التصعيد اليمني بمرحلته الرابعة: البحر المتوسط مغلق؟
العين برس/ تقرير
أعلن اليمن عن بدء مرحلة الرابعة من التصعيد، تُحكم فيها صنعاء الخناق بحرياً على كيان الاحتلال خاصة بإيرادات ميناء إيلات. هذه العمليات التي سيتسع نطاقها ليشمل حركة الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، تكشف عن التغير النوعي لطبيعة الصراع في تلك المنطقة بعد أن واجهت صنعاء دولاً كانت تقدم مساندة لوجستية لتمرير سفن بطرق ملتوية إلى البحر المتوسط ومنها إلى “إسرائيل”، ورفعت من مستوى التهديد بما يتناسب مع أهدافها التي أقر المسؤولون الغربيون والإسرائيليون، بأنها تتحقق.
أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيان “البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد البحري ضد الكيان الصهيوني، وذلك باستهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الاسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدي القوات المسلحة”. مشدداً على أنه “في حال اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فإن القوات المسلحة ستقوم بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أيّ جنسية كانت، وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغض النظر عن وجهتها”.
بالتالي، تتقسم المرحلة الرابعة إلى قسمين: القسم الأول دخل حيز التنفيذ، يهدف لضرب حصار كامل على كيان الاحتلال والسفن المتجهة إليه من كافة الممرات البحرية بما فيها باب المندب والبحرين الأحمر والعربي وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط. والقسم الثاني يرتبط بمستجدات الغزو الاسرائيلي لرفح ومستجدات الميدان، حيث نفى قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن يكون وقف العمليات العسكرية اليمنية بنجاح المفاوضات الجارية مؤكداً ان وقفها متعلق بوقف الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة. وهذا ما يجعل من المرحلة الرابعة من التصعيد ورقة ضغط قوية جداً في يد الوفد الفلسطيني المفاوض.
الواقع، أن الدوافع الكامنة وراء الإعلان عن بدء المرحلة الرابعة لا يرتبط بالسلوك الإسرائيلي فقط، بل بمبادرة بعض الدول لمساعدة السفن لاجتياز المناطق البحرية المحظورة. وتقول مصادر مطلعة لموقع “الخنـادق” أن اليمن كان قد وجه تحذيراً مباشراً للشركات والسفن التركية التي تساعد بمرور السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأبيض المتوسط. وتوضح المصادر نفسها أن “القرار التركي بقطع العلاقات الاقتصادية مع الكيان جاء قبل يوم واحد من اعلان اليمن بدء المرحلة الرابعة وهذا يعود بأحد أسبابه للرسالة اليمنية التي وصلت إلى أنقرة”.
ويأتي هذا الإنذار على خلفية مرور عدد من السفن أكدت لصنعاء بأنها تتجه إلى قناة السويس وتركيا، حتى يسمح لها بالمرور من البحر الأحمر لكنها أكملت إلى موانئ فلسطين المحتلة، وهذا ما دفع بالقوات المسلحة الى استهدافها في طريق عودتها.
وتعتقد المصادر، أن “التحذير اليمني كان أحد اهم الأسباب الذي دفع بأنقرة إلى اتخاذ هذا القرار على اعتبار أن منع السفن سيكون أمراً واقعاً ولذلك قامت باستمرار الأمر على طريقتها الخاصة”.
على المقلب الآخر، وبعدما أثبتت التجربة فشل “تحالف حارس الازدهار”، وعدم قدرة الولايات المتحدة بحصر رقعة الصراع والحؤول دون توسعه، تستمر المحاولات الأميركية البريطانية في اشعال الجبهات الداخلية اليمنية وقد رصدت عمليات إعادة تموضع عسكري في جبهات الضالع والبيضاء ومأرب وغيرها من خطوط التماس.
وبحسب مصدر أمني تحدث لوكالة سبأ، “تم القبض على جواسيس يتبعون كياناً استخباراتياً يدعى “قوة 400″ بقيادة الجاسوس المطلوب للعدالة عمار عفاش”. مضيفاً أن “مهمة الجواسيس كانت جمع معلومات ورصد مواقع تابعة للقوات المسلحة اليمنية في الساحل الغربي لصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي”. موضحاً أن “جواسيس (قوة 400) قاموا برصد وجمع معلومات عن أماكن إطلاق الصواريخ والطيران المسير المستهدفة للعدو الصهيوني”.
المصدر: موثع الخنادق