جامعة الدول العربية ترفض إعادة احتلال غزة وتؤيد موقف مصر.. داعيةً إلى محاسبة “إسرائيل”
العين برس/ متابعات
أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أنّ المشاركين في الاجتماع الوزاري على مستوى وزراء الخارجية، في دورته العادية الـ”162″، أكّدوا دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. وقال أبو الغيط، خلال مؤتمرٍ صحافي، إنّ “الاجتماع شهد عرض جهود لجنة القدس والدفاع عن حقوق الفلسطينيين”، مضيفاً “أننا نعمل على دعم الملف الفلسطيني، ونتبنى جميع المواقف الداعمة لحقوق الفلسطينيين”.
وأشار إلى أنّ “مواقف بعض الدول الأوروبية تتطور بالتدريج لدعم حلّ الدولتين وإحلال السلام في المنطقة”.
وقال أبو الغيط إنّ “الأوضاع في السودان بالغة الصعوبة، ونأمل حلّ الأزمة لرفع المعاناة عن الشعب السوداني”.
وأكد أبو الغيط أنّ “الظهور التركي في اجتماعات مجلس الجامعة العربية إشارة قوية إلى أنّ الدول العربية مُستعدة للتعاون مع تركيا، والعودة إلى إثراء العلاقات بها”.
وشدد على أنّ “اجتماعات مجلس الجامعة، على المستوى الوزاري، شهدت دعم الرؤية المصرية بشأن الحدود مع الجانب الفلسطيني”.
أبو الغيط: نرفض وجود “إسرائيل” في محور “فيلادلفيا”.. وندعم موقف مصر
وخلال الجلسة الافتتاحية، قال أبو الغيط إنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزّة ليس مطلباً عربياً فقط، بل مطلب عالمي وضرورة إنسانية أخلاقية، وهدف استراتيجي لتجنيب المنطقة شرور حرب موسّعة.
وقال أبو الغيط، في كلمة ضمن الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، في دورتها العادية الـ”162″ في العاصمة المصرية القاهرة، إنّ “احتمالات الحرب الموسّعة ليست بعيدة، بل شرارتها تلوح في أفق المنطقة مُنذرةً بالخراب للجميع من دون استثناء”.
وأشار إلى أنّ “الاحتلال الإسرائيلي مُستمر في غيّه، ويمعن في الهرب إلى الأمام عبر اختراع الأكاذيب”، مستشهداً بادعاءات رئيس حكومة الاحتلال أنّ محور فيلادلفيا يُعطّل صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
وشدّد على “رفض وجود قوات الاحتلال عند الحدود بين مصر وقطاع غزة”، لافتاً إلى أنّ “موقف مصر مدعوم عربياً بصورة واضحة ومؤكَّدة، ويدعو إلى رفض إعادة الاحتلال إلى القطاع”.
فيدان: النظام العالمي فشل في وقف الإبادة في غزّة
وبمشاركة تركيا للمرّة الأولى، منذ 13 عاماً في اجتماع وزراء الخارجية العرب، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إنّ “النظام العالمي فشل في وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني”، مضيفاً أنّ “العقاب الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزّة أصبح منتشراً، ووصل إلى الضفة الغربية”.
وأكد فيدان أن “علينا أن نتضامن بصورة أكبر لوقف آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة، فنحن أوقفنا الحركة التجارية مع إسرائيل ولن نستأنفها إلا بعد استقرار الوضع في قطاع غزّة، وسنواصل جهودنا للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية”.
وشدد وزير الخارجية التركي على “ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم الإسرائيلية أمام المحاكم الدولية”، مشيراً إلى أنّ “الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، ويجب وقف العنف الذي يرتكبه في قطاع غزة، كما يجب إيقاف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
ولفت فيدان إلى أنّ “حماية الفلسطينيين في قطاع غزّة وتقديم المساعدات، مسؤوليةٌ دولية”، مضيفاً أنّ “الاحتلال يُواصل حرمان الفلسطينيين من الحصول على الخدمات”، مثمناً الجهود المصرية القطرية الأميركية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.
“إسرائيل” تسعى لتحويل الضفة الغربية إلى غزّة جديدة
بدوره، أكّد مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ “إسرائيل” تسعى لتحويل الضفة الغربية إلى غزّة جديدة، عبر تنفيذ سياسة تهجير سكانها، مشيراً إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية جعلت “حل الدولتين” المتوافق عليه دولياً، أمراً مستحيلاً.
واستنكر بوريل، خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية، استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، مشيراً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي ليس لديه ما يُضيفه في هذا الشأن، لأنّ الأرقام والحقائق أصبحت مكشوفة للجميع.
وأعرب بوريل عن دعم الاتحاد الأوروبى، بصورة كاملة، لجهود مصر والولايات المتحدة الأميركية وقطر لوقف إطلاق النار، مضيفاً: “لكن حتى الآن يبدو أنه لن نصل إلى وقف إطلاق النار في المستقبل القريب، لأنّ القائمين على اندلاع الصراع ليس لهم مصلحة في وضع نهاية له”.
وقال المسؤول الأوروبي إنّ “المجتمع الدولي يفتقر إلى الإرادة السياسية لحلّ الأزمة الراهنة في قطاع غزّة”، مُطالباً بضرورة تكثيف العمل والجهود لوضع حد للتدهور الذي تشهده غزّة.
وأكّد ضرورة العمل المشترك لدعم السلطة الفلسطينية مالياً، وتيسير الإمكانات من أجل الحوار بين الفصائل الفلسطينية، مشدداً على أنّ “لا سبيل إلى الأمن في الشرق الأوسط إلا بتحقيق السلام الشامل والعادل”.
بو حبيب: نحتاج إلى دعم عربي نفتقده في هذه اللحظات الصعبة
وأشار وزير الخارجية، في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، عبد الله بو حبيب، إلى أنّ لبنان يتعرّض، منذ أحداث الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، لتدميرٍ مُمنهج لبشره وحجره، بحيث قتلت “إسرائيل” المئات من النساء والأطفال والمسعفين، والطواقم الطبية، والصحافيين والمدنيين، وآخرهم أربعة من عناصر الدفاع المدني، وهم يُخمدون نيراناً أشعلتها “إسرائيل”، وقامت بإحراق بساتينه وأشجاره المثمرة، ومنها الزيتون المعمر، مُستخدمةً الفوسفور الأبيض، سعياً لإنشاء شريط حدودي من الدمار غير القابل للحياة لعشرات الأعوام.
وأضاف بو حبيب: “ألا يستحق هذا الوطن، لبنان، الصغير في جغرافيته، الكبير في عروبته وانتمائه وانتشاره حول العالم، والذي حمل ما لم يحمله أحد تجاه القضية الفلسطينية، بعض الدعم في هذه المرحلة الدقيقة؟ وأنتم كنتم له، طوال حِقَب وتحدّيات خلت، السند، والشقيق، والملاذ الآمن”.
وأكّد أنّ لبنان “اليوم في أمسّ الحاجة إلى الدعم العربي”، متابعاً: “نحن نتألم بصمت، ونحتاج إلى دعمٍ عربي نفتقده، وغطاء ومظلّة عربيين، في هذه اللحظات الصعبة. فالفراغ العربي في لبنان مُدّمر لحيثية وطن الأرز، وتوازناته، ووجوده”.
وشدد على أنّ “فلسطين تبقى القضية الأم لكل لدول العربية، ومفتاح الاستقرار في منطقتنا. علينا التفكير معاً في كيفية استثمار الوزن العربي في العالم ومقدراتنا السياسية، والاقتصادية، والمالية، للوصول سريعاً إلى حل عادل، ومُشرّف للقضية الفلسطينية يُعيد الحقوق إلى أصحابها، ويؤمّن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفقاً لمبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت لعام 2002”.
وأبدى بوحبيب خشيته من استمرار الوضع على ما هو عليه، على نحو سينعكس سلباً ليس فقط على دول الجوار كما هي الحال الآن، بل ستتدحرج الأمور كأحجار الدومينو لتطالنا بالسوء جميعاً، ولو بعد حين.
“إسرائيل” مُستمرّة في تحدّي القانون الدولي
من جانبه، قال وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، إنّ “إسرائيل” مُستمرّة في تحدّي القانون الدولي وكل الأعراف والقيم الأخلاقية، وترتكب حرب إبادة في قطاع غزّة.
وأعرب وزير الخارجية الموريتاني عن دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، ودان “الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة”.
وأضاف أنّ “الحاجة باتت مُلحّة لممارسة ضغط دولي من أجل إجبار الاحتلال على الاستجابة لنداء وقف إطلاق النار في أسرعِ وقتٍ ممكن”.
وشدد على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية كون الاعتراف هو السبيل الوحيد إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ استمرار الاحتلال هو السبب الرئيس في استمرار حالة الصراع.
دعوات إلى وقف الانتهاكات في القدس والضفة وغزّة
وقبيل انعقاد الجلسة الافتتاحية، ترأّس نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، الاجتماع الثامن للجنة الوزارية العربية المكلفة التحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة.
وعرض الصفدي، خلال الاجتماع، التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وجهود عمل اللجنة منذ اجتماعها السابع، والاتصالات التي أجرتها في إثر التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف، وسبل المواجهة والوقف لهذه الاعتداءات والانتهاكات المرفوضة، والتي تتزامن مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة والتصعيد الخطير في الضفة الغربية.
وشدد الصفدي على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يُسببها، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية المستدامة والكافية إلى مختلف أنحاء القطاع.
ودعا إلى ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والاعتداءات على الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية، محذراً من تفجر الأوضاع في المنطقة بسبب استمرار سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تجاه الفلسطينيين، والاعتداء على الأراضي الفلسطينية.
ودان أعضاء اللجنة الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات كونها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وتصعيداً خطيراً، مؤكدين الرفض والإدانة لكل السياسات الإسرائيلية المستهدفة تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها، والتي تخرق الوضع التاريخي والقانوني فيها.
ولفت أعضاء اللجنة إلى أنّ لا سيادة لـ”إسرائيل” على القدس ومقدساتها، مُجددين تأكيد ضرورة تلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تجسيد دولتهم المستقلة ذات السيادة عند خطوط الرابع من حزيران 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، على أساس أن يكون حل الدولتين سبيلاً وحيداً إلى تحقيق السلام العادل والشامل.
وأكدوا دعم الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى دورها في حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، وفي المحافظة على الوضع القائم فيها، تاريخيّاً وقانونياً، وعلى أنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة الشرعية صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك ورعايته وتنظيم الدخول له.
“لإيجاد حلٍ كامل للأزمة السورية”
وعقدت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالحوار المباشر مع الحكومة السورية اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، في مقرّ الأمانة العامة لـجامعة الدول العربية، بحضور وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، الدكتور فيصل مقداد.
وتضمّ اللجنة كلاً من مصر، الأردن، السعودية، العراق ولبنان والأمين العام لجامعة الدول العربية. وناقشت اللجنة آخر التطورات المتعلقة باستكمال تنفيذ بيان عمان، واستمرار الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل سياسي شامل في البلاد.
وقررت اللجنة تشكيل فريق من الخبراء لدراسة الموضوعات التي تتعامل بها اللجنة الوزارية مع الحكومة السورية، على أن يتم عقد اجتماع فريق الخبراء في العاصمة العراقية بغداد، في وقتٍ لاحق يتم التوافق عليه.
قضايا في جدول الأعمال
ويناقش اجتماع الدورة العادية الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، عدداً من القضايا، تتصدّرها القضية الفلسطينية، والحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزّة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وما تسببت به من توتراتٍ إقليمية ودولية تُنذر بدخول المنطقة حرباً إقليمية تُضر بالشعوب كافّة.
وإلى جانب العدوان الإسرائيلي على غزّة، هناك عدد من الملفات المهمة المطروحة على وزراء الخارجية العرب، أبرزها الحرب السودانية بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، والأزمة الليبية المستمرة منذ عام 2011، والتطورات الصومالية من جرّاء الاتفاقية غير القانونية التي أبرمتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، إلى جانب التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، والأزمة اليمنية، والأمن المائي العربي في كل من مصر والسودان بشأن سد النهضة، والأردن وسوريا والعراق.
المصدر: الميادين نت