بيان المعارضة في الجزيرة العربية على اعدام السعودية لثلاثة من أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
في سابقة أخرى بانتهاك قدسيّة الأشهر الحرم، أقدمت السلطات السعودية على إعدام ثلاثة من أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية وهم حسن بن عيسى بن أحمد آل مهنا وحيدر بن حسن بن عبد الله مويس ومحمد بن ابراهيم بن جعفر مويس على خلفية اتهامات مزعومة، كما وردت في بيان وزارة الداخلية الصادر يوم الاثنين الثاني من ذي القعدة الموافق الثاني والعشرين من مايو الجاري.
إن إصرار النظام السعودي على سياسة الإعدامات العبثية بحق المواطنين، ولا سيما من أبناء الطائفة الشيعية، يؤكّد كيدية أحكام الأعدام وعدم نزاهة القضاء وافتقار المحاكمات لأدنى شروط المحاكمة العادلة. وبات في حكم اليقيني ان هذه الاعدمات لا تخرج عن نطاق التسييس برسائله الداخلية والخارجية، ولا صلة له بالاتهامات المذكورة في بيان الداخلية.
لقد حذّرنا في بيانات سابقة من جنوح النظام نحو ارتكاب المزيد من الاعدامات على خلفية مزاعم لا تستند الى أدلة وبراهين وإنما هو القضاء الخاضع تحت تأثير أهواء أهل السياسة، والذي يخرج في هيئة أحكام عبثية وجائرة بل وصبيانية. واليوم، يؤكد حكّام الرياض على حقيقة أنهم غارقون في لعبة الدم، التي لا يتقنون سواها، وإدخال الحزن الى بيوت عشرات العوائل التي لا تملك سوى البكاء على فقد أبنائها لمجرد أنّهم جهروا بخيبات نظام فاشل أخفق في تلبية الحدود الدنيا من العيش الكريم، بفعل نهبه لثروات الشعب وسيطرته المطلقة على مقدرات مناطق آبائهم وأجدادهم، تحت طائلة رؤية لم يجدوا فيها سوى كومة أوهام بائسة.
وإننا في الوقت الذي نعبّر عن غضبنا إزاء هذه الجريمة الجديدة بإعدام ثلة من أبناء شعبنا، نتوجّه الى وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي لنقول بأن من وصف بالمنبوذ ذات يوم بفعل اقترافه جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي هو ذاته من يرتكب الجريمة بشكل آخر، ولم يبدّل سياسته وأن الخطاب الناعم الذي يظهره مجرد قناع زائف يخفي وراءه وجهه الحقيقي، وتوحّشه، ودمويته. أراد رمز النظام سلمان وصبيه الجمع بين المتناقضات ليضيع أثر جرائمه، بين ترفيه محفوف بكل رذيلة وموبقة، ووحشية ملطخة بالدم لكل من يطالب بحق مشروع أو يجهر بمظلومية سافرة.
لقد استنفذ حكّام الرياض كل وسائل التعامل مع المظالم الاقتصادية والاجتماعية والمطالب السياسية، وباتوا عاجزين عن استعمال أدوات الإقناع، ولم يبق لديهم سوى السيف الذي جعلوه أداة تخاطب وحيدة مع شعب أعزل، لا يملك ما يدافع به عن نفسه. ومن هوان حكم تأسّس على القتل والنهب استعراضه القوة على من لا حول لهم ولا طول، وإن كان بفعله هذا يدفع الناس الى البحث عن خيارات أخرى لحماية أنفسهم من الموت العبثي، حين لا يردع هذا النظام الجائر رادع ديني أو أخلاقي ولا يمنعه وازع إنساني وقانوني.
في خطابنا لكل وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية والمجتمع الدولي نلفت الى أن هذا العهد الذي يحاول الهروب من حقيقته الإجرامية هو أكثر العهود دموية في تاريخ المملكة السعودية، فقد تجاوز عدد الرؤوس التي قطعت بسيف البغي الألف، وكذلك حجم جرائم القتل في الطرقات، والأحياء السكنية وداخل السجون، علاوة على الاعتقالات العشوائية والمحاكمات العبثية.
إن التستّر بخطاب الإعتدال والتسامح ما هو سوى محاولة هروبية من كذبة لا تنطلي على من له أدنى وعي بنظام لم يتخلّص من تركة القتل والإجرام، ولا يعيش من دونهما، ولا يضمن بقاءه بسواهما.
إننا ناشد كل أحرار العالم بإدانة مثل هذه الاعدامات السياسية التي يرتكبها حكام السعودية، وندعو الى عدم الإنجرار وراء الدعاية السوداء والرخيصة التي يستعلمونها للترويج لخطاب هم أبعد عنه بمئات السنين الضوئية، أو انجازات لا تعدو أوهامًا وليس لها من الواقع نصيب، وأن صفة الإجرام هي المطابقة لسلوكهم وسيرتهم وسلالتهم.
لقاء المعارضة في الجزيرة العربية
الاثنين 2 ذي القعدة 1444
22 مايو 2023