إعتراف غربي صريح أمريكا و”إسرائيل”.. عقبتان كبيرتان أمام تحقيق العدالة الدولية
العين برس /متابعات
الابادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة منذ 8 اشهر، والتي تنقل وقائعها الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى بالصوت والصورة يوميا، اي انها ليست بحاجة لشاهد او دليل لاثباتها، بينما يقف المجتمع الدولي، وكل المنظمات الدولية، وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، عاجزة عن وقف هذه الابادة التي فاقت في بشاعتها كل مثيلاتها التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية.
البعض مازال لا يدرك اسباب هذا الصمت والتردد والخوف العالمي، من ادانة او محاسبة او حتى انتقاد “اسرائيل” على ما ترتكبه من فظائع ضد الانسانية في غزة، لاسيما بعد ان تحول العالم الى “قرية الكترونية”، بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات، التى تتدفق فيها المعلومات بشكل فاق الخيال. فاذا كانت الابادة، كما تنقلها الفظائيات بالثانية، هو امر واقع، فلماذا لا يتم ايقافها ومحاكمة مرتكبيها، ومحاسبة من اعان المجرمين على فعلتهم؟!.
قبل هذا السؤال هناك سؤال اخر يمكن استخراجه من السؤال الاول، وهو اذا كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي، لا ترتكب ابادة جماعية في غزة فحسب بل يتفاخر زعماء هذا الكيان علنا، بانهم لن يوقفوا الابادة، وانهم يتعاملون مع الفلسطينيين كـ”حيونات بشرية”، لا تستحق الحياة، ولابد من حرمانهم من الغذاء والماء والدواء والكهرباء، اذا كان هذا هو ديدن الصهاينة في عصر ثورة المعلومات، تُرى ما حجم وطبيعة المجازر والفظائع التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، في ظل الاستعمار البريطاني لفلسطين، بينما العالم كان يغط في سبات عميق وفي ظلام دامس، لا فضائيات ولا انترنت وهواتف جوالة ولا وسائل تواصل اجتماعي، بالاضافة الى ان العالم الغربي والشرقي حينها، كان يقف وراء هذه العصابات الارهابية ويدعمها، لطرد الفلسطينيين من ارضهم وديارهم؟!!.
رغم ان اغلبنا يعلم ان سبب تمادي “اسرائيل” في وحشيتها، وعدم التزامها بابسط المعايير والاخلاق الانسانية، هو الدعم الغربي الاعمى لها، وخاصة بريطانيا وامريكا، فالصهيونية حركة عنصرية ارهابية خرجت من رحم الاستعمار الغربي، لذلك لن يسمح الغرب وعلى راسه امريكا، من ادانة “اسرائيل”، فإي إدانة لها تعني بالضرورة ادانة لمربي هذا الوحش، الذي مكّنه ان يرتكب كل هذه الفظائع دون ان يخشى من عقاب او مساءلة. ولكننا في هذه الاسطر سننقل وبشكل سريع بعض اعترافات الصحافة الغربية التي كشفت عن جانب صغير من الوجه الارهابي الاجرامي الوحشي للعصابات التي تحكم في فلسطين المحتلة تحت اسم مزيف هو “إسرائيل”، والكيفية التي تتعامل معها مع العالم ومنظماته الدولية، وعندها سيبطل العجب عند ذلك البعض الذي مازال يتساءل عن سبب كل هذا الارهاب الصهيوني المنفلت، ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين، وسنترك التعليق على هذه الاعترافات للقارىء اللبيب.
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، كتب في تقرير بقلم جوناثان كوك، انه بعد ان اعلان كبير المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، بانه سيسعى إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، اتهم الكيان الإسرائيلي المحكمة بأنها “معادية للسامية” وهدد بإيذاء مسؤوليها، ووقفت واشنطن بعضلاتها إلى جانبه!!.
وتابع الموقع، أنه من المرجح أن تكون الأعمال الانتقامية الأميركية، على غرار العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب عام 2020 بعد أن هددت المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها كل من “إسرائيل” والولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأفغانستان على التوالي. فقد منعت إدارة ترامب المدعية العامة وقتها فاتو بنسودا، من دخول الولايات المتحدة، كما تعهدت الإدارة باستخدام القوة لتحرير أي أميركيين أو “إسرائيليين” يتم اعتقالهم.
واضاف جوناثان، ان “إسرائيل”، بدعم من الولايات المتحدة، كانت تدير حربا سرية على المحكمة الجنائية الدولية منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأت منذ أن أصبحت فلسطين طرفا في المحكمة الجنائية الدولية عام 2015، وتكثف بعد أن بدأت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية السابقة فاتو بنسودا تحقيقا أوليا في جرائم الحرب “الإسرائيلية”.
وكشف التقرير ايضا، ان بنسودا وجدت نفسها وعائلتها مهددين، وزوجها يتعرض للابتزاز عندما انخرط رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين شخصيا في حملة ترهيب، شبهها مسؤول مطلع على سلوكه “بالمطاردة”.
وبالفعل حاول رئيس الموساد تجنيدها إلى جانب “إسرائيل”، قائلا لها “يجب أن تساعدينا وتسمحي لنا بالعناية بك. أنت لا تريدين التورط في أشياء يمكن أن تعرض أمنك أو أمن عائلتك للخطر”.
وتدير “إسرائيل” أيضا، وفقا للموقع، عملية تجسس معقدة على المحكمة، وتقوم باختراق قاعدة بياناتها لقراءة رسائل البريد الإلكتروني والوثائق، وقد حاولت تجنيد موظفي المحكمة للتجسس على المحكمة من الداخل، ومنعت مسؤولي المحكمة من التحقيق بشكل مباشر في جرائم الحرب التي ترتكبها، وقامت بمراقبة جميع المحادثات بين الجنائية الدولية والفلسطينيين الذين يبلغون عن الفظائع، وسعت لإغلاق المنظمات الحقوقية الفلسطينية وصنفتها “منظمات إرهابية”.
وأشار الموقع إلى أن مراقبة المحكمة الجنائية الدولية استمرت خلال فترة ولاية خان، وعلمت أن مذكرات الاعتقال قادمة، وبالفعل تعرضت المحكمة، “لضغوط هائلة من الولايات المتحدة” لمنعها من المضي قدما في إصدار أوامر الاعتقال، بل إن مجموعة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في الولايات المتحدة أرسلت رسالة تهديد إلى خان تقول “استهدف إسرائيل وسوف نستهدفك”.
وفي مقابلة حصرية مع شبكة “سي إن إن”، بدا خان حريصا على استباق الهجمات القادمة، وأشار إلى أن سياسيا أميركيا كبيرا لم يذكر اسمه حاول بالفعل ردعه عن توجيه الاتهام إلى “القادة الإسرائيليين”، وأشار إلى وجود تهديدات أخرى خلف الكواليس.
اخيرا، خلص الكاتب إلى أن الولايات المتحدة و”اسرائيل”، لا تبديان أي علامة على استعدادهما للخضوع للقانون الدولي، وهم يفضلون هدم كل شيء، على احترام قواعد الحرب الراسخة، لتصبح القوة وحدها هي التي تصنع الحق في عالم بلا قوانين، وسيكون الجميع خاسرا في نهاية المطاف.