق م/ صعدة».
وفي إحدى الوثائق ورد ما نصه «الولايات المتحدة ترغب في مساعدة وزارة الدفاع اليمنية بتصوير المناطق الجديدة التي ترغب بتصويرها باستخدام طائرة الاستطلاع الأمريكية نوع (يو-2)، وأن الصور الجديدة ستكون أوضح وذات مقياس رسم أكبر، وطلب تحديد أكثر من مائتي منطقة؛ لأن ذلك سيكون أفضل من ناحية التكاليف عند القيام بتصويرها مرة واحدة (على أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن).
نشكركم ونهئنكم: برقية أمريكا لعلي عبدالله صالح
أعلن علي عبدالله صالح يوم العاشر من سبتمبر 2004، أي قبل موعد الذكرى الثالثة لأحداث 11 سبتمبر بيوم واحد ، تصفية وقتل الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في منطقة سلمان ، وفي اليوم نفسه وجه قائد القوات المركزية الأمريكية جون أبو زيد الشكر لعلي عبدالله صالح على تمكنه من قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي ، وتهنئته بما قال إنه انتصار.
وفي الرسالة الموجهة بتاريخ 10 /سبتمبر/ 2004 /م ، من جون أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية إلى العزيز صاحب الفخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية ، قال فيها «أهنئكم وأهنئ قواتكم على انتصاركم على المتمرد الحوثي ، إن القيادة المركزية الأمريكية تتطلع إلى استمرار التعاون المشترك بيننا لأنكم تساعدون على إحلال الاستقرار في المنطقة مع أسمى آيات التقدير والاعتبار».
يوم 15 سبتمبر 2004 م ، بعد إعلان النظام قتل الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه ، أرسل رئيس النظام علي عبدالله صالح برسالة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش ، مرفقة بها تقرير عن الوضع ، والرسالة كانت عبارة عن تقرير يبلغه فيها بالتمكن من قتل الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.