الجثث تحولت لرماد..ما طبيعة الأسلحة التي يستخدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة؟
العين برس/ تقرير
بعد مرور 7 أشهر على العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يثير العدد الكبير من الجثامين المفقودة في القطاع استفسارات حول طبيعة الأسلحة المستخدمة، ويتحدث متخصصون عن اختفاء بعض الجثامين من جراء حرارة المتفجرات في ظل جريمة تطهير عرقي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلاً.
وفي هذا السياق، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها “إسرائيل” في حربها على غزة، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا، ويأتي ذلك بالتزامن مع اكتشاف الدفاع المدني الفلسطيني في غزة مقابر جماعية تضم جثامين متحللة ومشوهة تعذر التعرف على هويتها، وتتحدث الطواقم عن فرضية أساسية وهي أن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ساهم في عدم العثور على جثامين الشهداء لتتفاقم أزمة الوصول إليهم، عدا عن عجزهم بسبب نقص المعدات اللازمة للعمل.
شهادات طبية
قال أطباء فلسطينيون من قطاع غزة إن ظاهرة تحلل الجثامين وتبخرها “شائعة للغاية” في الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع، وإن نوعية الإصابات التي تصل إلى المشافي لم يسبق لهم أن تعاملوا معها، وكذلك الآثار الغريبة التي تتركها على المصابين حيث تصلهم جثامين عبارة عن أشلاء ممزقة أو أجساد متفحمة.
وأشار الأطباء إلى أن السبب وراء هذه الإصابات يعود إلى درجة الحرارة الهائلة المنبعثة من الصواريخ غير التقليدية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية عدوانه على القطاع منذ قبل نحو 7 أشهر، والتي لا ينبغي استخدامها داخل المدن أو ضد المدنيين العزل، وحسب خليل البطش طبيب الطوارىء في مستشفى شهداء الأقصى “حينما تستهدف الصواريخ الإسرائيلية المنازل ترفع حرارة المنزل المستهدف إلى ألفي درجة مئوية، وقد تصل إلى 3 آلاف، ما يعرض بعض الأجساد في المحيط إلى التبخر نتيجة الحرارة العالية”.
في هذا الصدد يقول محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: “فوجئنا بأن أحد الصواريخ الحربية الإسرائيلية التي استهدفت أشخاصًا كانوا في أحد الغرف.. (أسفرت) عن تبخر هؤلاء (الضحايا) بالفعل.. الصواريخ التي تمتلكها قوات الاحتلال.. تعمل على إذابة الجثث بشكل كامل وهذا ما شاهدناه ميدانيًا في أكثر من حالة منذ بداية الحرب”.
الأسلحة المستخدمة
إن كل المؤشرات تثبت أن جيش الاحتلال الاسرائيلي يستخدم أسلحة بالغة الخطورة ومحرمة دوليا، وللوقوف على طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي وتسبب مثل هذه الإصابات يقول خبراء عسكريون إن “إسرائيل” تمتلك أسلحة ذرية وكيميائية تكون محددة التأثير على منطقة جغرافية مستهدفة، وتؤدي إلى تحلل الجثث بشكل كامل، وحسب تقارير متخصصين، فإن فقدان الضحايا في غزة كان سببه إسقاط الجيش الإسرائيلي قنابل تولد حرارة شديدة أو ما يعرف باسم “القنابل الفراغية” على مربعات سكنية، تؤدي قوتها التفجيرية إلى تحلل أو انصهار أجساد الضحايا.
أسباب استخدام الاحتلال هذه الأسلحة
يمكن إجمال الأسباب التي تدفع جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام أسلحة تحول الجثث إلى رماد بعدم قدرة قوات الاحتلال تحقيق تقدم في بعض المناطق العصية، ما يجعلها تلجأ لاستخدام هذه النوعية من الأسلحة، بالإضافة إلى الخوف الذي يلف الجيش الصهيوني من كثرة الخسائر بين قواته في المنطقة المستهدفة، حيث إن هذا السلاح النوعي يعد أسلوبا وتكتيكا رادعا للطرف الآخر في القتال.
آثار استخدام هذه الأسلحة
ولعل أحد أقرب الوقائع لاستخدام مثل هذه الأسلحة كانت من قبل الجيش الأمريكي في معركة مطار بغداد عام 2003 حيث إن آثارها لم تتوقف آنذاك على المرضى والشهداء، بل امتدت إلى التربة والبيئة المحيطة، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع البقاء في مطار بغداد قبل أن تقوم بتجريف الأرض بعد تلوثها نتيجة استخدام هذه النوعية من السلاح، وحتى تظهر طبقة جديدة من الأرض آمنة ويمكن البقاء فيها.
وبالعودة لتأثير هذه الأسلحة على الإنسان يتحدث الطبيب الشرعي محمود الطيب، بعد معاينته عدداً من جثامين الشهداء، عن المتفجرات المستخدمة وعن انبعاثات للدخان من مكان الإصابة، على الرغم من مرور ساعات على مفارقتهم الحياة، ما زاد من الحاجة إلى لوازم طبية.
ويقول الطبيب خلال هذا العدوان، كانت تظهر على جثامين الشهداء آثار غريبة جداً وانتفاخ غير عادي وتآكل في الأطراف، كما كانت الحروق وألوانها غريبة، ولا تعطي دلالة على أن التحلل هو فقط نتيجة مادة ثقيلة معدنية داخل المتفجرات، وإنما تحتوي على مواد كيميائية ثقيلة، ولا يوجد بطبيعة الحال معامل دقيقة لفحص هذه المواد”.
ويضيف: “عملياً، هناك مواد كيميائية عدة للتخلص من الجثث، وأبرز هذه المواد هي حمض الكبريت والذي سبق أن تمت دراسته طبياً، وبناء على تجارب سابقة في دول خارجية، استخدم لإذابة الجثامين وتحليلها، ويمكن لهذا المركب الكيميائي إذابة جزء كبير من الأنسجة الجسدية منها الصلبة، وحتى إذابة الأسنان خلال ساعات، وهناك جثامين في غزة لا تعرف أي آثار لها بشكل غير منطقي”.
المصدر: الوقت التحليلي