حماس تدين الصمت عن العدوان على شمالي غزة.. و”الصليب الأحمر” تتحدث عن تقارير مروّعة
العين برس/ فلسطين
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، في قطاع غزة، باسم نعيم، إنّ ما يحدث في شمالي قطاع غزة من جرائم على يد الجيش الإسرائيلي لأكثر من أسبوعين، في ظل صمت دولي وتواطؤ دول الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، “يحمّل الجميع مسؤولية هذه الجرائم وتداعياتها”. وأضاف نعيم أنّ ما حدث، خلال اليومين الماضيين، من اعتداء على الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني، واعتقال بعضهم وقتل آخرين، وتحطيم مقدرات مستشفى كمال عدوان، “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
ورأى أنّ “إسرائيل ما كانت لتقوم بهذه الجرائم لولا ضمانها الحصانة والتمتع بحماية دول الغرب”، و”إمدادها بكل ما يلزم للاستمرار في عملية الإبادة الجماعية”.
وشدد القيادي في حماس قائلاً إن “شعبنا يطالب بتدخل فوري لوقف هذه الجرائم وتنفيذ الإرادة الدولية، متمثلةً بقرار مجلس الأمن 2735، وبوقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال، ورفع الحصار وإنجاز الحقوق الفلسطينية المشروعة”.
وشدد أيضاً على أن “شعبنا لن ينسى ولن يغفر لمن ارتكب هذه الجرائم ومن دعمها”، وأنه “لن يكون في الإقليم أي أمن أو استقرار أو ازدهار من دون أن ينجز شعبنا حقوقه الكاملة، وعلى رأسها دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
“الصليب الأحمر”: نتلقى تقارير مروّعة
وفي السياق، رأت ستيفاني إيلر، نائبة مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أنّ الوضع في شمالي قطاع غزة “مأسَوي للغاية”، مشيرةً إلى أنّ استمرار صدور أوامر الإخلاء، وفرض القيود على إيصال الإمدادات الحيوية، أدّيا إلى إجبار المدنيين الباقين في شمال غزة على مواجهة ظروف مروّعة.
وقالت إيلر إنه “صدرت أوامر للمستشفيات بالإخلاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغييب محتمل للخدمات الطبية لكثير من المدنيين، الذين ما زالوا هناك، بينما تكابد تلك المستشفيات نقصاً شديداً في الموارد مع استمرار تدفق المصابين والمرضى إليها”.
وجددت تأكيدها أنه حتى في ظل صدور أوامر بالإخلاء، “يجب توفير الحماية للمدنيين، واحترام المرافق الطبية، وتمكينها من القيام بعملها المنقذ للأرواح”، موضحةً أنّ المستجيبين الأوئل تحمّلوا ولا يزالون مخاطر هائلة في أثناء محاولتهم الوصول إلى المصابين، ومن هم في أمسّ الحاجة إلى مساعدتهم”.
وفي هذا السياق، شددت إيلر على أنه “يجب منحهم إمكان الوصول الآمن، وفي الوقت الملائم، لتحقيق غاياتهم في إنقاذ الأرواح”.
وتناولت الوضع الإنساني حالياً للمدنيين الذين قالت إنّ كثيرين منهم “غير قادرين حالياً على التحرك، إما لأنهم عالقون وسط القتال، وإما بسبب الدمار الذي نجم عنه، وإما نتيجة للمرض والإعاقات الجسدية”، مضيفةً أنهم “يفتقرون الآن إلى الحصول على الرعاية الطبية اللازمة”، مستندةً في هذا السياق إلى إفادت من بعضهم، بحيث “عبّروا عن تلقيهم تعليمات غير واضحة بالإخلاء، وهو ما جعل البيئة المحيطة بهم شديدة الخطورة حتى لأولئك الذين يرغبون في الخروج”.
وأكّدت مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنّ “فِرَق اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة في مدينة غزة لإيصال الإمدادات الطبية الضرورية إلى المرافق الصحية القليلة، والتي لا تزال تعمل بصورة جزئية في محافظة غزة، لكنّها غير قادرة على الوصول إلى المحافظة الشمالية”.
وقالت إيلر: “نشهد وصول المدنيين ونتلقى تقارير مروّعة من أولئك الذين تمكّنوا من مغادرة المحافظة الشمالية (في إشارة إلى شمالي القطاع)، بمن في ذلك آلاف النازحين الذين تمّكنوا من مغادرة جباليا وبيت لاهيا، وهم الآن يفترشون الشوارع وبلغ بهم اليأس أشده، ولم يتبقَّ لهم أي شيء على الإطلاق يمكّنهم من النجاة”، مشيرةً إلى أنه “يعتري قلوبهم الرعب ويخشون على حياتهم والانفصال عن أفراد أسرهم”.
وبالنسبة إلى الإمدادات الإنسانية الضرورية، أوضحت إيلر “أننا ما زلنا نشهد نقصاً في الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الغذاء للمرضى والطواقم الطبية”، مشيرةً إلى أنّ استمرار فرض القيود على إيصال الدعم اللازم يؤدي إلى “تقويض القدرة على الاستجابة”، وأن “من الضروري فوراً اتخاذ جميع التدابير اللازمة لزيادة إدخال الدعم الإنساني بشكل آمن، وضمان وجود ممر آمن للمدنيين السّاعين للإخلاء”.
وشددت مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن “على جميع الأطراف أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان حماية المدنيين والبنى التحتية الصحية، حتى في المناطق التي طالتها أوامر الإخلاء”، مؤكّدة أنّ “اللجنة الدولية تبقى ملتزمة دعم الخدمات الطبية، لكن الوضع حرج ويتدهور بسرعة”.
وبينما أوضحت أنّ “اللجنة تواصل دورها كوسيط إنساني محايد لتسهيل حركة العاملين في مجال الرعاية الصحية والمعدّات الطبية”، إلاّ أنها شددت على أنه “يجب بذل مزيد من الجهود لضمان الوصول الآمن للجهات الإنسانية والطبية الفاعلة إلى من هم في حاجة إلى المساعدة”.
وفي السياق، أعلنت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، “يونيسف”، أنّ هناك “2500 طفل، بعضهم مصاب بالسرطان في غزة، يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة”.
وضمن إدانته للعدوان الإسرائيلي على إيران، وقلقه من “الهجمات الإسرائيلية”، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدعوة إلى وقف جميع الأعمال العسكرية، بما في ذلك في غزة ولبنان.
وقال غوتيريش: “ندعو إلى بذل أقصى الجهود للعودة إلى المسار الدبلوماسي، ومنع اندلاع حرب إقليمية شاملة”.
العدوان الإسرائيلي على #غزة..
الغزيون يواجهون صعوبات في دفن شهدائهم بسبب الحصار ومنعهم من التوجّه إلى المقابر.
ويواصل الاحتلال اعتداءاته على الطواقم الطبية، بحيث اعتقلت قوات الاحتلال رئيس قسم الجراحات الترميمية وجراحة العظام في مستشفى العودة، في تل الزعتر، الدكتور محمد عبيد، من داخل مستشفى كمال عدوان، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الليلة الماضية، أنّ الوضع الحالي داخل مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزّة يزداد سوءاً بشكلٍ مُقلق. وذكرت أنّ العدد الإجمالي للأشخاص داخل المستشفى يبلغ 600 شخص، يشمل المرضى والجرحى والطاقم الطبي والمرافقين.
وأكّدت استشهاد طفلين داخل قسم العناية المركّزة، بعد توقّف مولدات المستشفى واستهداف محطة الأوكسجين.
وفي اليوم الـ386 من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينينة في غزّة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 42924 شهيداً، إضافة إلى 100 ألف و833 جريحاً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.