ظروف قاسية وخطرة يواجهها الأسرى في سجن النقب الإسرائيلي.. هذا ما كشفته شهادات المحررين
العين برس/ فلسطين
تكشفت أوضاع الأسرى في سجن النقب، الذي يُعدّ الأخطر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك مع الإفراج عن أسرى جدد أدلوا بشهادات قاسية عن الظروف في السجن وزيارات المحامين. وأكّدت مؤسسات الأسرى أنّ الوضع في سجن النقب ما زال سيئاً، وأنّ العقوبات الانتقامية بحق الأسرى مفروضة وبقوة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، موضحةً أنّ إدارة سجون الاحتلال تشنّ حرباً نفسية وجسدية بحقهم، تحت ذرائع وهمية. وعرضت مؤسسات الأسرى أبرز ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتعذيب في سجن النقب، كالضرب الشديد والمستمر والإهانات.
انتشار واسع للأمراض
وفي التفاصيل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأنّ هناك انتشاراً واسعاً للأمراض التنفسية والجلدية والمتعلقة بالجهاز الهضمي وأمراض البكتيريا والفطريات، نظراً إلى غياب أدنى مقومات النظافة، والحرمان من الطعام والعلاج.
وأشارت إلى أنّ الطعام المقدم إلى الأسرى سيء كمّاً ونوعاً، فالوجبة المقدمة لـ 10 أسرى لا تكفي في الواقع لأسير واحد، كما أنّ جودتها رديئة، فغالباً ما يكون الطعام بارداً ورائحته كريهة، موضحةً أنّ معظم الأسرى فقدوا العشرات من الكيلوغرامات من أوزانهم نتيجةً لذلك.
وأكّدت الهيئة أنّ الأسرى في سجن النقب يعانون إهمالاً طبياً كبيراً ومتعمداً، “فلا علاج ولا فحوصات، ومن يخرج لعيادة السجن يتعرض للضرب فوراً”.
وقالت إنّه منذ بداية الحرب، “لم يبدل الأسرى ملابسهم، فالأسير لا يملك إلاّ ما يرتديه، فيما يحضر الأسير إلى غرفة الزيارة التي يجريها المحامون مكبل الأيدي للخلف ومعصب الأعين ومنحني الظهر”.
كما أشارت إلى أنّ إدارة مصلحة السجون تقوم بقطع الكهرباء من الساعة السابعة مساءً، حتى السادسة صباحاً، وترغم الأسرى على السجود ووجوهم في مواجهة الأرض.
وتحرم إدارة سجون الاحتلال الأسرى من الاستحمام بالمياه الساخنة إلاّ خلال ساعة واحدة فقط، كما وتحرمهم من الفورة والكانتينا وزيارة الأهل والتواصل معهم هاتفياً، فيما يتم حرمانهم من الصلاة الجماعية ومصادرة مصاحفهم.
وعن زيارة المحامين، أوضحت الهيئة أنّها “محدودة وتتم وفق شروط معينة بصعوبة،حيث غالباً ما يتعرض الأسير للضرب والتهديد في حال ذكر أي تفاصيل مما يتعرض له “.
أوضاع معيشية سيئة
ويوم أمس، أكّدت مؤسسات الأسرى استمرار سوء الأوضاع المعيشية والاعتقالية التي يعيشها الأسرى في سجن النقب، والمفروضة عليهم وفقاً لسياسة التصعيد التي بدأت منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الهيئة، وفقاً لزيارة محاميها للسجن، أنّ إدارة السجن لا تزال تحتجز الأسرى داخل أقسام ضيقة للغاية، فيما حُولت الغرف إلى زنازين، حيث يصل عدد الأسرى داخل الغرفة الواحدة إلى 10 أسرى على الأقل، وبعض الغرف فيها 15.
وأفاد الأسرى للمحامين بأنّهم يتعرضون للضرب والإهانات وسوء المعاملة ويتجنبون الخروج لما تسمى “عيادة السجن” خوفاً من الاعتداء عليهم أثناء النقل.
ومن ضمن الممارسات اللإنسانية المفروضة على الأسرى في سجن النقب، تزويدهم بالمياه لمدة ساعة واحدة فقط طوال اليوم من أجل الاستحمام، في ظل افتقادهم للملابس ومنعهم من تبديلها منذ السابع من أكتوبر، في حين تفتقر غرفهم لوجود شبابيك، ما يعرضهم إلى أمراض جلدية نتيجة منعهم من تهوية فراشهم وتعريضه لضوء الشمس.
تنكيل وتعذيب
ووفقاً لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فقد تعرض الأسير أسامة جبري، من بلدة تل قضاء نابلس والمعتقل بتاريخ 2 أيار/مايو 2002، للضرب والإهانة منذ السابع من أكتوبر، حيث فقد 20 كيلو من وزنه بسبب سوء التغذية.
كما تعرض الأسير إبراهيم شلهوب البالغ من العمر 28 عاماً، والمعتقل بتاريخ 25 حزيران/يونيو 2023 للضرب والإهانة عدّة مرات.
أمّا الأسير سامي راضي عاصي المعتقل بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد أصيب بكسور في صدره نتيجة تعرضه للضرب المبرح في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في أنحاء جسده كافة.
ويعاني الأسير محمود أبو اصبع المعتقل بتاريخ 22 شباط/فبراير 2011، من مشاكل في المسالك البولية وأوجاع في منطقة الكلى وحساسية وحكة في الجلد بسبب قلة النظافة في الغرف، بالإضافة إلى أوجاع في الأسنان حيث أنّ إدارة السجن لاتقدم له أي علاج.
المصدر: الميادين نت