دوت في العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الثلاثاء، أصوات معارك وغارات جوية، على الرغم من دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميا، يؤمل في أن يتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية، للتخفيف من وطأة نزاع أودى بنحو ألف شخص، ودفع أكثر من مليون لترك منازلهم.
وشهدت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ، مساء الإثنين، في السودان ومن المقرر أن تستمر أسبوعا بداية هشة، إذ أفاد شهود في العاصمة الخرطوم بتحليق مقاتلات في سماء المدينة، واستمرار المواجهات في بعض المناطق.
وقال شهود عيان إنه يمكن سماع دوي قصف كثيف في شرق الخرطوم وإطلاق نار في أم درمان وبحري.
وبعد خمسة أسابيع من المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، اتفق الجانبان على هدنة تستمر سبعة أيام، بدأت في الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش) الإثنين، بهدف إفساح المجال لتوصيل المساعدات.
لكن يبدو أن مصيرها مهدد بأن يكون كسابقاتها، إذ أفاد سكان في الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم لوكالة الأنباء الفرنسية بسماع أصوات اشتباكات بعد موعد بدء وقف النار.
وفي جنوب العاصمة، أفاد سكان بـ”سماع أصوات غارات جوية بعد الموعد المحدد للهدنة”.
وشهد الإثنين قتالا متواصلا لليوم السابع والثلاثين على التوالي، دفع سكان الخرطوم البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريبا لملازمة منازلهم، وسط اقتتال وحر شديد، ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات.
وأكد شهود عيان وقوع “اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري”، وكذلك يدور قتال بين الطرفين في شارع الغابة بوسط الخرطوم.
وأفاد آخرون بوقوع “اشتباكات في منطقة بيت المال قرب مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان” غرب العاصمة.
ومنذ 15 نيسان/أبريل، يشهد السودان نزاعا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
والإثنين، نشر دقلو تسجيلا صوتيا له على حسابه على موقع تويتر، اتهم فيه “النظام البائد مع قادة الانقلاب بالتخطيط لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي”.
وأكد قائد قوات الدعم السريع احترام كافة القوانين الدولية وحقوق الإنسان، مطالبا السودانيين بـ”عدم الاستجابة لتعبئة المتطرفين والإرهابيين”.
والأحد، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك، أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف جديد لإطلاق النار يمتد أسبوعا، بدأ منذ ليل الإثنين.
وأعلن كل من الطرفين في بيان أنه يريد احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).
لكن منذ اندلاع المعارك، تعهد الطرفان وقف النار أكثر من 10 مرات، لكن سرعان ما تم انتهاكه.