“الإثنين الأسود”| انهيار حاد يضرب الأسواق العالمية.. ماذا يحدث؟
العين برس/ اقتصاد
يوم أسود يمر على البورصات العالمية وسط تراجع وخسائر كبيرة في أسواق الأسهم الأسيوية والأوروبية مع بداية تعاملات اليوم الإثنين، في ظل مخاوف من حدوث ركود في الولايات المتحدة الأمريكية وانعكاس ذلك بالتأثير علي أسواق الأسهم.
—أسباب رئيسية:
ثمة أسباب رئيسية تقف خلف هذه التراجعات، أولها تقرير الوظائف الضعيف في أميركا، والذي أشعل مخاوف دخول أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة ركود، إضافة إلى قيام البنك المركزي في اليابان برفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع عند 25 نقطة أساس، فيما السبب الثالث كان التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بين إيران ووكلائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
دفعت هذه الأسباب مخاوف المستثمرين إلى مستويات مرتفعة، وأشعلت شرارة البيع في أسواق المال العالمية تجنبا للمخاطر، واندفعوا تجاه الذهب باعتباره ملاذا آمنا.
مع تزايد قلق المستثمرين بشأن الركود في الولايات المتحدة، تراجعت مؤشرات سوق الأسهم، اليوم الاثنين، وتراجع الدولار واليورو بنسبة 2% مقابل الين، وفي أوروبا، تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية منذ الافتتاح وحوالي الساعة 07:25 بتوقيت جرينتش، وانخفضت باريس 2.42%، ولندن 1.95%، وفرانكفورت 2.49%، وأمستردام 3.05%، وميلانو 3.31%، وزيورخ 2.97%، ومدريد 2.79%، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع “بلجيكا 24”.
وفي بروكسل، أدرج مؤشر Bel20 عند 3880.55 نقطة بعد وقت قصير من افتتاح الأسواق، اليوم الاثنين، بخسارة قدرها 3.35%، حيث انخفضت جميع الأسهم في المؤشر الرئيسي لبورصة بروكسل، بشكل حاد، كما افتتحت أسواق الأسهم الأوروبية الأخرى بخسائر كبيرة.
—ارتفاع معدل البطالة الأمريكية يؤثر في الأسواق العالمية:
ويقول التقرير إن السبب في حالات التراجع والخسارة الكبيرة يرجع إلى تقرير عن التوظيف الأمريكي، الذي نُشر يوم الجمعة، والذي تسبب في ارتفاع “عوائد الأسهم والسندات” في وول ستريت، وذلك حسب تعليق من ستيفن إينيس، المحلل في SPI Asset Management.
والتفاصيل تشير إلى أنه في الولايات المتحدة، ارتفع معدل البطالة الأمريكية، خلال شهر يوليو الماضى، أكثر من المتوقع إلى 4.3% مقابل 4.1%، وهذا هو أعلى معدل بطالة منذ أكتوبر 2021.
بعد هذا المنشور، انخفضت عوائد السندات بشكل ملحوظ، مما يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي (الاحتياطي الفيدرالي) يمكن أن يقوم بتخفيضات أسعار الفائدة بشكل أكثر جذرية مما كان متوقعًا.
وتشير التقديرات إلى أنه إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي، في سبتمبر المقبل، بتنفيذ خفض أولي لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بدلاً من 25 نقطة أساس – التي تتوقعها السوق – فستكون هذه طريقته للاعتراف بأنه استغرق وقتاً طويلاً لتخفيف سياسته النقدية، وذلك أيضًا حسب ما قاله ستيفن إينيس، المحلل في SPI Asset Management.
علاوة على ذلك، أكد محللو دويتشه بنك، أن حجم توقعات السوق بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، “على مدى الـ 12 شهرًا المقبلة، لم يتم رؤيته إلا خلال فترة الركود”.
وفي سوق السندات، واصلت أسعار الفائدة الأمريكية، التي تتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار السندات، تراجعها لتصل إلى 3.76% حوالي الساعة 07:25 بتوقيت جرينتش، مقارنة بـ 3.79%، يوم الجمعة، لتلك التي أجلها عشر سنوات، مما يظهر اهتمام المستثمرين بالمزيد من الأمان، وقيمها أعلى من الأسهم التي تعتبر أصولاً محفوفة بالمخاطر.
وفي أسواق الأسهم الآسيوية، كان انخفاض المؤشرات أكثر وضوحا، حيث شهدت طوكيو جلسة في السقوط الحر، وانخفض مؤشرها الرئيسي، نيكاي بنسبة 12.4%، حيث انخفض بمقدار 4400 نقطة خلال الجلسة، وهو أسوأ انخفاض تاريخي له، حيث يعود الانخفاض السابق إلى انهيار سوق الأسهم في أكتوبر 1987، وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 12.23%، كما انخفضت أسهم تايوان بأكثر من 8%، وخسرت سيول أكثر من 9%.
وتراجعت أسواق الأسهم الصينية بشكل أكثر اعتدالا، حيث انخفض مؤشر هونج كونج، هانج سنج بنسبة 2.13% في التعاملات الأخيرة، وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.54%، ومؤشر شنتشن بنسبة 1.85%.
وفي أوروبا، تراجع بنك أوني كريديت بنسبة 6.54%، وإنتيسا سان باولو بنسبة 5.57% في ميلانو، ودويتشه بنك بنسبة 5.12% في فرانكفورت، وسوسيتيه جنرال بنسبة 5.05% في باريس، وباركليز بنسبة 5.08% في لندن.
وانخفض قطاع التكنولوجيا أيضًا إلى المنطقة الحمراء: في أمستردام، حيث خسر سهم ASML بنسبة 4.46%، وخسر سهم BE Semiconductor Industries بنسبة 5.17%، وفي فرانكفورت، انخفض سهم إنفينيون بنسبة 2.34%، وفي باريس، انخفض سهم STMicroelectronics بنسبة 5.10% وCapgemini بنسبة 2.93%.
–الأسهم الأوروبية تهبط لأدنى مستوياتها في 6 أشهر بسبب مخاوف الركود في أمريكا:
وفي السياق ذاته، قال تقرير لموقع “الشرق” القطري، إن الأسهم الأوروبية، تراجعت، اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر، في ظل عمليات بيع واسعة النطاق مدفوعة بمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 3.1% ليصل إلى 482.42 نقطة، مسجلا أدنى مستوى له منذ 13 فبراير، ومن المتوقع أن يسجل المؤشر أسوأ أداء يومي منذ عامين ونصف العام.
كما شهد المؤشر أسوأ أداء أسبوعي له منذ ما يقرب من 10 أشهر، يوم الجمعة، وهبط إلى ما دون 500 نقطة للمرة الأولى منذ 15 أبريل.
وافتتحت جميع البورصات الأوروبية الرئيسية على انخفاض اليوم، مع تأثر القطاعات المالية بشكل كبير.، حيث خسر المؤشر الفرعي لأسهم البنوك 4.2%، وتراجع المؤشر الفرعي لأسهم شركات الخدمات المالية بنسبة 3.6%، وهبط المؤشر الفرعي لقطاع التكنولوجيا بنسبة 5%.
—بورصات أوروبا تتهاوى وتراجع في افتتاحية اليوم بـ 2.5%:
وفى ذات الصدد، تراجعت الأسواق الأوروبية في افتتاحية جلسة، اليوم الاثنين، بنسبة %2.5 مع تزايد توترات الأسواق العالمية.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بـ 2.34% مع تداول جميع القطاعات والبورصات الأوروبية الرئيسية باللون الأحمر، كما هبطت أسهم التكنولوجيا بنحو 5% قبل تقليص الخسائر قليلًا لتتداول منخفضة 2.8%، كما خسرت أسهم التعدين 3.65%، في حين انخفضت البنوك بنسبة 3.22%.
هذا وتأتي البداية المنخفضة للأسواق الأوروبية الرئيسية وسط تقلبات عالمية أوسع نطاًقا، حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ليلة الأحد بعد أسبوع مضطرب في “وول ستريت”، وتواصلت عمليات البيع المكثفة في أسواق آسيا والمحيط الهادئ.
الأحقاف نيوز