وزارة الصحة بغزة تستغيث وتحذر من توقف جميع المستشفيات لعدم توفر الوقود
العين برس/ فلسطين
أطلقت وزارة الصحة بغزة، اليوم الجمعة، مناشدة عاجلة لحماية المستشفيات في القطاع، عقب تجدد القصف الإسرائيلي الذي طال الليلة الماضية مستشفى كمال عدوان. وحذرت الصحة في بيان صحفي، من أن مستشفيات القطاع كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها خلال الـ 48 ساعة القادمة، بسبب عرقلة الاحتلال لإدخال الوقود، ودعمه لقطاع الطرق الذين يمنعون إدخال المساعدات. وجاء في البيان، “نكرر مناشدتنا للمؤسسات الدولية والإنسانية بضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في قطاع غزة، بحسب ما كفلته ونصت عليه القوانين الدولية”، معربة عن إدانتها للعمل الإجرامي المتكرر والمستمر على مستشفى كمال عدوان.
وأشارت إلى أنه في الساعات الأخيرة، أعادت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة ستة من الكوادر الطبية العاملة، بينها حالات خطيرة أدخلت إلى العناية المركزة.
وأكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من الطواقم الطبية في شمال غزة بشكل متعمّد، من خلال تدميره المستشفيات وأطلق النار على الطواقم الطبية فيها.
وأضافت أن الاستهداف أدى أيضا إلى تدمير المولد الكهربائي الرئيسي بالمستشفى وثقب خزانات المياه، لتصبح المستشفى من غير أكسجين ولا مياه، الأمر الذي ينذر بالخطر الشديد على حياة المرضى والطواقم العاملة داخل المستشفى”، منوهة إلى أنه يوجد في المستشفى 80 مريضا و8 حالات في العناية المركزة.
ودعت الصحة المؤسسات الدولية كافة “لاستغلال قرار محكمة الجنائية الدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة”. وطالبت بالعمل على إدخال كل ما يحتاجه قطاع غزة من وقود ودواء واحتياجات أساسية، وإرسال وفود طبية لقطاع غزة عامة وشماله خاصة، والحفاظ على استمرارية المستشفيات في تقديم الخدمة الإنسانية والصحية.
وفي وقت سابق، أكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الطواقم الطبية لتفريغ شمال قطاع غزة من سكانه. وقال بصل: “الاحتلال يريد إنهاء المنظومة الطبية، خصوصا مستشفى كمال عدوان”، وذلك في أعقاب إلقاء طائرات مسيرة قنابل على مولدات المستشفى، ما أوقع إصابات في صفوف الطاقم الطبي.
في حين قال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية؛ إن القصف الإسرائيلي استهدف مولدا كهربائيا داخل المستشفى، وأوقع أضرارا، مضيفا أن “واجبنا الإنساني يلزمنا البقاء في شمال غزة ما دام هناك مرضى وجرحى (..)، واستهداف المستشفى بشكل مباشر وسقوط مصابين من طواقمنا أمر مفزع”.
ولليوم الـ 49 تواليا، يرزح شمال غزة تحت حصار ناري إسرائيلي، وعملية تجويع وتهجير قسري وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة، وفي عملية وصفتها منظمات دولية وأممية بأنها جريمة ترقى إلى جريمة التطهير العرقي.
ويمنع جيش الاحتلال دخول سيارات الإسعاف إلى مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وعمل على تدمير معظم المركبات العاملة في المنطقة، ما يمنع الفرق الطبية من إسعاف المصابين لتبقى عمليات الإنقاذ تطوعية بجهود من المسعفين، والذين يحاولون نقل المصابين إلى مستشفى كمال عدوان أو مستشفى العودة في ظل أوضاع صحية كارثية تعيشها المنطقة كلها.
وبدعم أميركي، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.