كل بلد من البلدان في هذا العالم أودع الله تعالى فيه الكثير من الثروات المتنوعة النفطية والمعدنية والزراعية والحيوانية والسمكية وغير ذلك من الثروات التي أوجدها الله للناس ليستفيدوا منها ويستخرجونها وينتفعون بها ويقتاتون عليها، فهي رزق الله لهم الذي به ومن خلاله يأكلون ويشربون ويلبسون ويعيشون، ومعروف لدى الجميع أن الثروة المتعددة التي في هذا البلد أو ذاك هي للسكان الأصليين الذين يقطنون البلد وليس لأحد أياً كان الحق في نهبها أو سرقتها أو منع أهلها من استخراجها والانتفاع بها والاستفادة منها، ولكن دول الاستكبار والاستعمار في العالم تعمل بكل الطرق والوسائل على نهب وسرقة ثروات الشعوب الأخرى بالقوة وبدون أي وجه حق، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الطاغوتية التي تعمل على نهب ثروات الشعوب الأخرى بالقوة في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من دول العالم، وإذا لم تستطع نهب ثروة هذا الشعب أو ذاك تعمل على منعه من استخراجها أو الاستفادة منها كما يعمل تحالف العدوان الأمريكي السعودي اليوم في اليمن.
تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي استراتيجي فريد غني بالثروات النفطية والمعدنية والتنوع المناخي والبيئي والتربة الخصبة القابلة للزراعة التي يمكن فيها زراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية وفي مقدمتها الحبوب والقمح، إضافة إلى أن اليمن يمتلك ساحل بحرياً طويلاً غنياً بالثروة السمكية المتنوعة في مختلف المحافظات اليمنية كما أن الجبال وباطن الأرض اليمنية مليئة بالثروة المعدنية ومن أهمها الذهب والنحاس والحديد والقصدير والعقيق والأحجار الكريمة والرخام وغير ذلك وهذا يعني أن الجغرافيا اليمنية البرية والبحرية غنية بالثروة المتعددة التي إذا تم استخراجها والاستفادة منها فإنها كفيلة بأن تقضي على الفقر والبطالة وتصنع واقعا اقتصادياً قوياً للشعب اليمني في مختلف المجالات ولكن الأطماع الاستعمارية الخارجية وخيانة الكثير من العملاء في الداخل لليمن وشعبه حالت بين اليمنيين وبين الاستفادة من ثرواتهم الكثيرة والمتنوعة والغنية والتي هي كفيلة بتحسين الأوضاع المعيشية لكل أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب.
الثروة اليمنية الكبيرة والغنية والهامة، النفطية منها والبحرية تنهبها وتتخطفها الأطماع الاستعمارية الأجنبية واللصوص والعملاء من الداخل والشركات الاستثمارية الأجنبية التي تنهب ملايين البراميل من النفط والغاز دون أن يستفيد الشعب اليمني من عائداتها أي شيء، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني منذ عقود من الزمن نتيجة الفساد المستشري في أوساط الأنظمة العميلة والفاسدة التي حكمت في الماضي ونتيجة الأطماع الاستعمارية الخارجية التي تعمل بكل الطرق على نهب الثروة اليمنية يعيش المواطن اليمني حالة اقتصادية صعبة تفاقمت وازدادت خلال هذه السنوات بسبب العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر منذ ثمان سنوات والذي صنع أكبر وأسوأ كارثة إنسانية في العالم بحق أبناء الشعب اليمني من خلال العدوان العسكري والحصار الاقتصادي ولكن طول أمد الصراع وإصرار الشعب اليمني الصامد على الدفاع عن وطنه وحريته واستقلاله وقضيته المحقة وثقته القوية بالله وامتلاكه لعوامل القوة والعزيمة المتمثلة في القيادة الحكيمة والشجاعة والهوية الإيمانية والثقافة القرآنية الجهادية التي صنعت جيشاً قوياً وأسلحة متطورة ومتنوعة تم تصنيعها وتطويرها في الداخل غيّرت موازين المعركة وخلقت معادلات جديدة كسرت شوكة الغزاة المعتدين وحرست الثروة اليمنية وقطعت الطريق على اللصوص.
اليوم نستطيع القول إن أطماع الغزاة المعتدين وأحلامهم الاستعمارية تحطمت وفشلت أمام عزيمة وقوة الشعب اليمني الصامد وقواته المسلحة وإن الثروة اليمنية باتت محروسة تحميها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والمجنحة اليمنية وقد كانت العملية العسكرية التحذيرية التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية للعدو في ميناء الضبة بحضرموت والتي طردت السفينة اليونانية وحالت بينها وبين نهب ملايين البراميل من الثروة النفطية اليمنية كانت عملية استراتيجية قوية، حيث وجهت للغزاة المعتدين والخونة العملاء والشركات الأجنبية صفعة قوية ووجهت لهم رسالة عسكرية شديدة مفادها أن الثروة اليمنية ليست مستباحة بعد اليوم فهناك من يحرسها ويحميها ويمنع كل الأيادي التي تريد نهبها والعبث بها، فهي ثروة الشعب اليمني في الشمال والجنوب وهو أحق بها، وما بعد العملية التحذيرية لن يكون كما قبل ومن يريد أن ينهب الثروة اليمنية ويسلب الشعب اليمني حقوقه المشروعة فعليه أن يدرك أن ذلك لم يعد ممكناً فالموازين والمعادلات تغيرت وحقوق اليمنيين تحميها قواتهم المسلحة وهي قادرة بعون الله على ذلك ولها الحق كل الحق في ذلك.
المصدر: موقع أنصار الله