فشلت السعودية، الاحد، في تسويق الاتفاق مع ايران كانتصار في اليمن ..
يبدو ذلك بارزا في مواقف خبراء ومنظري السياسية الخارجية للمملكة..
وبدأت حالات من الإحباط تخيم على مفكري ومثقفي المملكة ومروجي سياستها الخارجية مع استدعائهم موقف “افتراضي” لقائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي ، يزعمون فيه موافقة السيد عبدالملك على كل مطالب السعودية في مفاوضات مسقط وترحيبه بأية اتفاقيات بين الأطراف في اليمن، مع أن السيد لم يخرج حتى اللحظة باي موقف معلن وهو الذي لطالما بثت مواقفه في كلمات متلفزة عبر قناة “المسيرة” الناطقة باسم حركته..
هذا الاستدعاء ليس الوحيد ، فقد شرع محللون سعوديين وكتاب وصحفيين بنشر التحليلات والتوقعات بشان موقف الحركة من الاتفاق الأخير ، وسط انقسام غير مسبوق بشأن ما اذا كان الاتفاق سيحقق اختراق لجدار الازمة من عدمه..
هذا الزخم الكبير الذي رافق اعلان الاتفاق بين طهران والرياض ، وتركيزه على الموقف اليمني وتحديدا في صنعاء، يعكس تلهف السعودية التي حاولت الباس حربها العمامة الإيرانية ، لموقف من صنعاء يمنحها الراحة النفسية بإمكانية تغيير في خارطة الوضع ، او على الأقل يقنعها بانها طرقت الباب الخطأ ..
وخلافا للأمنيات السعودية من نزول معجزة إيرانية في اليمن تأتي المواقف من قيادات عليا في الحركة صادمة وغير متوقعة فالجميع هناك رغم رؤيته للاتفاق بين السعودية وايران إيجابي على صعيد التوترات التي احدثتها المملكة في المنطقة بذرائع مواجهة ايران، إلا أن الجميع يؤكد تمسكهم بمبدأ عدم التفريط في اليمن على كافة الأصعدة ، مع التشديد على أن البلد الذي يتعرض لحرب وحصار في سياق مساعيه التحرر من النفوذ الأجنبي لا يتبع اية جهة ، ناهيك عن تجديد مبدأ الحل في صنعاء..
ربما تعتقد السعودية بان “ايران” التي رفعتها كيافطة لحربها الدموية على اليمن تملك ملف العقدة والحل، لكن الحقيقة التي يبديها الكثير من القيادات المؤثرة في صنعاء تؤكد غير ذلك، فالعلاقة مع ايران شانها كأية علاقة ندية قائمة على الاحترام المتبادل بين الدول، وليس ثمة ما قد يغير شيء سواء في التقارب بين طهران والسعودية، فاليمن وحدها كمن تتعرض للحرب والحصار ، وفق ما يراه محمد الحوثي عضو المجلس السياسي، وشعبها يخوض حرب مقدسة لتحرير بلده..
تدرك السعودية بان لا باب للحل في اليمن سوى صنعاء لكنها رغم ذلك تكابر باستدعاء اطراف خارجية عل ذلك يبقي نفوذها في هذا البلد مع أن نصائح الاشقاء قبل الاعداء كانت واضحة بان الطريق يبدا من قلعة اليمن الصامدة.
الخبر اليمني