إحاطة أسبوعية عن التطورات في اليمن
الوضع العسكري:
تستمر الضربات المتبادلة بين القوات المسلحة اليمنية من جهة وبين الكيان الإسرائيلي والتحالف الأمريكي البريطاني من جهة أخرى، وفي هذا الأسبوع استمرت القوات المسلحة اليمنية باستهداف مواقع حيوية في عمق الكيان الإسرائيلي، بينما نفذ الكيان عدوان على العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، اليوم الجمعة، وهذه الهجمات تعتبر الجولة الخامسة من التصعيد التي نفذها الكيان ضد اليمن منذ دخول اليمن في معركة إسناد غزة.
والملاحظ أن العدو الإسرائيلي خلال جولاته الخمس لم يعمل على توسيع أهدافه إلى محافظات أو مناطق يمنية جديدة، بل يركز منذ البداية على(صنعاء والحديدة) كما أن العدو الإسرائيلي أيضاً لم يوسع بنك أهدافه، بل يكرر استهداف موانئ الحديدة ومحطات الكهرباء في صنعاء والحديدة، ويبدو أن تكرار العدو وتركيزه على استهداف هذه المنشآت يريد أن يخرجها تماماً عن الخدمة، باعتبارها مرافق حيوية لها تأثير مباشر على حياة المواطنين، وهو بذلك يهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، ومحاولة لتحويل السخط الشعبي ضد أنصار الله باعتبارهم المتسببين بهذه الحرب، وهذه السردية يكرسها الإعلام الموالي للتحالف السعودي.
أما بالنسبة للتحالف الأمريكي البريطاني، فقد كثف هجماته هذا الأسبوعاً مستهدفاً عدد من المناطق في صنعاء وعمران وصعدة والحديدة، وفي الواقع فإن التحالف الأمريكي يسعى لتكثيف هذه الجمات بشكل أكبر إلا أن الاستهدافات المتكررة من القوات المسلحة اليمنية لحاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس ترومان والمدمرات التابعة لها بالصواريخ والمسيرات عندما تحاول التوجه نحو جنوب البحر الأحمر، يجبر حاملة الطائرات الأمريكية على التراجع والتموضع في شمال البحر الأحمر، وهو مايجعلها عاجزة عن شن هجمات بشكل أوسع وأكثف بحكم بعد المسافة، كما أن إسقاط طائرة f18 الشهر الماضي، دفع البحرية الأمريكية لاستخدام صواريخ توماهوك باهظة الثمن، بدلاً من استخدام الطائرات الحربية خوفاً من تكرار إسقاطها وبسبب بعد المسافة أيضاً فقد تحتاج الطائرة للتزود بالوقود.
يوم الغد 12 يناير تحل الذكرى الأولى للعدوان الأمريكي البريطاني على الأراضي اليمنية الذي فشل في تحقيق أهدافه، وبالتالي فإنه من المهم تسليط الضوء إعلامياً بشكل كبير على هذا الجانب لأهميته وتأثيراته بشكل عام.
الوضع الأمني:
خلال هذا الأسبوع كشفت الأجهزة الأمنية عن
إفشال أنشطة عدائية لجهاز الاستخبارات البريطانيMI6) ) وجهاز الاستخبارات السعودي، وأظهرت اعترافات لبعض الجواسيس الذين عملوا ضمن خلية تجسسية لمحاولة إنشاء بنك أهداف، من خلال رصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسير، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض قيادات الدولة.
وبهذه الخطوة أثبتت الأجهزة الأمنية بصنعاء يقضتها وجدارتها في إفشال مخططات الأعداء وتحقيق إنجازات لاتقل أهمية عن الإنجازات التي تنفذها القوات المسلحة، كما أن كشف هذه الخلية يدل على أن التحالف الأمريكي والإسرائيلي وبالتعاون مع السعودية يعمل خلال هذه الفترة بشكل مكثف على إنشاء بنك أهداف لضربه خلال الفترة القادمة، وذلك باستخدام الجواسيس البشرية بعد أن عجز الطيران التجسسي من التحليق في الأجواء اليمنية بسبب إسقاطها من قبل قوات الدفاع الجوي.
ومن ناحية ثانية، نفذت الأجهزة الأمنية بمحافظة البيضاء عملية أمنية واسعة لملاحقة وضبط عناصر تكفيرية تابعة لتنظيم “داعش” في مديرية القرشية، بعد اعتدائهم، بإطلاق النار على دورية أمنية أثنار مرورها في الطريق العام، ما أدى إلى جرح عدد من رجال الأمن.
وبالنظر إلى الواقعة وتوقيتها، فإن هذا الحدث يأتي في سياق تحريك الأدوات ضد صنعاء وإشغالها بمعارك داخلية بدلاً من اهتمامها بمعركة إسناد غزة، لكن عدم تساهل صنعاء وتنفيذها للحملة الأمنية يعطي رسالة بأن صنعاء قادرة على التعامل مع أكثر من جبهة في وقت واحد.
إعلامياً، استثمرت وسائل الإعلام والناشطين الموالين للتحالف هذا الحدث، من خلال نشر الشائعات وتصوير أن ماتقوم به الأجهزة الأمنية يأتي في سياق استهداف معارضين وقبائل يمنية لاصلة لها بتنظيم داعش أو بمخططات أعداء الخارج، وإثارة الرأي العام اليمني ومحاولة توجيه السخط ضد أنصار الله، ومع ذلك لاجدوى من هذه الحملات في الواقع.
وتعتبر بعض المناطق في محافظة البيضاء أحد أهم أوكار التنظيمات الإرهابية في الجمهورية اليمنية خلال السنوات والعقود الماضية، وقد استخدمتها التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الماضية كمركز للتخطيط للهجمات الإرهابية في مختلف المحافظات اليمنية، وبالتالي فإن سيطرة صنعاء على هذه المحافظة يمكّن صنعاء من تجفيف منابع هذه التنظيمات، بالإضافة إلى أن سيطرة صنعاء على هذه المحافظة له بعد استراتيجي من الناحية العسكرية، بحيث أن البيضاء تتوسط المحافظات اليمنية ولها حدود مع ثمان محافظات مختلفة.