الجبهة الجنوبية.. رسائل رادعة تمهّد لتطورات ميدانية سريعة ومُفاجئة
العين برس/ تقرير
يحاول جيش الاحتلال عبر فرقه الخمس في المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة إنجاز مناورة برية من شبعا حتى الناقورة، وخلال الـ 48 ساعة الماضية، لم يصدر أي تقرير عن أي محاولة تسلل أو اشتباك في ثلاثة من المحاور الرئيسية الخمسة الممتدة من الناقورة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، ويعود سبب ذلك إلى الخسائر الكبيرة التي منيت بها الجهود الرئيسية التي تحاول الاختراق من المحاور الثانوية التالية:
– محور الناقورة –المشيرفة – اللبونة
– محور عيتا الشعب – رامية القوزح
– محور افيفيم – مارون الراس وافيفيم – يارون
– محور بليدا – ميس الجبل
– محور مركبا – العديسة – رب ثلاثين – مشروع الطيبة
– محور كفركلا
– محور مزارع شبعا – شبعا والهبارية
في هذا السياق، يُسجل في محوري مسؤولية الفرقتين 36 146 فتح للقوات وانتشار في تشكيل يعطي الانطباع أن الفرقتين ضمتا إلى قيادة واحدة، وجرى تجميع استعداداتهما في تشكيل عملياتي يشبه فيلق البر. إذ بدأت تعمل وحدات من ألوية الفرقة 36 في منطقة مسؤولية الفرقة 146 مثل سييريت غولاني (الكتيبة 931) والكتيبة المدرعة 74 التابعة للواء المدرع 188. فيما دمجت عمليات الفرقتان 98 و91 على نفس المبدأ، وللتنويه هنا فإن كثيراً من المحللين يشتبهون بأن الكتيبة 631 أي سييريت غولاني هي نفس وحدة إيغوز التي عملت تحت مسؤولية لواء غولاني من حرب نيسان 1996 حتى نهاية حرب تموز 2006. وعليه فإن ربط وحدة ليغوز بلواء غولاني الآن غير صحيح، حيث تم حل الوحدة وإعادة بناءها في لواء عوز (89) التابع للفرقة 98 والذي أسس بناءً على دروس حرب تموز 2006 وتوصية رئيس المنطقة الشمالية الأسبق غادي آيزنكوت الذي أوصى ببناء لواء كوماندوس يضم في هيكليته 3 من أهم قوات الكوماندوس في الجيش الاسرائيلي وهي على التوالي: وحدة ماجلان (212)، ووحدة دوفديفان (217) ووحدة ايجوز (621).
وكما ظهر منذ 4 تشرين اول 2024، أن الفرقتين 98 و91 تتكاملان في العمل فقد بدأت الفرقتين 36 و146 منذ بداية عمليات مثلث الموت (رامية – عيتا الشعب – القوزح)، حيث ظهر من خلال المعارك الشرسة أن من بين القتلى والمصابين أفراداً ينتمون لسييريت غولاني (الكتيبة 631). وقد تم أمس الحاق الكتيبة المدرعة 74 التابعة للواء 188 بالاستعداد الذي كان يتحضر لشن سادس محاولة لاختراق (مثلث الموت) بهدف الوصول إلى القوزح ذات التضاريس العالية.
وكما يظهر من الميدان، فإن الاحتلال طبّق عدة تكتيكات في محاولات اختراقه، إلا أن تلك التكتيكات تم اجهاضها من قبل المدافعين المدربين على التعامل بمرونة مع كافة اشكال القتال التي طبقها جنود العدو إن كان بالوحدات الصغرى أو بالوحدات الكبيرة التي وصلت إلى مستوى كتيبة كاملة، كما حدث في مربع الموت الشرقي (مشروع الطيبة – رب ثلاثين – مركبا – حولا).
المحاور الخمسة للفرق العسكرية الإسرائيلية
المحور الخامس الفرقة 210:
اشتباكات بدون اي تقدّم رغم الضغط المكثف الذي يمارسه سلاح الجو الإسرائيلي.
المحور الرابع الفرقة 98:
تعطيل المقاومة لمحاولة تسلل عند عبّارة كفركلا – العديسة الحدود الدولية، بعد الدخول عبر ثغرة من الجدار الفاصل وخوض عدة اشتباكات في النقطة صفر.
المحور الثالث الفرقة 91:
استمرار القتال غير المباشر في محيط بلدتي رب ثلاثين ومركبا دون وقوع اقتحامات وتسللات جديدة بل تبادل للقصف المدفعي والصاروخي، وقيام العدو بشن غارات مكثفة في محيطهما (الطيبة – ميس الجبل – حولا – طلوسة – بني حيان دير سريان وصولاً إلى الزواطر والمحمودية وكفرتبنيت).
المحور الثاني الفرقة 36:
فتحت الفرقة 36 قواتها استعداداً لما يبدو احتلالاً لمارون الراس ويارون تمهيداً لإطلاق المعركة الرئيسية باتجاه مدينة بنت جبيل، التي يبدو أنها أصبحت قريبة ولا تحتاج سوى إلى بداية نجاح عملية احتلال مارون الرأس ويارون لإطلاق معركة بنت جبيل.
المحور الأول الفرقة 146:
تراجعت العمليات بشكل كبير في مثلث الموت (عيتا الشعب – رامية – القوزح) وذلك بعد 6 أيام من المحاولات اليومية، وعلى مدار الساعة لاجتياز قريتي عيتا الشعب ورامية نحو تلة الدير في القوزح، ويبدو أن العدو زج باستعدادين كل منهما باستعداد كتيبة هما الكتيبة (631) ايغوز والكتيبة 74 مدرعات.
في محور اللبونة المشيرفة الناقورة، تراجعت الاشتباكات بنسبة عالية عن أول أمس وتقتصر العمليات كما في شبعا على المناوشات بالمدفعية والصواريخ.
عمليات المقاومة الهجومية
تُظهر عمليات المقاومة الإسلامية في 18-10-2024 تطوراً ملحوظاً في قدراتها العسكرية وتكتيكاتها، وتُبرز إصرارها على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين.
وشكلت العمليات الهجومية النسبة الأكبر بنسبة 91%، مستهدفةً مواقع عسكرية ومستوطنات في عمق الكيان الإسرائيلي، مما يُظهر نيةً واضحةً لردع العدو ورفع كلفة اعتداءاته. واعتمدت المقاومة على مزيج من التكتيكات الهجومية شملت الضربات الصاروخية (50%)، والهجمات بالمسيرات الانتحارية (18%)، والقصف المدفعي (14%)، والضربات الموجهة (5%)، محققتاً بذلك مرونةً وتنوعاً في أساليب القتال.
أما عن مواقع الاستهداف فقد تركزت غالبية العمليات (82%) في شمال فلسطين المحتلة، مستهدفةً مدناً ومواقع استراتيجية مثل حيفا، صفد، والجولان السوري المحتل.
بشكل عام، تُظهر عمليات 18-10-2024 أن المقاومة الإسلامية تُواصل تطوير قدراتها وتُحسّن تكتيكاتها، وتُرسل رسائل رادعة للعدو الإسرائيلي تؤكد من خلالها على معادلة الردع وحماية المدنيين. يُمكن تفسير توقيت وتوزيع العمليات كرسائل سياسية للعدو الإسرائيلي، تؤكد على أن أي اعتداء على لبنان لن يمر دون رد، وأن المقاومة قادرة على تحويل المعادلة وتوسيع دائرة المواجهة.
مسيّرة من لبنان تستهدف منزل نتنياهو في قيسارية
تحدث وسائل إعلام إسرائيلية اليوم عن استهداف مسيّرة لمنزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتشير إلى أنّ الحادثة أسفرت عن سقوط إصابات وأضرار، وتقول إن نتنياهو وزوجته لم يكونا موجودين في المكان. وقالت إنّ الطائرة المسيّرة حققت إصابة مباشرة، وتسبّب انفجارها في سقوط مصابين. كما اعترف جيش الاحتلال بأنّ الدفاعات الجوية فشلت في التصدي للمسيّرة. وقال إن “3 مسيّرات عبرت من لبنان إلى أجواء إسرائيل تم اعتراض 2 فيما أصابت الثالثة مبنى في قيسارية”.
ولفتت المصادر العبرية إلى أن “الطائرة حلّقت مسافة نحو 70 كيلومتراً من لبنان وأصابت المبنى في قيسارية بشكل مباشر كما طارت الشظايا إلى مبنى مجاور”.
وعليه فإن قرار قيادة المقاومة اليوم باستهداف القيسارية هو تأديب للاحتلال وإظهار بعض من كثير مما هي قادرة عليه في أي وقت تختاره وأي مكان تريده. وميدانياً من المُتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيداً في المواجهة بين المقاومة والكيان الإسرائيلي، مع إمكانية حدوث تطورات ميدانية سريعة ومُفاجئة.
المصدر: موقع الخنادق