“Middle East Eye”: “ثورةٌ” في ترسانة حزب الله.. ضرب “تل أبيب” من شمال الليطاني
العين برس/ متابعات
رأى موقع “Middle East Eye” البريطاني، أن الاجتياح الإسرائيلي للجنوب العام 1982، “خلق تهديداً استراتيجياً” هو “المقاومة الإسلامية” التابعة لحزب الله، والتي أظهرت مستويات من البراعة العسكرية والفعالية القتالية، تفوق بكثير ما سبقها من منظمات. وبحسب الموقع، فإنّ حزب الله خاض حربين مع “إسرائيل”، الأولى كانت صراع حرب العصابات المكثف الذي دام خمسة عشر عاماً بين العامين 1985 و2000، وأسفر عن انتصار حزب الله، وأدّى إلى إضعاف إرادة إسرائيل السياسية.
أما الحرب الثانية فقد كانت أكثر إثارة للدهشة، وهي الفترة بين تموز وآب 2006. وفيها أظهر حزب الله براعة في حرب المشاة، والتكتيكات المضادة للدروع، والعمليات السيبرانية والمعلوماتية، وواصل هجماته الصاروخية طوال الحرب، التي انتهت “أقله بالتعادل مع إسرائيل”، وهي نتيجة عسكرية لم تحققها أي قوة عربية منذ العام 1948.
وفي ظل الحديث عن توجه “إسرائيل” وحزب الله اليوم إلى جولة ثالثة، ذكّر الموقع بمعدل 100 صاروخ يومياً، يمكن أن يطلقها حزب الله، وهو معدل يقترب من الـ120 صاروخاً التي كان يطلقها في العام 2006، ويتفوق على معدل إطلاق الصواريخ الحالي من قطاع غزة.
ورأى الموقع أنّ نموذج “عقيدة الضاحية” الذي تتبناه “إسرائيل”، والذي يتضمن استخدام القوة غير المتناسبة على البنية التحتية المدنية، يجري تطبيقه حالياً في غزة، وبكثافة أقل في جنوب لبنان، حيث يُعاقب المدنيون بسبب “السماح” للمقاتلين بشن هجمات صاروخية من مناطقهم، وبالتالي، بدلاً من “كسب القلوب والعقول” على طريقة التكتيكات الغربية الكلاسيكية، تعمل عقيدة الضاحية على خلق بيئة مدنية معادية، وعلى خلق أعداء أقوى عن غير قصد.
وتابع الموقع، “لم يعد حزب الله نفس القوة التي كان عليها في عام 2006، فالقدرات العسكرية الحالية للحزب تتفوق على الغالبية العظمى من القوات غير التابعة للدولة، وعلى القوات البرية للعديد من الدول الصغيرة. جناحه العسكري هو في المقام الأول قوة برية، تجمع بين قوات المشاة الخفيفة والمحركات مع أصول المدفعية الصاروخية القصيرة إلى المتوسطة المدى”.
وقدّر الموقع عديد القوة البشرية في حزب الله بما يصل إلى 100 ألف مقاتل وجنود احتياط. وأشار إلى أنّ “قوة الرضوان، وهي وحدة نخبوية يقدر عدد أفرادها بما يتراوح بين 2000 إلى 3000 مقاتل، تعدّ أهم فرق حزب الله، وتتمتع بخبرة في عمليات القنص، والمعارك القريبة في المناطق المبنية، والتوغلات خلف خطوط العدو”.
وبحسب الموقع، فإنّ حزب الله، يمتلك أكثر من 13 نوعاً من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الموجهة المحمولة على الكتف والمدفعية المضادة للطائرات القصيرة المدى.
وتابع الموقع: “بعيداً عن المجال البري، يمتلك حزب الله أصولاً في الجو وفي البحر. كما أن لديه بعض القدرات في الحرب الإلكترونية والسيبرانية، إلى جانب جهاز استخبارات يتمتع بخبرة جيدة في الحرب النفسية والعمليات المعلوماتية ومكافحة التجسس. بالإضافة إلى ذلك، لديه شبكات اتصالات آمنة، بما في ذلك شبكة ألياف بصرية مستقلة عن الدولة اللبنانية”.
وأكد الموقع أنّ القوة البرية لحزب الله “تتركز في المدفعية الصاروخية والمشاة، بما في ذلك قذائف الهاون الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ويقدر عدد قذائفه بأكثر من 145000 من مختلف العيارات، تستخدم بشكل رئيسي في العمليات الدفاعية القصيرة المدى.
أما بالنسبة لمدفعية حزب الله الصاروخية، فإن “الثورة” مصطلح مناسب لوصف ما حدث مع ترسانته بين عامي 2006 و2024 من حيث الكمية والمدى والدقة والحمولات”.
وإذ توقف الموقع عند ما تشكله الصواريخ والقذائف البعيدة المدى من مشكلة استراتيجية بالنسبة لـ”إسرائيل”، فقد أكد أنه لو تم إرجاع القوات البرية لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، فإن ذلك لن ينهي قدراتها الضاربة، إذ يمتلك الحزب ما يقدر بنحو 65 ألف صاروخ يصل مداه إلى 200 كيلومتر، و5000 صاروخ يصل مداه إلى أكثر من 200 كيلومتر، وهذا يعني أنه يبقى بإمكانهم ضرب تل أبيب من شمال الليطاني”.
وختم الموقع، بالتأكيد على أنّ الوضع لا يزال بعيداً عن الحل، مؤكداً أنّ كل السيناريوهات المتوقعة تفتقر إلى مخطط استراتيجي، وهو ما يؤكد “مدى خطورة الوضع الحالي، ويسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى اتباع نهج متبصر”.
المصدر: الميادين نت