الاحتلال يلوحُ مجدداً بعملية عسكرية في شمال الضفة.. فما الجديد في جعبته؟
العين برس/ تقرير
في ظل تزايد العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة تدرس المنظومة الأمنية الصهيونية، في الأيام الأخيرة، تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة المحتلة (جنين ونابلس).
العديد من وسائل الإعلام العبرية سلطت الضوء مؤخراً على إمكانية قيام جيش الاحتلال بشن عملية عسكرية في “جنين ونابلس”، إلا أن هذا التوجه وبحسب القناة 12 العبرية لا زال ينتظر الضوء الأخضر من رئيس وزراء كيان الاحتلال بينيامين نتنياهو.
فالأزمة الداخلية التي تواجه حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو والخلاف القضائي بالإضافة لضغط عمليات المقاومة على هذه الحكومة وبعض المعطيات الميدانية، تشير إلى أن الاحتلال قد يقوم بعملية عسكرية في شمال الضفة المحتلة، بحسب بعض المختصين.
الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عبد الرحمن، اعتقد أنه بالرغم وجود نوايا للاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية في الضفة المحتلة، إلا أن الأوضاع مُعقدة في الضفة المحتلة من عدة نواحي ميدانية وسياسية وعلى صعيد الوضع الداخلي “الإسرائيلي”
أزمة الاحتلال الداخلية
وأشار عبد الرحمن إلى أن هناك إمكانية لذهاب حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو للمبادرة باتجاه عملية عسكرية في الضفة المحتلة؛ لأن ائتلافه “اليمين المتطرف” يعاني من أزمة سياسية حقيقية.
وقال عبد الرحمن: “بعد أن انفجرت العديد من المشكلات الداخلية مؤخراً في وجه نتنياهو، مبيناً أن الأخير تفاجأ بأن هذه المشاكل أكثر من أن يحتويها سواء على المستوى السياسي الداخلي أو على مستوى المؤسسة العسكرية الصهيونية”.
ضغط المقاومة
ورأى أن ضغط المقاومة الفلسطينية وعملياتها الجريئة في الضفة الغربية وخاصة في شمالها جعل المؤسسة الأمنية “الإسرائيلية” تشعر بحالة من الخوف والقلق.
وأشار عبد الرحمن إلى أن هناك دور كبير في هذا التوجه من الاحتلال لنتائج عمليات المقاومة الأخيرة بالإضافة لعدد القتلى الذي وصل العام الماضي لـ32 قتيلاُ وهذا العام 18 قتيل، أو من حيث استهداف هذه العمليات لوسط الكيان والعديد من المستوطنات والطرق الرئيسية في الضفة.
معطيات ميدانية
ولفت المحلل، إلى أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن الاحتلال ينوي تنفيذ عملية عسكرية، من خلال المناورة الضخمة التي عقدها الاحتلال والتي بعنوان “اللكمة القاضية”، منوهاً إلى أن الاحتلال لأول مرة يستخدم المدرعات والدبابات خلال مناواراته في شمال طولكرم وقرب منطقة جنين وهو لم يحدث منذ 21 عاماً.
وأشار عبد الرحمن إلى أن جيش الاحتلال ينشر حالياً في الضفة الغربية المحتلة حوالي 60 % من قوات الجيش، أي أن 80 ألف جندي في الضفة المحتلة هو عدد مهول، حيث يتركز تواجد هذه القوات حول المدن في ظل عدم وجود منجزات الاحتلال، ورغبة الاحتلال في قتل واعتقال ما يمكن اعتقاله في “حملة عسكرية جديد”.
من جانبه، اعتبر المختص في الشأن “الإسرائيلي”، عصمت منصور” أن تهديدات الاحتلال بشأن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة ليست جديدة، وتأتي في سياق المناخ التحريضي لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بينيامين نتياهو ضد المقاومة في الضفة.
الاحتلال يعاني من مأزق
واعتقد منصور في حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: ” أن هذه التهديدات تعبر عن عمق المأزق الذي يعاني منه المنظومة الأمنية والعسكرية والمؤسسة السياسية “الإسرائيلي”؛ لأنه لو كان الخيار العسكري خيار سهل ومأمون للاحتلال لكان لجأ إليه منذ مدة من الزمن”. بحسب قوله
ورأى أن تهديدات الاحتلال تدل على أن الاحتلال يعيش مأزق بأن المقاومة في الضفة لا زالت تتنامى، ولم تحقق العملية العسكرية التي سميت بـ”كاسر الأمواج” أي من أهدافها منذ عام ونصف بوقف عمليات المقاومة أول تقليل حدتها.
إظهار امتلاك خيارات
وقدر منصور أن هذه التهديدات من الاحتلال تأتي في إطار التلويح وإظهار امتلاك خيارات للتعامل، مشيراً إلى أن الاحتلال عاجز عن التقدم للأمام أو التراجع خطوة للخلف.
كما اعتقد المختص، أن ذهاب الاحتلال “الإسرائيلي” لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة الضفة الغربية لا يضمن وقف عمليات المقاومة.
وقال منصور: “الاحتلال وحكومته لا يمتلكون سوى القبضة الأمنية والأداء العسكرية في مواجهة تنامي المقاومة في الضفة المحتلة، فمن الطبيعي أن نسمع مثل هذه التهديدات”.
اقتحامات مُكلفة
وأشار إلى أن عنفوان وقوة تصدي المقاومة لقوات الاحتلال عند دخولها مدن الضفة جعلت من اقتحامات الاحتلال عمليات محفوفة بالمخاطر وكبدت الاحتلال خسائرة كبيرة، مشيراً إلى أن ذلك يحدث من خلال التطور النوعي في العبوات الناسفة واستخدام أساليب جديدة، وهذا ما يزيد من كلفة الخيار العسكري سواء سياسيا أو عسكرياً.
فشل “إسرائيلي”
ومن ناحيته، رأى المختص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، أن تسريب الاحتلال “الاسرائيلي” أنه بصدد إطلاق عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة تحديداً نابلس وجنين يدل على فشله في كبح جماح المقاومة المتصاعدة في الضفة خلال الفترة الماضية.
واعتقد نصر الله في حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن مأزق الاحتلال الأمني في الضفة قائم، مبيناً أنه في معركة ثأر الأحرار، فشل العدو بقطع التواصل المقاوم بين غزة والضفة.
ورأى المختص، أن الاحتلال يحاول إيجاد سبل لكبح جماح المقاومة في شمال الضفة، موضحاً خشية الاحتلال من توسع هذه المقاومة في الضفة المحتلة وزيادة تمددها وامتلاكها قدرات أعلى مما تمتلكه الآن، وبالتالي ستستطيع الأثير على “الجبهة الداخلية” للاحتلال.
توسع دائرة النار
وقدّر نصر الله أنه حال انطلقت هذه العملية وبالشكل الذي يحاول الاحتلال الإيحاء به، بأنها قاسية، قد تؤدي إلى توسع دائرة المواجهة، وقد يرتكب العدو خطأ في التقدير، مؤكداً أن هناك معادلة سنت في غزة: مخيم جنين يعني (سيف القدس2).
وبخصوص وحدة الساحات في المنطقة، اعتقد أن التحذير الذي أطلقه السيد حسن نصرالله من خطأ في التقدير في الضفة الغربية المحتلة من الاحتلال الصهيوني، ما يعني الضفة المحتلة ضمن حسابات “وحدة الساحات”.
وختم نصر الله: “توجه العدو نحو عمل عسكري، كما يقول، مُحاط بمعادلات إقليمية، يجب أن يأخذها بعين الاعتبار”.
ويُشار إلى أن مراسل قناة كان العسكري روعي شارون، قال أمس: “هناك قناعة لدى “الشاباك” والجيش “الإسرائيلي” أنه من الضروري زيادة حدة العمليات الهجومية في شمال الضفة وخاصة جنين، بعد فشل سياسة عمليات الاغتيال وعدم تحقيق أهدافها”.
وأضاف شارون: ” هناك زيادة في عمليات إطلاق النار ضد الجيش “الإسرائيلي” لذلك يمكن الافتراض أننا سنذهب في عملية عسكرية في منطقة جنين”.