الأمين العام لمجلس الشورى.. حزب الله شريك أساسي لليمن في مواجهة الأعداء
العين برس/ متابعات
أيمن قائد
عكست كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الخميس الماضي عدة جوانب مهمة تتعلق بالوضع السياسي والعسكري في المنطقة، وكذلك العلاقات بين اليمن ولبنان، وخاصة فيما يتعلق بحزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله. وأفرد السيد القائد مساحة للحديث عن شهيد المسلمين والانسانية السيد نصر الله، وسجاياه، والمقومات التي يمتلكها، مؤكدا أن المصاب جلل، والخسارة كبيرة. وفي السياق يقول الأمين العام لمجلس الشورى القاضي علي يحيى عبد المغني إن السيد القائد عبد الملك الحوثي _يحفظه الله_ أكد على أن حزب الله لن ينهار رغم استشهاد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وهذا يعكس ثقة السيد القائد الكبيرة في قدرة الحزب على الاستمرار في مواجهة كل التحديات، كما واجهها من خلال مسيرته الجهادية الطويلة، ومع كل المنعطفات التاريخية التي مر بها، سواء كانت داخلية أو خارجية، مؤكداً أن حزب الله سيظل قوة جهاد ومقاومة رئيسية ضد الاحتلال الصهيوني، وله دور كبير في السياسة الإقليمية وفي التوازن على مدى سنوات.
ويصف السيد القائد الشهيد السيد حسن نصر الله بأنه “شهيد فلسطين والقدس والأقصى والإسلام والإنسانية” وهذا يعكس مدى تأثره من رحيل هذه الهامة الجهادية السامقة، كون الشهيد يتقاسم معه الكثير من الصفات والخصائص والمرجعيات التي لا يتسع المقام حصرها، كما أن استشهاده له تأثير كبير ليس فقط على مستوى لبنان، بل على مستوى الأمة الإسلامية بأكملها، لأن استشهاده يعتبر خسارة كبيرة على الأمة، غير أن سماحة السيد القائد أشار إلى أن هذا الاستشهاد سيزيد من ثبات الحزب وقوته، وهو ما سيعزز الروح المعنوية للمقاومة بشكلٍ عام.
ويشير كلام السيد القائد عبد الملك الحوثي على دعم اليمن للبنان_ كما يقول القاضي علي عبد المغني_على أن اليمن مساند للبنان دوماً، وهذا يعكس العلاقات القوية بين القيادة الثورية في اليمن وحزب الله في لبنان، وهذا الدعم يمكن أن يكون على مستويات متعددة، سواء كانت سياسية، عسكرية، أو معنوية، واليمن بقيادة السيد العلم، يرى في حزب الله شريكاً استراتيجياً ومهماً في مواجهة التحديات والمخاطر المشتركة، وخاصة ما يتعلق بمواجهة كيان الاحتلال الصهيوني، ضمن معركة طوفان الأقصى البطولية، وكذا مواجهة قوى الهيمنة والاستغلال العالمية في المنطقة ككل وإفشال مشاريعها ومخططاتها.
ويوضح أن الشهيد السيد حسن نصر الله يمثل رمزية إسلامية ويمتلك تأثيراً عالمياً وإقليمياً، وهذا ما أكده السيد القائد في كلمته الأخيرة، وهذه الرمزية تجعل من استشهاده حدثاً ذي تأثير كبير على مستوى العالم الإسلامي، وفاجعة لكل الأمة ما يتوجب عليها أن توحد صفوفها وترص بنيانها في هذا الاتجاه، في مواجهة كل المخططات التي تستهدفها، كون الخطط والمشاريع الاستعمارية الصهيونية الغربية الأمريكية لا تتعلق بحزب أو مذهب أو طائفة أو منطقة معينة، بل بكل الأمة، وهو الأمر الذي دائماً ما يؤكده السيد القائد في أكثر من مناسبة.
وفي إطار ارتقاء السيد نصر الله وفي سياق كلمة السيد القائد يشير القاضي علي عبد المغني إلى أن استشهاد السيد نصر الله لن يضعف المقاومة، بل سيزيدها قوة وثباتاً، وهذا يعكس رؤية استراتيجية طويلة الأمد والتي يرى السيد القائد فيها السبيل الأوسع إلى تحقيق النصر على الأعداء، فالأمة التي يكون قادتها هم أول الشهداء هي التي تنتصر، وفيما مواجهة الأعداء تعتمد على التضحية والفداء والصمود والثبات، وهو بذلك يدفع مجاهدي المقاومة بقوة إلى زيادة قدرتهم وتصميمهم على الفوز بالمعركة وتحقيق الأهداف التي ضحى السيد نصر الله من أجلها.
ويلفت إلى أن تصريحات السيد عبد الملك الحوثي تأتي في سياق معركة طوفان الأقصى، ودعم اليمن المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة، ولحزب الله، والعكس، وهذا يؤكد أن تحالفات اليمن الإقليمية تتجاوز الحدود الوطنية، وهو الأمر الذي يزيد من قوة فصائل الجهاد والمقاومة مجتمعة ضد كيان الاحتلال الصهيوني وضد السياسات الغربية الأمريكية في المنطقة.
ويعكس كلام السيد القائد قوة التضامن بين حركات الجهاد والمقاومة في محور الجهاد والمقاومة وفي المنطقة العربية والإسلامية، وهذا التضامن سيكون له التأثير الكبير على توازن القوى في المنطقة والإقليم والعالم عموماً، فمع تعاون هذه القوى لمواجهة كل التحديات المشتركة، من شأنه أن يسهم في تحقيق مبدأ توازن القوى، وبالتالي سيقضي على نظرية “أحادية القطب” الخاضعة للسيطرة والهيمنة الأمريكية الغربية.
و أراد السيد عبد الملك الحوثي توجيه رسائل متعددة من خلال هذه الكلمة، للداخل، تمثلت بالتمسك بالمبادئ الإيمانية والروح المعنوية العالية، وتأكيده على الثبات والصمود مهما بلغت التضحيات.. وللخارج، أرسل السيد رسالة واضحة بأن قوى الجهاد والمقاومة مستمرة وأن أية محاولات لإضعافها ستفشل، بإذن الله تعالى، حتى مع خسارة قاداتها بكل مستوياتهم.
ويرى القاضي عبد المغني أن كلمة السيد القائد حملت البعد الديني والأيديولوجي، من خلال استخدامه للرمزية الدينية والتي جاءت تأكيداً على شرعية المقاومة، بل ويجعلها جزءاً من النضال العربي والجهاد الإسلامي الأوسع، وهذه دعوة لشعوب الأمة لمزيد من التلاحم والدعم الشعبي والالتفاف حول المقاومة وتعزيز وحدتها، بكل عناوينها وايدلوجياتها الوطنية والقومية والدينية.
المصدر: المسيرة نت