يبدو أنه مع مرور الأيام والشهور والسنين واستمرار العدوان الهمجي السافر على اليمن تتكشف الكثير من الحقائق ليتضح معها أن البائعين ديناً والمغدورين حقاً هم جوقة العملاء والمرتزقة الذين صدقوا بأن دول التحالف بزعامة السعودية جاءت لنصرتهم ومن أجل إعادتهم إلى كرسي الحكم ، ولم يتنبهوا إلى ليات أم رجال ، كما جاء في ذلك المثل أن رجلاً دعا أرحم الراحمين أن يمكنه من صيد غزال وقال ( إن تمكنت من صيد الغزال يا أرحم الراحمين فسأخذ نصفه والنصف الباقي أهبه لك ، وبالفعل تمكن من صيد الغزال وشقه نصفين بحسب النذر ، لكن نفسه الأمارة بالسوء دفعته للتحايل ووضع النصف الآخر في الاتجاه الثاني من الصخرة ، ثم التف على الصخرة وأخذ النصف الثاني وهو يقول ما أدراك يا أرحم الراحمين بليات أم رجال ).
وهذا هو وضع أصحابنا من اليمنيين الذين لم يتنبهوا لنوايا المعتدين الخبيثة ، رغم أن الشواهد تتعاقب أمامهم واحدة تلو الأخرى ، وآخرها ما حدث للأسف في قاعدة العند ، هذه القاعدة التي أنفقت السعودية مليارات من الدولارات لمعرفة ما بداخلها فقط ها هي تدخلها سلاماً بسلام وفي وضح النهار وأمام مرأى ومسمع من يسمون أنفسهم الشرعية ، إنها قمة المهانة والمهزلة !!؟ بالذات عندما نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً ونستعيد تلك البيانات والتصريحات الصارخة التي أطلقها من يسمون أنفسهم بالانتقالي سواءً الزبيدي أو من هو أدنى منه ، لقد تفاخروا كثيراً بأنهم استولوا على قاعدة العند واعتبروه إنجازاً لا يوازيه إنجاز ولم يعرفوا أو لم يتبادر في أذهانهم أنهم مجرد محلل لصاحب النوايا المبيتة ، وها هي السعودية تطردهم من القاعدة كما تطرد الكلاب من جحورها ، والغريب أنهم لا يزالون يصدقون بأن هؤلاء الناس جاءوا لخدمتهم ، فقد وجهت السعودية بنقل مقاتلي الانتقالي ، أقول مقاتلي تجاوزاً وإلا فهم دُمى تحركهم السعودية كما تريد والإمارات كذلك ، فها هي ذي الحاكمة الفعلية تأمر بإخراجهم من العند ونقلهم إلى حضرموت ، ليقوموا بنفس الدور ويمهدوا الطريق للقوات الغازية لكي تدخل حضرموت بسلام ، وهكذا فعل طارق وقواته ويفعل اليوم في شبوة فهو مجرد محلل يُمهد الطريق لقوات الإمارات لكي تستولي على شبوة ، لا لتبقى فيها ولكن لتسلمها لأصحاب النوايا الخبيثة الحقيقيين وهم الفرنسيين ، وكذلك الحال بالنسبة لقاعدة العند فالسعودية ليست إلا محللاً يُمهد الطريق للقوات البريطانية لكي تعود إلى العند هذه القاعدة العنيدة التي كانت بريطانيا تحلم بمجرد عبور البوابة ، لكنها اليوم بخسة العملاء وحقارة النظام السعودي ستدخل إلى هذه القاعدة رافعة رايات النصر ، فيا لها من مهزلة ويا لها من شرعية !!؟ تراهن على كل شيء حتى الوطن ومقدراته في سبيل البقاء والحصول على المال المدنس ، وهذا ما حدث بالفعل في بعض الجزر اليمنية التي كانت الإمارات قد تواجدت فيها ، فالمعلومات الأكيدة تُشير إلى أنها كانت مجرد حصان طروادة ، ثم سلمت كل شيء للعدو الصهيوني ، تخيلوا جزراً يمنية ضحى من أجلها أبناء هذا الشعب وطردوا منها الغزاة الغازي تلو الغازي واليوم يتواجد فيها أخبث البشر وهم اليهود ، عن طريق تآمر من يدعون أنهم عرب «الإماراتيين» لقد بلغ السيل الزُبا حقاً ولم يعد هناك أي مجال للمساومة أو السكوت وعلى قيادة المسيرة أن تضع المحفزات الفعلية التي تجعل كل مواطن يمني يبذل روحه وماله من أجل الدفاع عن هذه الأرض المقدسة ، والمطلوب حل المشاكل الداخلية وتجاوز كل ما يُعيق النصر وهي بسيطة إذا خلصت النوايا ، فكل مواطن يمني يعرف أين مواطن الفساد وأين الخلل ، ناهيك عن مؤسسات الدولة .
نحن جميعاً نعلم أن الحقد السعودي على اليمن وعلى كل ما هو يمني متأصل ولا يمكن اقتلاعه إلا بوقفة جادة من كل اليمنيين، والغريب في الأمر أن الإمارات التي كان اليمنيون يعتقدون في شيخها السابق زايد ويعتبرونه من أصول يمنية دخلت على الخط وأصبحت تراهن على مناطق كثيرة ، وكلهم للأسف يتخذون من العملاء والمرتزقة مجرد وسيلة يبذلون الأرواح لا من أجل إحراز نصر ذاتي لهذا الطرف أو ذاك ، ولكن لتمهيد الطريق أمام الدول الغازية لتُحقق رغباتها الخبيثة ، هذا الأمر بحاجة إلى تلاحم حقيقي يجعل كل اليمنيين في خندق الدفاع عن الوطن ، أي أن يتحول الجميع إلى جيش عرمرم يلقن الأعداء الدروس ويُبدد أحلامهم الخبيثة ، فهل نعي جميعاً فداحة الأمر وما وصل إليه ؟! نحن بحاجة إلى درجة عالية من الوعي والإدراك لمعرفة ما يخبئه لنا الأعداء ، وكشف النوايا الخبيثة التي تحاول احتلال اليمن من جديد أو إعادتها إلى بيت الطاعة كما كانت وهذا من سابع المستحيلات بإذن الله ، نسأل الله النصر والتوفيق والتأييد للمجاهدين الأبطال ، والله من وراء القصد ..
المصدر: أنصار الله