الاحتلال يفشل مجدداً في خطته الجديدة للقضاء على المقاومة في الضفة
العين برس/ فلسطين
بالرغم من الاقتحام الكبير لقوات الاحتلال لمخيم جنين في الـ3-4 من يوليو الماضي، وصمود المقاومة الفلسطينية، بالإضافة لعمليات الاقتحام المتكررة لمدينة طولكرم ومخيمها؛ إلا أن جيش الاحتلال يفشل مراراً وتكراراً في وقف العمليات الفدائية في الضفة المحتلة.
وقد بات جيش الاحتلال في ظل تسارع العمليات الفدائية في الضفة الغربية المحتلة مقتنعاً بأنه لا حلول عسكرية للمقاومة هناك، بعد أن جرب العديد من الأساليب ضدها في ظل الحاضنة الشعبية القوية للمقاومة، كما يرى العديد من المختصين؛ إلا أن جيش الاحتلال يتبع حالياً أسلوب العمليات الخاطفة في مدن وقرى الضفة، فهل تنجح في التأثير على المقاومة؟
الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، حسن لافي، اعتبر أن كيان الاحتلال منذ نحو عامين استنفذ كل أدواته الانتفاضة الشعبية والعسكرية المشتعلة في الضفة الغربية المحتلة.
فشل “إسرائيلي”
وقال لافي خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “إن “إسرائيل” بالرغم من استخدامها استراتيجية “كاسر الأمواج” التي اعتمدت على الاستنزاف الدائم للفلسطينيين من خلال الاعتقالات والاغتيالات والملاحقات؛ إلا أنها لم تنجح فيها”.
وأضاف: “أن “إسرائيل” ذهبت لوقف المقاومة في الضفة بعد ذلك للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة وخاصة ضد “الجهاد الإسلامي” من خلال اغتيال العديد من القادة لها، معتقداً بأنها قامت بهذه الأمور للفصل بين تأثيرات قطاع غزة والضفة المحتلة، وذلك لم ينجح أيضاً”.
لا حلول عسكرية في الضفة
وأوضح بأن الاحتلال ذهب بعد ذلك لشن عمليات واسعة في الضفة المحتلة مثل عملية “الحديقة والبيت” (بأس جنين) والتي جند بها جيش الاحتلال أكثر من 1000 جندي من قوات النخبة الصهيونية وغيرها من القوات ولم تنجح أيضاً في ذلك، معتقداً أن “إسرائيل” في ظل هذا الوضع باتت مقتنعة بأنه لا حلول عملياتية لما يحدث في الضفة الغربية لإيقاف العمل العسكري المقاوم.
ورأى المختص في الشأن الصهيوني أن العمل العسكري المقاوم في الضفة الغربية يمتد أفقياً ويتسع على مساحة جغرافية كبيرة من مدن وقرى الضفة الغربية، مبيناً أنه بالتوازي تزداد قدرة هذا العمل المقاوم التكتيكية والتنفيذية للعمليات الفدائية، من خلال العمليات بالعبوات الناسفة وإطلاق النار بالأسلحة الأوتوماتيكية.
عمليات متسارعة
وأشار لافي إلى أن الشيء الأخطر في العمل العسكري المقاوم بالضفة على الاحتلال أن العمليات الفدائية باتت متسارعة، حيث سجلت في اليوم الواحد أكثر من أربع عمليات داخل الضفة الغربية المحتلة.
وبين أن “إسرائيل” لم تستطع أن تجد حلاً للمقاومة ووقف العمليات في الضفة الغربية، معتقداً بأن كيان الاحتلال في الوقت الحالي يدير الوضع الأمني وهي فاقدة لزمام المبادرة، كونها لا زالت غير مقتنعة بأن هناك شعب تحت الاحتلال قرر أن يزيله.
حاضنة شعبية واستنزاف الاحتلال
وقدر لافي أنه على مدار الشهور الماضية واستخدام الاحتلال العديد من الأساليب لوقف المقاومة وبالرغم من ذلك تفشل في تحقيق أهدافها، مبيناً أنه كان هناك دوراً كبيراً للحاضنة الشعبية للمقاومة التي انطلقت من خلالها هذه المقاومة، كونها كانت دوماً رافدة ومغذية لها في استنزاف الاحتلال “الإسرائيلي”، كون هناك ثقة لدى الكل الفلسطيني بأن المقاومة هي الحل لمواجهة الاحتلال ومشروعه الاستيطاني.
كما اعتقد لافي بأن الشباب الفلسطيني المقاوم في الضفة الغربية بات هو من يشكل “قواعد التنظير الذاتية”، مبيناً أن من ينفذ عملية فدائية سيكون هو المنظر أو القدوة للمنفذ القادم لأي عملية.
تطور عسكري
وبخصوص التطور العسكري للمقاومة في الضفة، أشار إلى أن المقاومة في الضفة بدأت بالتصنيع العسكري المحلي، موضحاً أن ذلك تطور تبعاً لتزايد التهديدات “الإسرائيلية”، حيث تطورت العبوات الناسفة من خلال الحجم والقوة التدميرية، بالإضافة للحديثة عن تصنيع بعض المقذوفات الصاروخية.
واعتقد لافي أن تطور المقاومة في الضفة من الناحية العسكرية في تطور طبيعي، مثل ما حصل في تطور المقاومة في لبنان سابقاً، مبيناً أن المقاومة الفلسطينية لها روافد لا تبخل عليها من خلالها بالدعم العسكري.
ورأى بأن المرحلة المقبلة في الضفة المحتلة ستكون أكثر عنفاً من جانب الاحتلال وأكثر دموية، مبيناً أن الفلسطينيين في الضفة الغربية باتوا مقتنعين بأن ما يحدث في الضفة الغربية من مقاومة يجب الحفاظ عليه.
“إسرائيل” عاجزة
ومن جانبه، اتفق المختص في الشأن “الإسرائيلي”، عصمت منصور، مع سابقه من أن استمرار العمليات الفدائية وتنوع أساليبها في الضفة المحتلة، من خلال استخدام العبوات الناسفة والأسلحة الأوتوماتيكية، وعمليات الدهس والطعن، يُظهر أن “إسرائيل” عاجزة عن وقف هذه العمليات.
حاضنة قوية
واعتقد منصور خلال تصريحات لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن بالرغم من القبضة الحديدية التي استخدمها جيش الاحتلال إلا أنه لم يستطع القضاء على المقاومة في الضفة، مشيراً إلى أن المقاومة متجذرة في قلوب الشباب الفلسطيني وتتمتع بحاضنة شعبية كبيرة”.
ورأى المختص أن حالة المقاومة في الضفة الغربية قابلة للاستمرار ولها رؤيتها الواضحة وجذورها القوية، مبيناً المقاومة في الضفة مثلت أكبر ضربة “لليمين الإسرائيلي” الذي كان يرفع شعار وقف “المقاومة”، واستعادة الأمن للمستوطنين وهذا ما حدث عكسه تماماً.
ويُشار إلى أنه كان آخر العمليات الفدائية عملية الأغوار الثلاثاء الماضي، بالإضافة لعملية باب الخليل في القدس المحتلة أمس، والتي أدّت إلى وقوع ثلاث إصابات “إسرائيلية” وُصفت إحداها بـ«الخطيرة».