العين برس – اليمن – تقرير
تحوُّلٌ دراماتيكيٌّ فرضته قواتُ صنعاء في سير المعارك الدائرة شرقاً، فقد فوجئ الجميعُ بسقوط مديريتي بيحان وعين في محافظة شبوة خلال وقت قياسي لم تتوقعه قوات التحالف والشرعية، الغارقة في الانتكاسات الميدانية، والخلافات مع أبناء قبائل بلحارث في منطقة عسيلان بشبوة
من أجل استمرار استحواذها على حقول النفط وعائداتها الكبيرة، والتي وصلت حَــدِّ تهديد أبناء القبائل باستهداف منازلهم بطائرات التحالف، حيث تحاصر تلك القبائل حقول النفط وتوقف عملية الإنتاج مطالبةً بخفض أسعار البيع للمواطنين وتخصيص نسبة من العائدات لمجالات التنمية في مناطقهم.
تقترب قوات صنعاء من السيطرة التامة على محافظتين استراتيجيتين (مَأرب وشبوة)، بتكتيكات عسكرية هجومية جديدة، يبدو أن آلة الحرب الكبيرة التي تمتلكها قوات التحالف والشرعية ليست مؤهلة لمجاراة خطط وتحَرّكات قوات صنعاء، ففي طريقها إلى إسقاط مديريتي بيحان وشبوة كانت أمامها عشرات الألوية والمواقع المزودة بكل أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة، ومع ذلك تهاوت وتساقطت كأوراق الخريف، وكانت أشبه بمحطات لتزويد قوات صنعاء بالعتاد العسكري بكل أنواعه، حيث اغتنمت الكثير من الأسلحة والذخائر من مخازن تلك الألوية والمواقع، الأمر الذي أربك الشرعية والتحالف على السواء، فلم يعد بإمْكَان قواتهما الصمود في أي جبهة أمام قوات صنعاء التي يبدو أنها بدأت مساراً جديدًا لن يتوقف، حسب مجريات المواجهات ونتائجها في مختلف الجبهات.
عجزت قوات التحالف والشرعية عن التعامل مع الهجمات المباغتة التي شنتها قوات صنعاء وسيطرت خلالها على مديريات عسيلان وبيحان وعين في محافظة شبوة، وتحاول تبرير فشلها بحُجج لم تقنع أحداً، الأمر الذي يعده مراقبون انكشافاً واضحًا لمن يقاتل؛ مِن أجلِ أهداف مشبوهة تخدم قوى طامعة في ثروات البلاد، وبين من يتحَرّك مستنداً إلى قضية واضحة وهدف نبيل عنوانه رفض انتهاك السيادة ونهب الثروات.
وكالعادة حين تُمنى قوات التحالف والشرعية بهزائم فادحة ميدانياً تلجأ إلى تحريك ورقتها الأخيرة التي تستخدمها سراً، أَو هكذا تعتقد، وهي ورقة التنظيمات الإرهابية المتطرفة (داعش والقاعدة)، حيث كشف محافظ مَأرب علي طعيمان، المُعين من سلطات صنعاء، أن التحالف يخطط للدفع بالمئات من عناصر داعش والقاعدة إلى مناطق في مديرية حريب بشبوة، حيث يتم استقدامهم من بعض المحافظات الجنوبية والشرقية، محاولين وقف تقدم قوات صنعاء وتغطية فضائح الانهيارات غير المسبوقة في صفوف قوات التحالف والشرعية، داعياً أبناء مديرية حريب إلى رفض ومنع ما أسماها بالعناصر التكفيرية من التمترس في مناطقهم، وكشفت مصادر محلية انتشاراً كَبيراً لعناصر القاعدة وداعش في مدينة المخا الساحلية يرتدون الزي الأفغاني، تم جلبهم إلى معسكرات تابعة للإمارات في مدينة المخاء، ويُرجح أنهم سوف يتوجّـهون إلى شبوة لإسناد قوات التحالف المنهارة هناك.
في السياق، لجأ التحالف إلى معاقبة المدنيين بغارات وحشية نفذتها طائراته ومدفعيته مستهدفة منازل وسيارات مواطنين في شبوة، كان آخرها قتل رجل وامرأة وإصابة أُخرى بجروح بليغة، اليوم، بقصف مدفعي لقوات التحالف استهدف منزلهم في مديرية رحبة بمحافظة مأرب، وهي رسائل يوجهها التحالف للمواطنين أشبه بحثهم على مقاومة قوات صنعاء ورفض استقبالها في مناطقهم، كما يقول مراقبون.
على الصعيد نفسه، وجّه أبرز مشايخ مديرية مراد بمحافظة مَأرب، الشيخ حسين حازب، دعوة إلى أبناء القبائل في مَأرب وشبوة إلى تسهيل مهمة قوات صنعاء وعدم اعتراضها، الشيخ حسين حازب، الذي يشغل منصب وزير التعليم العالي بحكومة صنعاء، وجه خطابه في تغريدة على تويتر، لقبائل حريب والجوبة والعبدية، موضحًا أن القادمين إليهم من قوات صنعاء هم إخوانهم، وأنه لم يعد هناك داعٍ لعرقلتهم، مُشيراً إلى أن هدف قدومهم ليس قضية شخصية مع أبناء القبائل بل طرد من أسماهم (الغزاة والمحتلّين) الذين يدنسون أرض مَأرب وينهبون ثرواتها ويضحون بأبنائها، مطالباً القبائل بتركهم يقومون بواجبهم في تطهير مَأرب، وأكّـد حازب أن منطقتي بيحان وعين، في قبضة جيش الدولة اليمنية، حسب وصفه.
ويرى مراقبون أن التحالف يخسر كُـلّ ما اعتقد أنه قد حقّقه في اليمن من شراء الولاءات والذمم، حيث بدأت تلوح في الأفق مؤشرات رفض بقائه في المناطق التي يسيطر عليها، حيث تهتف تظاهرات عدن وبقية المدن الجنوبية بشعارات مناهضة لسياساته ومطالبةً برحيله، وكان آخرها في محافظة حضرموت التي مزق أبناؤها صور القيادات الإماراتية في شوارع مدينة المكلا، متوعدين بتصعيد تحَرّكهم الثوري حتى طرد التحالف وأدواته، حسب الشعارات التي يردّدونها خلال احتجاجاتهم.
YNP – إبراهيم القانص