أفاد نادي الأسير الفلسطيني اليوم، الإثنين، بأن عدد المعتقلين الإداريين الفلسطينيين في سجون كيان العدو الصهيوني تجاوز الألف معتقل، وهو الرقم الأعلى منذ عشرين عاما.
وقال نادي الأسير في بيان له بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، الذي يوافق في 17 نيسان/أبريل من كل عام، إن سياسة الاعتقال الإداري “طالت الأطفال، والنساء، وكبار السن، والمرضى، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين بين صفوف الأطفال ستة أطفال، وأسيرتان”.
وأضاف أن “عدد أوامر الاعتقال بلغت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 860 أمرا، مع التأكيد على أن غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال”.
وتستخدم إسرائيل قانون بريطاني قديم يتيح لها احتجاز الفلسطينيين دون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وستة تكون قابلة للتجديد بزعم وجود ملف سري للمعتقل.
وأقر المجلس الوطني الفلسطيني يوم الأسير في عام 1974 ليكون “يوما وطنيا من أجل حرية الأسرى”. واستعرض نادي الأسير في بيانه أوضاع المعتقلين الفلسطينيين الموزعين على 23 معتقلا ومركز توقيف وتحقيق صهيوني.
وقال النادي إنه منذ مطلع العام الحالي، اعتقلت اسرائيل نحو 2300 فلسطيني منهم 350 طفلا وأربعين امرأة. وأضاف أنه “يواصل الاحتلال اعتقال نحو 4900 فلسطيني بينهم 31 أسيرة، و160 طفلا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن 18 عاما”.
ولفت البيان إلى أنه “بلغ عدد الأسرى المرضى أكثر من 700 أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة”، وأن 24 على الأقل من بين المعتقلين “مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة”.
وسلط النادي الضوء على سياسة العزل الانفرادي التي يتعرض لها قسما من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال إنه “يبلغ عدد الأسرى الذين يواجهون العزل الانفرادي اليوم نحو 35 من بينهم أسرى مرضى يعانون من أمراض نفسية، وصحية مزمنة”.
رسالة الأسيرات في سجن الدامون بمناسبة يوم الأسير
نقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حنان الخطيب، بعد زيارتها للأسيرات القابعات في سجن الدامون بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، تأكيدهن على أنه “في يوم الأسير نتمنى الحرية لجميع الأسرى، وأن تكون هناك وقفة جادة من أجل الأسرى والأسيرات، وأن ننتزع الحرية انتزاعاً لأنه حقنا فالحق يؤخذ ولا يعطى”. وأضافت الأسيرات أنه ” نطالب كل القياديين والفصائل أن يتحركوا وأن يكون ملف الأسرى في سلم اولوياتهم، ولا نريد التحرك لأجل الأسرى في مناسبة خاصة، ونطلب أن يكون هناك اهتمام دائم بنا وبأهلنا وبأسرنا، وأن تكون هناك نية للإفراج عنا، قضيتنا عادلة وقد مللنا من الشعارات”.
وخصصت الأسيرة ياسمين شعبان هذه الكلمات بلسان كافة الأسيرات، إحياءً لذكرى اليوم:
“في يوم الأسير سنكتب قصصاً وحكايات، سنكتب تاريخاً سطر بسنين العمر وخط بإرادة شعب ضحى بأغلى ما يملك حريته، سنكتب حكاية اسمها فلسطين، عن عشق أرض أبت الا ان تنتفض بكل ما فيها، سنكتب عن أب وأخ وأم ، سنكتب عن أبناء وبنات الوطن، عن شهداء الأسر الذين ماتوا بمقبرة العز والكرامة دون وداع و دون أهل، ماتوا بأمل الغد القريب ليسطروا ملحمة الحرية، سنكتب عن أحكام تروى بقصص الخيال، سنكتب عن نساء التاريخ اللواتي صمدن بوجه المحتل وصنعن من زنازينهم بيوت العز والكرم، تحدين بإرادتهن وأثبتن للعالم أجمع أنهن لسن أرقاما تعد، إنما هن ثورة تقود أمة لتجد حرية ضائعة في غياهب السجون”.
وأضافت رسالة الأسيرات في سجن الدامون أنه “سنكتب عن أشبال فلسطين الذين كبروا قبل أوانهم وحملوا على عاتقهم رسالة شرف وكرامة لتصل الى كل العالم، لتقول نحن هنا وهذه أرضنا، وما أخِذ منا بالقوة سيسترد بالقوة، سنكتب عن ملاحم الأسر، عن ثورة صنعها أبطال الأسر، عن تضحيات خطت بالماء والملح، لينتزعوا حق بقائهم رغم أنف المغتصب”.
وتابعت “سنكتب عن شمس تاهت خلف سياج وأسوار السجن، عن ليل بدون قمر و نجوم، عن شجر، عن زرع، عن تراب الوطن، عن تفاصيل نفتقدها لكنها حبيسة قلوبنا كأجسادنا الحبيسة، سنكتب عن شوق، عن عشق لشوارع وأزقة حاراتنا تاهت في ذكرياتنا، سنكتب عن رائحة الخبز والقهوة، سنكتب ونكتب ونكتب حتى يجف القلم ونقف دقيقة صمت على عمر وقف مع الزمن ليحسب في سجل الوطن. لم يأسرونا، فعقولنا وقلوبنا وأرواحنا تنتفض حرية وكلها أمل للقاء قريب مثلما قال ابني إبراهيم ’فلسطين بتسوى’.. فلأجلك يا فلسطين ألف مرة أخرى”.