الاحتلال الإماراتي لسقطرى.. تحويل الجزيرة إلى قاعدة إسرائيلية
العين برس/ مقالات
عباس القاعدي
يواصل الاحتلال الإماراتي العبث بجزيرة سقطرى، متحكماً بكل شؤون الحياة هناك، ومستحوذاً على كل مقدراتها. وخلال السنوات الأخيرة تعزز الوجود الأمريكية بالجزيرة، بمساعدة وتنسيق وتسهيل واضح من قبل أبو ظبي، والمليشيا التابعة لها من المجلس الانتقالي الجنوبي.
تقع جزيرة سقطرى على البحر العربي، وهي من أهم الجزر المطلة على المحيط الهندي، ومن يسيطر عليها، فإن بمقدوره السيطرة على مضيق باب المندب، وعلى منطقة القرن الإفريقي برمته، فهي منطقة استراتيجية، وغنية، ومليئة بالثروات والمعادن، وفيها أشجار نادرة، وموقعها استراتيجي وفريد من نوعه.
ولهذا تبقى سقطرى جوهرة البحر العربي ودرة المحيط الهندي، يمنية الهوى والهوية، لما حباها الله من مميزات طبيعية خلابة ومناخ صحي نقي، كما تمتاز بعدد من الأشياء النادرة منها سواحلها المتعددة التي تربط البحر العربي بالمحيط الهندي وكذلك تنوعها المناخي المعتدل شتاء والحار قليلاً صيفاً، وجمال تضاريسها الجبلية الأخاذة التي تأسر الألباب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
وتبلغ المساحة الكلية للجزيرة نحو 3052 كيلو متر مربع فيما عرضها نحو 42 كيلو متر تقريباً، وفيها نحو أكثر من 300 نوع من أنواع النباتات، والأشجار النادرة التي لا مثيل لها في سطح الكرة الأرضية، ناهيك عن الطيور النادرة هي الأخرى بعشرات الأنواع لا توجد إلا في سقطرى وحدها على المستوى العالمي.
انتهاك للقبيلة في الجزيرة
وعلى مدى السنوات الثمان الماضية من الاحتلال الإماراتي السعودي السافر للجزيرة، عانى سكانها من الحرمان والاضطهاد والقمع، والتدخل في كافة شؤونها.
ويقول محافظ عدن في حكومة تصريف الأعمال طارق سلام إنه ” كان للقبيلة السقطرية خصوصاً والجنوبية عموماً حضور مشرف وقوي يعكس الإرادة اليمنية القوية في رفض التواجد الأجنبي”.
ويضيف: “لقد شاهدنا وسمعنا العديد من التصريحات المنددة بالانتهاكات الإماراتية والحضور العسكري الخارجي، وكان لهذه المواقف الأثر الكبير على مجريات الأمور والأطماع الأمريكية الصهيونية الإماراتية وارتأت أن لابد من ايقاف هذا الزخم القبلي ووقف تصعيده”، مشيراً إلى أننا اليوم أمام
تجاوزات خطيرة تستهدف القيم المجتمعية اليمنية، والأعراف القبلية ناهيك عن كون الاحتلال الذي ينتهك السيادة اليمنية، ويتمتع بكامل الحقوق والامتيازات على الأراضي اليمنية هو نفسه من يصدر هذه القرارات المستفزة للقبائل ومشايخها الأحرار، ويسعى إلى إلغاء أي دور للقبيلة وللمجتمع اليمني في إدارة شؤون بلاده، وهذا شيء لم يشهد له مثيلاً، ويتطلب موقفاً قبلياً وشعبياً كبيراً لوقف هذه التجاوزات الإماراتية المهينة والتي تعتبر ممهدة لقرارات قادمة تستهدف كافة القبائل الجنوبية.
وبحسب سلام فان ما يحدث في سقطرى وبعض المحافظات المحتلة، ومن نفس العدو، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام تحولات كبيرة تشهدها المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال في مواجهة المحتل الاماراتي، ووضع نهاية لكل ما يسعى إليه على حساب الشعب اليمني، وقبائله الحرة الشامخة.
التحكم في مسارات التجارة
وعن التدخل الإماراتي في شؤون قبائل جزيرة سقطرى والعادات والتقاليد فيها بشكل خاص، من خلال مرتزقة الانتقالي، يرى سكرتير دائرة الحقوق والحريات بالمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي الدكتور محمد النعماني أن كل ما تقوم به الامارات ومرتزقتها في سقطرى، بتوجيهات أمريكية صهيونية، هو تدخل إماراتي مباشر في شؤون قبائل الجزيرة، والتي كان آخرها قرار ما يسمى محافظ سقطرى المرتزق رأفت الثقلي، بشأن صفة شيخ المشايخ، وهذا يعتبر تهديداً للقبائل التي ترفض الاحتلال والتواجد الأجنبي الاماراتي، وكذلك محاولة لإضعاف دور القبائل في مواجهة النفوذ الإماراتي المتزايد داخل الجزيرة، وتسهيل السيطرة الإماراتية عليها.
ويقول إن كل محاولات دويلة الاحتلال الاماراتي وتدخلها في الشؤون القبيلة ومحاصرة المواطن في الجزيرة وتجويعه، تمهيداً لتسليم الجزيرة بشكل كامل لكيان العدو الصهيوني الأمريكي المحاصر من قبل القوات المسلحة اليمنية، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية صهيونية، وفق موقعها الاستراتيجي وسواحلها المتعددة التي تربط البحر العربي بالمحيط الهندي، تتحكم في مسارات التجارة الدولية ما بين الشرق والغرب، ولهذا فان السيطرة على باب المندب وجزيرة سقطرى من أهم أهداف العدوان غير المعلنة التي تخدم المشروع الاستعماري التوسعي للصهيونية العالمية والمتمثل بتمكين اسرائيل من السيطرة على كل المنافذ البحرية الاستراتيجية والحساسة في المنطقة والعالم.
وبحسب النعماني فان كل ما تقوم به دويلة الاحتلال الاماراتي ومرتزقتها في الجزيرة، فهو ضمن المخطط الأمريكي الهادف إلى إحداث شرخ اجتماعي بين مختلف قبائل سقطرى يؤدي إلى صراع عسكري، وافساد حالة التعايش السائد بين أبنائها، ولهذا فان دويلة الاحتلال تحاول أن تفتعل واقعاً جديداً بين القبائل المساندة للشعب الفلسطيني، والمناهضة للاحتلال، وتثير الصراع بينها، واضعاف دورها في القضية الفلسطينية، من أجل السيطرة على منطقة البحر العربي، وخليج عدن والتحكم في الجزر اليمنية لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي والسيطرة على الممرات المائية اليمنية لحماية الكيان الصهيوني.
بناء قواعد عسكرية جديدة:
وفي إطار العمليات العسكرية التي تحققها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والعربي والهندي وخليج عدن، ضد السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، والسفن التي تتجه إلى موانئ فلسطين المحتلة، أو التي تحاول أن تخترق قرار الحضر، يؤكد الدكتور النعماني أن الإمارات تسعى إلى افتعال صراع قبلي تهدف من خلاله إلى تحقيق أطماعها الاستراتيجية في السيطرة على الممرات المائية، ونهب الثروة اليمنية كالنفط والغاز والمعادن بمختلف أنواعها والذهب خدمة لكيان العدو الصهيوني، ولهذا فان ما تقوم به دويلة الاحتلال في المحافظات المحتلة، فهو وفق توجيهات أمريكية لدعم الكيان الصهيوني، من خلال اقحام نفسها في العديد من المشاكل في المحافظات المحتلة والصراع مع لقبائل.
وكذلك تحاول من خلال افتعال المشاكل والصراع مع القبائل، في جزيرتي سقطرى وميون ومنطقة الساحل الغربي ومناطق الجنوب المحتل، أن تشرك نفسها في أي تسوية سياسية قادمة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وباب والمندب على اعتبار أن حكومة صنعاء استطاعت تحقيق العديد من الانتصارات وفرضت قواعد اشتباك جديدة في صراع، على فرض السيادة الوطنية على الممرات المائية اليمنية، وعلى البحار المتعددة، وكذلك في صراع تقاطع المصالح الاستراتيجية الدولية حول السيطرة على تلك الممرات البحرية في البحر الأحمر، وخليج عدن والمحيط الهندي، ولهذا فان ما تقوم به دويلة الاحتلال الاماراتي في سقطرى مع القبائل، من أجل مواصلة بناء قواعد عسكرية جديدة لكيان العدو الصهيوني والتحكم في البحر العربي والمهيد الهندي.