تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.. ودعوات لوقف إطلاق النار
العين برس/ لبنان
تجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، وارتفعت حدّتها على الرغم من مساعي وقف إطلاق النار، في المقابل تجددت دعوات وجهتها عدة اطراف رسمية وحزبية الى وقف اطلاق النار في المخيم .
هذا وتوعدت هيئة العمل الفلسطيني المشترك، برفع الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال القائد العرموشي.
وأفادت مصادر اعلامية اليوم الثلاثاء، بارتفاع حدة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان بين حركة فتح وعناصر متطرفة. وأوضحت أنّ الاشتباكات العنيفة تتركز على محوري “جبل الحليب” و”البركسات – حي الطوارئ” في مخيم عين الحلوة باستخدام القذائف الصاروخية.
وتابع أنّ “العناصر المتطرفة تتمركز في حي الطوارئ “، مشيراً إلى أنّ “كثافة النيران تشي بأنّ هناك هجوماً كبيراً على هذا الحي”.
ونقل مراسل الميادين معلومات تتحدث عن مشاركة الإرهابي والمطلوب، بلال بدر، في اشتباكات مخيم عين الحلوة.
كما أكّد أنّه “في حال لم يتمّ تسليم المسؤولين عن عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبو أشرف العرموشي، فسيكون مخيم عين الحلوة عرضة لتنفيذ اغتيالات كما في عام 2013 إلى عام2017”.
كذلك، أصيبت سيدة في مدينة صيدا بالرصاص نتيجة الاشتباكات، وفق مراسلنا، الذي أشار إلى أنّ أكثر من 60% من أهالي المخيم نزحوا إلى المناطق الآمنة في المدينة.
في غضون ذلك، أعلن التحكّم المروري اللبناني قطع السير من الأتوستراد الشرقي في صيدا وأوتوستراد الغازية وتحويله إلى الطريق البحرية.
هيئة العمل الفلسطيني تدعو إلى تثبيت وقف إطلاق النار
ويأتي تجدد الاشتاباكات واشتداد حدّتها في مخيم عين الحلوة بالتزامن مع انتهاء اجتماع هيئة العمل الفلسطيني في مقرّ السفارة الفلسطينية في بيروت لبحث ما يجري في المخيم.
وأعلنت الهيئة رفع الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في صيدا، مؤكّدةً أنّها “فعل إجرامي يخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، واستهداف للكل الفلسطيني”.
ودعت الهيئة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين فوراً، معلنةً تشكيل لجنة ميدانية للتحقيق في جريمة الاغتيال.
كذلك، دانت الهيئة أعمال التحريض والتشويه كافة التي تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، مشددةً على تمسّكها بالأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية بكلّ مؤسساتها الأمنية.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في المخيّم، بين “فتح” ومسلّحين متطرفين، بعد عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً في إحدى التنظيمات، يدعى “أبو قتادة”، حيث أصيب بإطلاق نار مباشر.
وتجدّدت الاشتباكات في المخيّم في اليومين الماضيين، بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.
وكانت الفصائل الفلسطينية، قد توصّلت إلى وقف فوري لإطلاق النار، بين جميع الأطراف في مخيّم عين الحلوة، يوم الأحد، وذلك بعد اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في مقر حركة أمل في حارة صيدا، لكن الاشتباكات استمرت على الرغم من الاتفاق، فيما شهد المخيم حركة نزوح من جرّاء الاشتباكات.
شبايطة: إنّ هناك تحضيراً لفتح أكثر من جبهة جديدة في المخيم
وتعليقاً على أحداث مخيم عين الحلوة، قال أمين سر حركة فتح في صيدا، ماهر شبايطة، للميادين، إنّ “ما يحصل الآن هو من الأطراف المتطرفين الذين لا يريدون الالتزام بوقف إطلاق النار”.
وأضاف شبايطة: “يُغدر بنا ونحن التزمنا بوقف إطلاق النار، ولكن فوجئنا بما حصل منذ قليل”، مشيراً إلى أنّ “جند الشام هم من فتح النار في اتجاه مواقعنا، وشبابنا يردون على إطلاق النار”.
وشدّد على أنّ “عناصر حركة فتح ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار في المخيم، ولكننا نرد على استهدافنا”، مؤكّداً للميادين موقف فصائل المقاومة “لأننا نعلم أنّ المخطط هو ضرب المخيمات”.
وبحسب شبايطة، فإنّ “ما يفعله المتطرفون الآن هو محاولة للهروب من الوصول إلى معرفة من اغتال القائد العرموشي”، مضيفاً أنّ “معلومات الحركة تقول إنّ هناك تحضيراً لفتح أكثر من جبهة جديدة في المخيم في المناطق الموجود فيها عناصر جند الشام”.
في السياق، نقل مراسل الميادين عن مصدر في حركة فتح تأكيده أنّ “قرار اغتيال العرموشي اتخذ قبل فترة”، وأنّ “تثبيت وقف إطلاق النار مرهون بتسليم الجهات التي قامت بعملية الاغتيال”.
فصائل المقاومة الفلسطينية: لتصويب البنادق نحو الاحتلال فقط
بدورها، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها الأحداث المؤسفة التي تجري في مخيم عين الحلوة من اقتتال داخلي.
وفي بيان أصدرته اليوم عقب اجتماعها الدوري، رأت الفصائل أنّ هذه “الأحداث المأساوية تخدم الاحتلال، وهي جزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية، التي تسعى لإثارة القلاقل والخلافات في المخيمات الفلسطينية، خاصةً في لبنان، لضرب قضية اللاجئين”.
ودعت فصائل المقاومة أصحاب القرار إلى تحمّل مسؤولياتهم في رأب الصدع وتطويق الأزمة والاحتكام للحوار، “وتكريس الجهود لتصويب البندقية باتجاه الاحتلال”.
كذلك، دعت إلى تحشيد كل الطاقات، بشرياً وعسكرياً، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وحماية قضيته من التصفية، وخاصة حق العودة.
يُذكر أنّ الجيش اللبناني لا يدخل المخيّمات الفلسطينيّة، تاركاً مهمّات الأمن للفلسطينيين أنفسهم داخلها.
ويؤوي مخيّم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين، علماً أنّ آلاف الفلسطينيّين انضمّوا إليهم في السنوات الأخيرة، هرباً من الحرب في سوريا.