تصاعد الخلافات الإسرائيلية… بن غفير يهدّد بحلّ الحكومة ونتنياهو لا يثق بغالانت
العين برس/ متابعات
رأى رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، وعضو “كابينت الحرب” المستقيل، غادي آيزنكوت، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مقيَّد بمصالحه الشخصية والسياسية، ولا يمتلك القدرات القيادية التي يمكن أن تنقذ “إسرائيل”، داعياً إلى استبداله بصورة فورية. وفي مقابلةٍ مع موقع “والاه” الإسرائيلي، قال آيزنكوت: “للأسف الشديد، أستبعد رؤية نتنياهو يرتقي إلى المستوى الاستراتيجي القيادي، ويتخذ قراراً صعباً جدّاً يقضي بوقف الحرب، وسحب القوات، كما هو مطلوب، والبحث في مصالح إسرائيل”، مضيفاً أنه يجد “صعوبة في رؤية نتنياهو يقبل صفقة، ويقول لسموتريتش وبن غفير إن هذا هو الأمر الصّائب”.
وفيما يتعلق بالخروج إلى حرب في الجبهة الشمالية، في ظل إطلاق حزب الله المستمر للصواريخ، قال آيزنكوت إنّ “الثمن سيكون باهظاً في الجبهة الداخلية”، مؤكداً أنه “في ظل حكومة إسرائيلية غير قادرة على اتخاذ قرارات، وأشخاص ذوي فجوات معرفيّة هائلة في الكابينت، يوجد سبب لنكون قلقين”.
ورداً على سؤال إن كان “يمكن لهذه الحكومة أن تجلب نصراً، أجاب آيزنكوت بالنفي، جازماً بأنّ “الطريق، الذي يقوده نتنياهو، لا يؤدي إلى النصر، وأنه “لا يمكن إحراز ذلك عبر الشعارات”.
وبعد شهر من انسحاب “معسكر الدولة” من “كابينت الحرب”، وصف آيزنكوت “الكابينت” السياسي الأمني القائم اليوم بأنه فاسد.
وأكد آيزنكوت أنّ نتنياهو يفضّل السياسة على مصلحة “إسرائيل”، وأنه “فشل في تحقيق الأهداف التي وضعها: في مقابل إيران، وفي مقابل السعودية، وبشأن تعزيز الأمن”، وأنه في وضعه الحالي “لم يعد قادراً على تأمين مصالح إسرائيل”.
مصدر في محيط نتنياهو: لا يمكننا الوثوق بغالانت
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن مصدر في محيط نتنياهو، أنّ غالانت هو بيدق في يد رئيس الأركان، وأن الطريقة التي تصرف بها في الإصلاحات القضائية، وفي قانون التجنيد، وبشأن الصفقة، توحي في أنه يريد إطاحة الحكومة، وأنه لا يمكن الوثوق به”.
وأعادت القناة الـ”12″ الإسرائيلية تفاقم الخلاف بين نتنياهو وغالانت إلى منع الأول للثاني من عقد اجتماع بشأن الصفقة مع رئيسَي “الموساد” و”الشاباك”، مطالباً بعقد الاجتماع لديه. وبحسب المعلق السياسي في القناة، عاميت سيغل، فإنّ نتنياهو خاطب غالانت قائلاً: أنتم تأتون لمناقشتي بعد أن يكون كل شيء طُبخ بالفعل. ومن الآن فصاعداً أنا منسّق الاجتماع.
ونقل سيغل عن مصادر مقربة إلى نتنياهو قولها إن غالانت يواجه صعوبة في تقبل الأمر.
وتصاعدت حدة التوتر بعد المواجهة بين الاثنين، ولم يحضر غالانت الاجتماع الذي عُقد في النهاية لدى نتنياهو. وفي اجتماع آخر في وقت لاحق من المساء، انتقد نتنياهو غالانت قائلاً: أنت لست رئيس حكومة. وقال غالانت إن عدم عقد مثل هذا الاجتماع يجعل من الصعب على المؤسسة الأمنية الاستعداد لاجتماعات بشأن القضية الأكثر أهمية في جدول الأعمال.
ورأت القناة أن خلفية الأمر لا تقتصر على صراعات الأنا وانعدام الثقة فحسب، بل إنّ هناك أيضاً فجوات متزايدة بين رئيس الحكومة ووزير الأمن. وبينما يحث غالانت على قبول العرض الحالي، كما قال قبل أيام لعائلات الأسرى، حين أكد “أننا أقرب من أي وقت مضى إلى الصفقة”، يرى نتنياهو أن الضغط العسكري سيؤدي إلى تحسين الاقتراح.
وفي سياقٍ متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية توجه أربعة أعضاء من حزب “الليكود” في “الكنيست” إلى نتنياهو، مُطالبين باستبدال غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وقادة ألوية، بالإضافة إلى المدعي العام العسكري والمتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي، قبل خوض أي معركة ضد حزب الله.
بن غفير يهدّد بحلّ الحكومة: ستبقون وحدكم
وفي سياق متصل، أشار موقع “ماكو” الإسرائيلي إلى أنّ المواجهة بين رئيس الحكومة ووزير الأمن ليست سوى واحدة من المواجهات المتعددة، التي خاضها نتنياهو مع أعضاء الائتلاف.
وأفاد الموقع بأن وزير “الأمن القومي”، إيتمار بن غفير، هدّد نتنياهو بأنه “سيبقى وحيداً” إذا لم يشارك في المناقشات الحاسمة بشأن الصفقة. وقال بن غفير في جلسة “الكابينت”: “أعرف ان الجلسة الحقيقية ستعقد بعدنا مباشرةً، نحن هنا مجرد ديكور. وبعد أن ننتهي، ستجلس أنت وغالانت ورؤساء المؤسستين العسكرية والأمنية وتُنهون الأمور”.
وأضاف بن غفير: “أقول لك، يا رئيس الوزراء، إنك إذا اتخذت القرارات بمفردك، فهذه مسؤوليتك، وستبقى وحدك أيضاً. لم ينتخبني نصف مليون شخص كي أجلس في الحكومة، بينما من يحسم الأمور رؤساء المؤسستين العسكرية والأمنية”.
وردّ السكرتير العام لحكومة الاحتلال، يوسي فوكس، على بن غفير بالقول إنه “لطالما كان هناك مطبخ صغير”، فأجابه بن غفير “إذا لم أكن شريكاً في المطبخ، فهذا يعني أنك تتجاهل نصف مليون شخص. وفي النهاية، ستبقون وحدكم في المطبخ”.
المصدر: الميادين نت