إدانات دولية لمجزرة مواصي خان يونس: جرائم إبادة تهدف إلى القضاء على الفلسطينيين
العين برس/ متابعات
توالت الإدانات الدولية لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة في منطقة مواصي خان يونس، اليوم السبت، والتي راح ضحيتها أكثر من 350 شهيداً وجريحاً. في هذا السياق، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إنّ “ما يحدث في غزة ليس حرباً أو دفاعاً عن النفس بل هو إبادة جماعية”، مضيفاً أنّ أي دولة في المنطقة بما في ذلك تركيا، لن تتمكن من الشعور بالأمان، ما دامت إسرائيل تسعى لتحقيق أمنها عبر احتلال الأراضي”.
بدورها، أكّدت وزارة الخارجية التركية أنّ قتل “إسرائيل” عشرات المدنيين في المواصي “حلقة في سلسلة جهود حكومة بنيامين نتنياهو للقضاء على الفلسطينيين كافة”.
وفي بيان، شدّدت الوزارة على أنّ “حقيقة اختيار إسرائيل لإراقة الدماء مرة أخرى، بينما كان من المتوقع أن ترد على رد حماس الإيجابي فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، هي أيضاً دليل على أنّ حكومة نتنياهو تحاول منع مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم”.
إيران: الاحتلال يحاول تغطية إخفاقاته عبر المجازر
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنّ استهداف خيام النازحين في المناطق التي أُعلنت آمنة “جريمة جديدة في سجل جرائم الصهاينة التي تستمر في ظل صمت المجتمع الدولي والدعم الأميركي الشامل لهذا الكيان القاتل للأبرياء، والمواقف المزدوجة من جانب الدول الأوروبية، وكذلك عدم استخدام القدرات الموجودة لدى الدول الإسلامية”.
وأضاف كنعاني، في بيان، أنّ “الصهاينة أظهروا مرةً أخرى وحشيتهم، بهذه الجريمة، وأثبتوا أنّهم “لا يقفون عند أي خط أحمر بالنسبة إلى القيم الإنسانية، في محاولة لتغطية إخفاقاتهم الميدانية”، لكن “عليهم أن يعلموا أنّ مواصلة هذا المسار لن تجلب لهم سوى المزيد من الكراهية عند المجتمع الدولي”.
مصر: جرائم “إسرائيل” لن تسقط بالتقادم
بدورها، دانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، قصف “إسرائيل” منطقة المواصي غربي خان يونس المليئة بالنازحين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.
وأكّدت مصر على أنّ تلك الجرائم “لن تسقط بالتقادم، ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر من المبررات”، مشيرةً إلى أنّ تلك الانتهاكات المستمرة في حق المواطنين الفلسطينيين “تضيف تعقيدات خطيرة على قدرة الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتزيد من المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمتٍ وعجزٍ دولى مخزٍ”.
في هذا الإطار، أفاد مصدر أمني رفيع المستوى، بأنّ مصر أبلغت الأطراف المعنية بخطورة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة واستهداف المواطنين.
وتابع المصدر الأمني، وفقاً لوسائل إعلام مصرية، أنّ “إسرائيل لا تزال تمارس سياسات تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة كلها”.
من جهته، أدان مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام، بأشد العبارات، مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس، واصفاً هذه المجزرة بأنها “استكمال لحرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي على مرأًى ومسمع من المجتمع الدولي”.
وأكّد مفتي الجمهورية، في بيان، أنَّ استهداف الكيان الإسرائيلي للنازحين المسالمين “يعدُّ جريمةً مشينةً وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتاراً بقيمة الإنسان وقدسية روحه”.
واستنكر المفتي ما يقوم به الكيان الإسرائيلي المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة وتشديد العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، واصفاً هذه الاعتداءات الوحشية بأنّها “جرائم حرب مكتملة الأركان”.
وقال إنّ هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة “تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه المشروعة، في الوقت الذي تضرب فيه قوات الاحتلال بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عُرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولي”.
الأردن: على المجتمع الدولي أن يتحرك
كذلك، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، بأشد العبارات، مجزرة الاحتلال واستمراره في عدوانه الغاشم على قطاع غزة، واستهدافه الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، إدانة بلاده واستنكارها المطلق لاستمرار “إسرائيل” في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للمجتمع الدولي والإرادة الدولية الداعية إلى وقف الحرب، وارتكابها لجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعرقلتها لدخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وشدد القضاة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفاعل وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وللمستشفيات والمنظمات الإغاثية التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم الخدمات الحيوية الأساسية للفلسطينيين في القطاع الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل عليه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قد دانت مجازر الاحتلال في المواصي ومخيم الشاطئ أيضاً، مطالبةً الدول الداعمة لـ”إسرائيل” بـ”صحوة ضمير وأخلاق والتوقف عن تعطيل الحراك الدولي لإنهاء حرب الإبادة الجماعية”.
وفي بيان، عدّت الوزارة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع “دليل جديد على أنّ حرب إسرائيل المعلنة هي على المدنيين الفلسطينيين، وتكذب ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة، ودليل قاطع أيضاً على أنّ الوقف الفوري للعدوان هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين”.
تأتي هذه التصريحات بعدما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً كبيرةً عبر قصفه مخيمات النازحين مفترق النّص في مواصي خان يونس، أدت إلى استشهاد وجرح أكثر من 350 فلسطينياً، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة.
وبالإضافة إلى المجزرة في مواصي خان يونس، ارتكبت القوات الإسرائيلي مجزرةً أخرى في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، مستهدفةً المسجد الأبيض، حيث ارتقى 17 شهيداً على الأقل، وإصابة العشرات.
ويُضاف شهداء المجزرتين الإسرائيليتين في مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ إلى أكثر من 38440 شهيداً و88480 جريحاً سُجّلوا منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب الإحصائية الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الميادين نت