نقل التكنولوجيا لا يعني نقل الآلات والمعدات فقط، وإنما امتلاك المعرفة والقدرة على التشغيل والتطوير وُصُـولاً إلى الاستنساخ للتقنية ثم الابتكار للتكنولوجيا والتحديث المُستمرّ بحيث تصبح صناعة تعتمد على المدخلات والطاقات والخبرات المحلية.
أصبحت التكنلوجيا هي الوسيلة الأكبر تأثيراً في عالمنا المعاصر إلى الحد الذي أصبح معيار تقدم ورقي أي بلد هو بما تمتلكه من قدرات في تصنيع التكنلوجيا وقد أدركت معظم الدول أن الحرب التي تقوم بين الدول لم تعد حرب أفراد وإنما حرب تكنولوجيا ومن المعروف بأن الأسلحة في عالمنا المعاصر أصبح تأثيرها يعتمد على مكونات هذه الأسلحة من التكنولوجيا فمن يمتلك تقنيات أحدث بإمْكَانه أن يتفوق عسكريًّا إذَا ما افترضنا ثبات المتغيرات الأُخرى المرتبطة بالجانب الروحي وليس المادي مثل مسألة الحق مقابل الباطل والمؤمنين مقابل غير المؤمنين وهذا لا يعني أننا لا نسعى لامتلاك التكنولوجيا التي تكون سبباً وعوناً بعد الله للنصر في معاركنا سواءً العسكرية أَو الاقتصادية والعمل لتقليص الفجوة التكنولوجية التي تفصلنا عن غيرنا من الدول المتقدمة والتي عادة ما تحرص على احتكار التقنيات الحديقة.
وهنا يجب أن نمتلك استراتيجية وطنية لنقل وتوطين التكنولوجيا تكون أهم مضامينها هي توجيه التعليم بما يواكب العصر واحتياجات سوق العمل الذي أصبح في الغالب يتطلب مهارات فنية لإدارة بيئات العمل المختلفة سواءً في مصانع أَو مؤسّسات أُخرى والاهتمام بالبحوث العلمية المولدة للتكنلوجيا هذا جانب، ومن جانبٍ آخر تقييم الوضع الحالي واكتشاف الفجوة التكنولوجية في مختلف القطاعات حتى نتمكّن من معرفة احتياجنا من التكنولوجيا بحيث تناسب احتياجاتنا وتلائم بيئتنا الاجتماعية والاقتصادية وَأَيْـضاً ظروفنا السياسية والأمنية حتى يكون اختيارنا لنوع التقنية موفقاً ويمكن تطويعها طبقاً لما تفتضيه الحاجة ومن خلال هذه الاستراتيجية يمكن أن نمتلك التكنولوجيا التي تتيح لنا التوطين لها ومن ثم التطوير والاستدامة والابتكار المتجدد، قطعنا شوطًا كبيرًا في امتلاك التكنلوجيا الحديثة وتطويرها وتحويرها بما تفتضيه الحاجة خَاصَّةً في جانب التصنيع العسكري ولدينا القدرة بعد الاستعانة بالله أن نحدث طفرة ونقلة نوعية في جانب الصناعات المدنية أَيْـضاً عند التخطيط الاستراتيجي لنقل وتوطين التكنولوجيا وتشجيع الابتكار وتبني المبدعين والتي بدأت بها الهيئة العليا للعلوم والتكنـولوجيا والابتكار في خطوات مدروسة وواعية ومخطّط لها في تنمية وتبني واكتشاف المبدعين وتشجيعهم ووضع الخطط التي تنمي جانب الابتكار والإبداع كانت الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار هي الحلقة المفقودة التي تربط جانب الإبداع والابتكار بالجانب الرسمي والمؤسّسات المعنية وترجمة الأفكار إلى واقع سنشهد نتائجه قريباً إن شاء الله تعالى.
المصدر: موقع أنصار الله