إستمرار الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في السودان
العين برس / السودران
غارات جوية وانفجارات جديدة تهزّ العاصمة السودانية الخرطوم قبل ساعات من دخول مرتقب لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
هزّت غارات جوية وانفجارات جديدة العاصمة الخرطوم، اليوم الاثنين، قبل ساعات من دخول مرتقب لوقف إطلاق النار في السودان حيز التنفيذ بين الطرفَين المتنازعين على السلطة.
ولليوم السابع والثلاثين على التوالي، يلازم سكان العاصمة السودانية البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريباً منازلهم وسط اقتتال وحرّ شديد، ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات.
ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” حتى اللحظة رغم تأكيدهما نيتهما احترام الهدنة. وأمس الأحد، أكّد سكان العاصمة سماع “غارات جوية” عنيفة بشكل متزايد. وفي جنوب الخرطوم، تحدث شاهد عيان أيضاً عن “تجدد الاشتباكات في منطقة الصحافة”.
هدنة تستمر أسبوعاً
وتأتي هذه التطورات، بعدما أعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة، في بيان مشترك، أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات “الدعم السريع” وافقوا على وقف إطلاق نار جديد، مدّته أسبوع، ويبدأ اليوم الإثنين.
وأوضح البيان أنّ وقف النار “يُمكن تمديده بموافقة الطرفَين”، مشيراً إلى أنّ طرفي النزاع اتّفقا أيضاً على “إيصال المساعدات الإنسانيّة وتوزيعها، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوّات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسيّة”.
ولفت البيان المشترك إلى أنّ وقف النار “يدخل حيّز التنفيذ الساعة 21:45 بتوقيت الخرطوم (19:45 ت غ) يوم 22 أيّار/مايو الجاري، ويستمرّ سبعة أيّام”.
وهذا الاتفاق ليس الأول منذ بدء الحرب، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة قاما بخرقها كلها، بعد دقائق من التنفيذ.
وكان الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” قد اتفقا في 12 أيار/مايو الحالي، بعد اجتماع أطراف النزاع السوداني في مدينة جدة السعودية، على جملة بنود أولها تجنيب المدنيين أي ضرر.
إستمرار الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في السودان
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلن حافظ الزين، مستشار قائد قوات “الدعم السريع”، أنّ الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” يقود المعارك بنفسه في أم درمان وبحري والخرطوم، نافياً خلال تصريحات متلفزة، ما يتردد حول وفاة قائد قوات “الدعم السريع” أو إصابته.
كما نفى أيضاً ما يتردد عن وفاة أو إصابة القائد الثاني للقوات، الفريق عبد الرحيم دقلو، مؤكداً أنه يتنقل بين القوات لقيادة المعارك.
وأعفى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الجمعة، منافسه قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي)، من منصب نائب رئيس المجلس، واستبدله بعضو المجلس وزعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان” مالك عقار.
ووقع مالك عقار في 2020، ومعه قادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ شباط/فبراير 2021.
وأعلن في بيان أصدره السبت أنّه مصمّم على السعي إلى “إيقاف هذه الحرب” والدفع في اتّجاه مفاوضات. وتوجّه مباشرة إلى دقلو بالقول: “لا بديل لاستقرار السودان إلاّ عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية”.
وضع إنساني متدهور
ويشهد السودان نزاعاً منذ 15 نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات “الدعم السريع” التي ترفض خطة لدمجها في صفوفه. وأوقعت المعارك منذ اندلاعها قرابة ألف قتيل غالبيتهم مدنيون، ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع قبل أكثر من شهر إلى 863.
وقالت نقابة الأطباء: “الاشتباكات ما زالت جارية بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا، يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم”.
وأشارت إلى أنّ “عدد الوفيات بين المدنيين ارتفع منذ بداية الاشتباكات لــ863 حالة وفاة، و 3531 حالة إصابة”.
إلا أنّ البيان أكد أنّ هناك العديد من القتلى والإصابات، لم يتم حصرهم في التقرير “ولم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد”.
المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، بدوره أعلن، “مقتل 900 شخص منذ بدء الاشتباكات”، متهماً طرفي الصراع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
وتحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد أفريقي مساحةً، علماً بأنّ ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
إستمرار الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في السودان
ورفعت الأمم المتحدة قيمة الأموال التي تحتاجها لمساعدة السودان، مؤكدةً أنّها تسعى لجمع 2.6 مليار يورو. ومن المتوقع أن يلقي المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتيس، كلمة أمام مجلس الأمن الإثنين.
وكان مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أعلن الجمعة عن تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذين فروا إلى البلدان التي لها حدود مع السودان.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار لمواجهة الأزمة الإنسانية.
وتسببت الحرب الدائرة في خسائر فادحة في قطاع البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربي البلاد حيث يشتد القتال أيضاً.
كما أجبر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريباً على ملازمة المنزل من دون ماء أو كهرباء.
ويطالب العاملون في المجال الإنساني منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية لمحاولة توفير بعض الخدمات التي تعاني بالفعل من تدهور لعقود.