كتب / محمد عيدروس العمودي
يبدو أن القدرات العسكرية الإيرانية في المجمل قد وصلت إلى ذروتها خلال الآونة الأخيرة ، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الضربات الصاروخية العنيفة على الكيان الإسرائيلي والتي شاهدها العالم أجمع .
إن الميزة التي يمكن إضافتها لقوة تلك الضربة التي استهدفت معسكرات ومطارات الكيان ، هي دقة تلك الصواريخ وذهابها للأهداف التي حددت لها بسلاسة ويسر ، ناهيك عن عجز ” القبة الحديدية ” على التصدي لتلك الصواريخ من خلال مقاطع الفيديو التي انتشرت حينها وأكدت ذلك .
يأتي هذا التطور العسكري الصاروخي على الرغم من الحصار الخانق الذي تعاني منه الجمهورية الإسلامية، لكنها ورغم ذلك تحافظ على إمكاناتها في مختلف المجالات العسكرية وحتى الإقتصادية والصناعية .
وبحسب التصنيف السنوي للقوة العسكرية Global Firepower لعام 2024، تحتل إيران المرتبة الـ 14 (للمقارنة، تحتل إسرائيل المرتبة الـ 17) وهي من بين أكبر 15 قوة عسكرية في العالم، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في التصنيف الدفاعي الإقليمي. وبلغت الميزانية العسكرية الإيرانية 6.8 مليار دولار في عام 2021 (2.19% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد)، بحسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام .
من الصعب إجراء تقييم مستقل لحجم الترسانة الصاروخية الإيرانية، نظرا لعدم وجود معلومات موثوقة عن عدد الصواريخ.
لكن، ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن إيران تمتلك “أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في المنطقة”، وتعمل بشكل مطرد على زيادة مدى ودقة صواريخها الباليستية التي يزيد عددها عن 3000 صاروخ اعتبارا من عام 2022، وقد تم الحصول على معظمها من مصادر أجنبية، خاصة من كوريا الشمالية.
وتمتلك إيران صواريخ يتراوح مداها ما بين 40-3000 كيلومتر.
كما أثبتت إيران كفاءتها باعتبارها المورد الرئيسي في العالم للطائرات المسيرة منخفضة التكاليف، حيث تمتلك إيران طائرات مسيرة من طرازات “أبابيل” و”أراش” و”مهير” و”كرار” و”ياسر” و”شاهد” وغيرها. ويقدر العدد الإجمالي للطائرات المسيرة في ترسانة إيران بـ 3894 وحدة.
ومع كل المعطيات السابقة ، فإن أي خطأ أو تهور قد يرتكبه الكيان سيقوده هو بدرجة رئيسية نحو الهاوية ، وقد يدفع بإيران لضرب الأهداف الاقتصادية والعسكرية الاستراتيجية لإسرائيل .
من تابع بيان الحرس الثوري الإيراني عقب الضربة الإيرانية الأخيرة والثقة التي تحدث بها ذلك البيان فيما لو تهورت إسرائيل وقامت بالرد على إيران ، سيتضح له أن الأخيرة تحتفظ ببنك أهداف قياسي لمصالح إسرائيلية متنوعة ستصيب الكيان في مقتل .
ومع ترقب عالمي لما قد تقدم عليه إسرائيل ، فإن “الرد الإيراني المضاد” وما قد يتبع ذلك من انضمام قوى إقليمية وعالمية كبرى إلى حلقات مواجهة قد تفجر الشرق الأوسط برمته ،لكنها قبل ذلك ستقصر من عمر الكيان الصهيوني .
على إسرائيل الآن التوقف عن اللعب بالنار ، وأن تعرف بأن اللعب مع أكبر دولة إقليمية ، لديها من القوة العسكرية الشيء الكثير ، ناهيك عن براعتها في الصمود الإقتصادي ضد الحصار المفروض عليها ، بالإضافة إلى إرثها الحضاري والثقافي ، ماهو إلا محض تهور سيعود وباله عليهم في النهاية ، وعلى إسرائيل أن تبتلع الصدمة وكفى .