يتشابه بـ”داعش”.. الاحتلال يبحث عن صورة نصر موهوم عبر اعتقال مدنيين شمالي غزة
العين برس/ فلسطين
أظهر مقطع فيديو وصور، انتشرت اليوم الخميس، مشاهد لاعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي العشرات من الفلسطينيين المدنيين العزل وتجريدهم من ملابسهم، في منطقتي جباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وتعمّد الاحتلال طرد النساء من المنازل، واعتقال جميع الشبان وكبار السن من المدنيين، وإجبارهم على خلع ملابسهم وتفتيشهم، قبل أن يتجه بهم إلى جهة مجهولة، وفق ما روى أهالي المنطقة.
ويظهر الفلسطينيون في الصور والمقطع المصور، وهم يجلسون في الشارع شبه عراة، وبنادق الجنود الإسرائيليين فوق رؤوسهم.
كما تظهر صورة عدداً آخر من المعتقلين مكبلي الأيدي وهم بملابسهم الداخلية السفلية في أحد شوارع غزة، من دون تحديد الموقع. وفي صورة أخرى يظهر المعتقلون شبه عراة، مكدسين في مؤخرة شاحنة عسكرية إسرائيلية.
وشبه الناشطون على منصات التواصل الإجتماعي أفعال قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المدنيين في غزة، بذات الطريقة التي سلكها تنظيم “داعش” في الإعدام الجماعي في سوريا والعراق.
وزعم الاحتلال أنّ هدفه من اعتقال عشرات الرجال هو “التحقق مما إذا كان بعضهم من مسلحي حماس أو نشطاء فيها”.
وفي محاولات الاحتلال للبحث عن صورة لانتصار وهمي بأي طريقة، تباهى بأنّ هذه الصور للمدنيين الذين اعتقلتهم من شمالي القطاع هم مقاتلون ينتمون للمقاومة وحماس.
ولاحقاً، أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّه وثّق اعتقال “جيش” الاحتلال الإسرائيلي عشرات المدنيين الفلسطينيين، من صحفيين وأطباء وأكاديمين وكبار سن، بعد التنكيل بهم وتعريتهم على إثر حصارهم منذ أيام داخل مركزين للإيواء في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وقال المرصد في بيان صادر عنه، إنّه تلقى إفادات بشن قوات الاحتلال حملات اعتقال عشوائية وتعسفية بحق النازحين وبينهم أطباء وأكاديميون وصحفيون ومسنون، من داخل مدرستي “خليفة بن زايد” و”حلب الجديدة”، وكلاهما تابعتان لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ونقل المرصد شهادات مروعة لما يجري، حيث قالت شقيقة الصحفي ضياء الكحلوت (الذي تم اعتقاله) للأورومتوسطي، إنّ القوات الإسرائيلية أجبرته على ترك طفلته المعاقة ندى البالغة (7 أعوام)، ومن ثم اعتقاله تحت تهديد السلاح، وتجريده كحال جميع المعتقلين من الملابس والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
الاحتلال يعتقل الصحفي ضياء الكحلوت
كذلك، قال الأورومتوسطي إنّه وثّق حالات قنص وقتل مباشر نفذها “جيش” الاحتلال بحق نازحين في محيط المدرستين المذكورتين واستهداف من يحاول من النازحين الخروج على الرغم من أنهم يرفعون رايات بيضاء.
كما نقل المرصد كلام الشاب محمد الراعي، الذي أفاد بأنّه شهد على إطلاق قوات الاحتلال الرصاص على 7 شبان على الأقل، وتصفيتهم في حالات منفصلة “لتلكؤهم في خلع ملابسهم والاستجابة لأوامر الجيش التي تقوم على الإذلال والإهانة”.
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى فتح تحقيق عاجل في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، مؤكّداً على ضرورة أن تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها في التحرك العاجل لإنقاذ النازحين وتوفير ممر آمن لخروجهم.
وفي الميدان، تواصل المقاومة الفلسطينية خوض اشتباكات ضارية ضدّ قوات الاحتلال، ودمّرت عدداً من آلياته، واستهدفت تجمعات جنوده، موقعةً إياهم بين قتيل وجريح.
المصدر: الميادين نت